المحتوى الرئيسى

د.صفية فتح الباب أمين تكتب: رغم أنف الحاقدين

05/05 22:01

مخالب وحشية تستتر فى الظلام تنتظر وتتحين الفرصة المناسبة لتنقض على جسد الوطن لتقطع أوصاله وتمزق وحدته، ولكن جسد مصر قوى وأنسجته منيعة لذا تلتئم جروحه ويتعافى سريعاً ليتواجد ويحيا رغم أنف الحاقدين. وهذا ليس بجديد على مصر مهد الحضارات ومهبط الأديان التى تصدت للفتن وقهرت الصعاب على مر العصور. نعم هذه مصر لم تكن أبداً إلا أرض السلام، امتزجت دماء شعبها الطيب للكفاح من أجل الحرية والترابط والاستقرار إيماناً بالوطن الواحد والمصير المشترك. إن القوة الحقيقية لمصر تكمن فى شعبها ولعل هذا ما دعا الحاقدين للعمل على قطع جسور المحبة والتسامح بين المصريين، لقد توهم هؤلاء المتربصين وسولت لهم أنفسهم أن محاولات الوقيعة بين أبناء مصر وسيلة للنيل من هذا الشعب، تماماً مثلما فعل الشيطان مع قابيل وهابيل ابنى آدم عليه السلام. والآن لابد من إعمال العقل والتفكير الهادئ المستنير حتى لا نكون فريسة سهلة بل نتحد جميعاً لننزع هذه المخالب الشيطانية، ولنعلو على كل مشكلاتنا العارضة لنواجه الخطر الأكبر المتربص بنا. ولأن الإنسان عدو ما يجهل لذا فإن المعرفة الصحيحة بالآخر هى سبيل جيد لمحاربة العنف وتعديل الأفكار المشوهة والمغلوطة، وبالتالى ضمان التعايش السلمى والتآخى والترابط المجتمعى بمختلف طوائفه. ويمكن تحقيق ذلك من خلال منظومة من الأدوات التى تعمل بشكل متناغم لغرس وتصحيح الأفكار ودعم أواصر المحبة والصداقة بين أبناء الوطن بداية بتنشئة الأطفال والشباب فى الأسرة والمدرسة والجامعة على قيم التسامح وتقبل الآخر والانتماء للوطن، كما تتجه دور العبادة إلى نشر ثقافة الحوار والتراحم واحترام الحقوق من خلال الخطاب الدينى المستنير الذى يكشف قيمة الأديان وحثها على التحلى بالأخلاق الحميدة والمعاملات الحسنة والبعد عن سفك الدماء، ومما يدل على ذلك قوله عز وجل فى كتابه الكريم "من قتل نفساً بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنّما قتل النّاس جميعاً ومن أحياها فكأنّما أحيا النّاس جميعاً" سورة المائدة 32. إن مكافحة العنف بكل أشكاله أصبح مطلباً عالمياً ملحاً لابد أن يتصدر أولويات الدول بعد أن ذاق الجميع مرارتة وويلاته، ولابد من قطع كل السبل المؤدية إليه والتى من أهمها الجهل والفقر والتعصب لذا يظل بناء العقول الواعية هو طوق النجاة للفكاك من براثن أعداء السلام.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل