المحتوى الرئيسى

تركي يبغى الشغل «واكي»!

05/05 14:39

عبد العزيز النهدي لو كان الطرف الوحداوي الذي حاول "رشوة" الحارس جابر العامري، ذكياً بما فيه الكفاية، لأدرك أن الأخير لا يحتاج إلى أي رشوة حتى يهدي فريقهم هدفا أو اثنين أو خمسة، فإمكانياته المتواضعة جدا التي لعبت دورا رئيسا في السواد الأعظم من خسائر فريق نجران، هي نفسها التي تجعلنا نضحك كثيرا على الأهداف الخمسة التي ولجت مرماه في مباراة الفريقين.. كان في يد تركي الثقفي أن "يقبض" مبلغ الرشوة دون أن يفاتح جابر العامري بالموضوع عبر مكالمة هاتفية طويلة وكأنه يقنعه ببيع مباراة نهائي بطولة! بعيدا عن النظرة التحليلية الساخرة أعلاه.. أهنئ العربية والعربية نت على سبقها وإنفرادها في إذاعة وبث تسجيل مكالمة الرشوة، في الوقت الذي كانت "تفحّط" فيه وسائل إعلام وقنوات أخرى بصدق، من أجل الحصول على مداخلة فقط! ولا أشك قيد أنملة، في أن أي لاعب أو أي مسؤول، لو وضع نفسه مكان تركي الثقفي، وهو يصدح بصوته الجبلي في التسجيل المُذاع على قناة "العربية" قائلا لعضو الشرف الوحداوي (نبغى الشغل واكي) أي تمام أو مضبوط، لعاد فورا إلى صوابه مصدوما، وتراجع بسرعة البرق عن الخطو والسير فوق رصيف الفساد، فما بالكم بتركي الذي يبدو بأنه قد خسر كل شيء حتى قبل أن تصدر العقوبات؟! لقد أيقنت مباشرة بعد إذاعة التسجيل على "العربية" أن مسيرة تركي الثقفي كلاعب قد انتهت بشكل بديهي لا يحتاج إلى الوقوف عنده طويلا، سواء بالشطب أو الإيقاف من الإتحاد السعودي، أو من ناحية خسارته لثقة الوسط الرياضي كله، بمعنى أنه لن يعاود اللعب في الدوري الممتاز أو حتى المظاليم، حتى في حال إفلاته من عقوبة الشطب المتوقعة، بل وأعتقد أننا سنبارك له ونهنئه بحرارة في حال اكتفت الجهات المختصة بعقوبة رياضية فقط! لقد طالب المستشار القانوني المتميز فهد بارباع بتحويل لجنة الأخلاق واللعب النظيف التي يترأسها الدكتور خالد المرزوقي، إلى هيئة قضائية مستقلة عملا واستنادا، طبقا لما هو معمول به في الاتحاد الدولي (FIFA)، بمعنى أن تخوّل هذه اللجنة في النظر لكل قضايا الفساد من رشوة وهدايا وعمولات وتضارب مصالح، وأجدني أتفق معه تماما فيما ذهب إليه، وأكرر مطالبته هنا، بعد ظهور قضية الرشوة هذه على سطح الكرة السعودية، في الوقت الذي ما زالت فيه قضايا كثيرة مشابهة مختبئة في أعماق ما تحت السطح! إن هذه القضية هي أقرب ما تكون إلى اختبار حقيقي للإتحاد السعودي ولجانه المختصة، فالعقوبات التي ستصدر بحق أطرافها المتورطين ستكون رسالة من تحت الماء لأبطال الممارسات المشابهة التي تمت بنجاح ولم تظهر على السطح ولم يعرف عنها أو يسمع بها.. أي بشر! على الإتحاد السعودي التنبه لخطورة لعبة الرشاوى والفساد، ونيرانها الحارقة، فالقضايا هي من تحمي الحاضر، وهي من ترسم أدق ملامح وتفاصيل المستقبل، لذا فعليه أن يكون شجاعا في اتخاذ وإعلان قراراته، وأن لا يرضخ أبدا وفي أي حال من الأحوال، لأي تدخل من أي شخصية، بمعنى، إن كان للوحدة نصيب من هذه العقوبات، فيجب أن تأخذ نصيبها كاملا!

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل