المحتوى الرئيسى

مصر والإمارات.. البترول ليس أغلى من الدم

05/05 20:07

عبدالله المطوع تميزت العلاقات الإماراتية المصرية على مدى عقود طويلة بأنها نموذج يحتذى به في العلاقات العربية العربية، وكانت الإمارات دوماً ترى في مصر قلب العروبة النابض والحاضن الاستراتيجي للأمة العربية من شرقه لغربه ، وقد اعتادت الإمارات أن تحترم الشؤون الداخلية لكل دولة، وتبعاً لذلك فهي تحتفظ بالود لمصر كشعب وبلد وتاريخ وحضارة. ولاشك أن ما أثارته بعض وسائل الإعلام حول برود في العلاقات بين البلدين ماهو إلا اجتهاد خاطئ ليس في محله، وربما هو تحليل لمعطيات ومعلومات غير دقيقة، ستثبت الأيام عدم صحتها. فالتاريخ يذكر بكل فخر واعتزاز الموقف الشجاع للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس الإمارات -طيب الله ثراه- الذي أعلنه صريحا في حرب أكتوبر 1973 عندما خرج على العالم وقال بأن البترول العربي ليس بأغلى ولا أثمن من الدم العربي ووضع كل إمكاناته وثرواته تحت تصرف الجيوش العربية في تلك الحرب ليتحقق النصر ويفرح زايد كما لو كان هو من خاض الحرب.. كيف لا والإمارات هي ابنة الأمة العربية وهي ثمرة من ثمرات أمة تدعو إلى الاتحاد والتعاون وتحارب التفرق والتشتت ولذلك يذكر التاريخ أن الإمارات بقيادة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان كانت أول دولة عربية تعيد علاقاتها مع جمهورية مصر العربية بعد المقاطعة العربية عقب اتفاقية كامب ديفيد. من هنا كان الإعلان عن زيارة رئيس الوزراء المصري الدكتور عصام شرف إلى دولة الإمارات بمثابة التأكيد على قوة تلك العلاقات، والرد السريع على ما أثير مُـؤخراً بشأن وجود توتر في العلاقات بين البلدين. إنّ ما بُني عبر أجيال وقرون يبقى هو الأساس، فالإمارات ومصر أكبر من الصائدين في الماء العكر، وهما - إن شاء الله - إلى توافق دائم مستند إلى أصول حضارية وأخلاقية ضاربة في جذور التاريخ وفي أعماق النفوس. ترحيب الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي بزيارة الدكتور عصام شرف قبل وصوله إلى العاصمة أبوظبي تأتي كالعادة من باب التأكيد على سياسة بلاده المتجهة دائماً إلى التقارب ورأب الصدع ، كما تجسّد المثال الحيّ للقيادة الحكيمة والرشيدة والمعبرة عن آمال شعبها وأمتها ، لأن استقرار مصر من استقرار الإمارات، ومصر لن تألو جهداً في سبيل دعم دول الخليج بكل أشكال الدعم، هذا ما أكده قبل أيام الدكتور شرف خلال جولته الخليجية الأولى حين قال إن الاستقرار في الخليج العربي يمثل التزاما قوميا وضرورة استراتيجية لمصر، كما أن الالتزام بوحدة وسلامة أراضي دول الخليج هو من أهم ثوابت وأولويات السياسة الخارجية المصرية التي تعتبر أن أمن واستقرار وعروبة دول الخليج وسيادتها خطوطا حمراء، كما أن دولة الإمارات قيادة وحكومة وشعباً على ثقة بقدرة القاهرة على تجاوز كل أمر طارئ، حيث مركزها ودورها بحجم الحلم الكبير والمستقبل الكبير، وهي جزء عزيز من المنظومة العربية. المتغير الداخلي في مصر العزيزة شأن داخلي نحترم فيه إرادة الشعب المصري الذي أشعل ثورته متطلعاَ إلى التغيير وتنفس هواء الحرية والقضاء على الفساد ودخول عصر جديد من الحرية والديمقراطية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل