> الزراعة أول خطوة فى مشروع التكامل

أكد خبراء أن التكامل الاقتصادي بين مصر والسودان أولي خطوات تحقيق حلم السوق العربية المشتركة حيث تجمع مصر والسودان مقومات الوحدة والتاريخ والمصير المشترك إضافة إلي القرب الجغرافي الأمر الذي يمكن مصر من تحقيق تعاون سياسي، اقتصادي وتكامل غذائي وصناعي وغير ذلك من المجالات. يقول محمد فايق وزير الإعلام الأسبق ومسئول ملف العلاقات الإفريقية في عهد عبد الناصر: إن هناك أشكالاً كثيرة جداً للتكامل بين مصر والسودان من أهمها الروابط التاريخية القديمة، ومكانة مصر لدي السودان ومكانة السودان لدي مصر، وهناك مشروعات مشتركة كثيرة جداً، من بينهما الزراعة، مضيفاً: «يمكن عملنا» السد العالي ودخلنا حروباً لاستصلاح 2.5 مليون فدان، لكن إذا نظرنا للسودان سنجد أن هناك 200 مليون فدان موجودة بها قابلة للزراعة تروي بالأمطار ولا تكلفنا من مياه النيل متراً واحداً لزراعتها، لذلك لابد من الاتجاه لاستغلال هذه الأراضي وزراعتها لتحقيق المصلحة المصرية السودانية والاكتفاء الذاتي من المحاصيل الاستراتيجية في مصر والعالم العربي فالسودان يمكن أن تكون مخزناً لغذاء العالم العربي كله. أشار «فايق» إلي أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر أعطي للسودان مكانة خاصة، واتصالاً واسعاً، حيث لم يكن الاتصال مقتصراً علي المسألة الدبلوماسية البحتة، لذلك الشعب السوداني يحب مصر جداً جداً لكن لابد أيضاً لنجاح المشروعات المشتركة وتحقيق التقارب المستهدف أن نحسن من وسائل الاتصال، وتفعيل وسائل النقل المختلفة من طيران وطرق برية وسكك حديدية وغيرها. قال د. محمود أبو زيد وزير الموارد المائية الأسبق: إن تحقيق التقارب في العلاقات المصرية السودانية هدف أسمي يتم التخطيط له منذ زمن بعيد، فالمسألة لا تعني التقارب فحسب بل لابد أن يكون هناك تكامل في جميع المجالات، الاقتصادية والغذائية والمستقبلية، وذلك كان هدفنا من إقامة السوق العربية المشتركة مؤخراً، وأشار «أبو زيد» إلي أن الفترة المقبلة تتطلب وجود استثمار زراعي بين جميع الدول العربية. قال هشام حبارير الباحث في الشئون الإفريقية: إن العلاقات المصرية السودانية علاقات تعاون وتكامل، والسودان هي الدولة الوحيدة في العالم التي منحت استقلالها دون طلقة رصاص واحدة في عهد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، كما أن مناطق مثل النوبة وحلايب وشلاتين هي مناطق للتواصل الحضاري والوحدة بين البلدين، وطالب «حبارير» بضرورة الإسراع في توسيع حجم الأرض السودانية المستزرعة من قبل الشركات المصرية لتحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح والمحاصيل الاستراتيجية الأخري.