المحتوى الرئيسى

بثينة كامل تكتب: مواصفات الرئيس

05/05 14:16

سؤال اقتحم عقلي فباغتني وفاجأني ، المواصفات المثالية للرئيس، ما هي يا ترى؟ ضحكت أول الأمر لأني سبق وأن أعلنت نيتي دخول سباق الترشح للرئاسة، وبالتالي فإن شهادتي ستكون مجروحة، ولن يصدق احد حيادي عندما أقول  مثلا أن الرئيس يفضل أن يكون من بين دوائر الإعلام... ويستحسن أن يكون سيدة ...ويا حبذا أن يكون أول حرف في اسمها هو حرف الباء ويا ريت ان يكون باقي اسمها هو عادل علي كامل!ضحكت من نفسي وقررت أن أتجرد وأن أطرح على نفسي السؤال بكل جدية، مواصفات رئيس مصر؟ أظن انه يجب أن يتحلى بمواصفات شخصية وأخرى موضوعية، فعلى سبيل المثال فإن جانبا كبيرا منا نحن المصريين لديه هامش من النرجسية وتعظيم الذات ، فالكثير منا لا يجيد الاستماع والتأمل فيما يقوله الآخرون المخالفين له في الرأي، ويصمت  فقط تحينا لفرصة الرد وإثبات خطأ الغير..فقط لا غير، المصري لا يقتنع برأي غيره، ولو اقتنع فبينه وبين ذاته فقط مع الاستمرار في الجدل والعناد من باب المكابرة ليس إلا، اعترف أني ضبطت نفسي أنا شخصيا أفعل ذلك وفاجأتني خطورة العيب وكأن السؤال كشفني أمام نفسي، فقررت بتجرد أن استمع أكثر، سمعت مقولة طريفة منذ زمن، ان المصري الواحد اذكى بكثير من الياباني الواحد، واثنين مصريين يتساويان في الكفاءة مع اثنين يابانيين، أما عندما يصبح العدد ثلاثة فأكثر من الجانبين  فالأمر على الجانب المصري يتحول لكارثة!حرب اكتوبر كانت استثناءا عبقريا عندما اقتضت الضرورة التي املاها حجم الكارثة وضخامة التحدي انتظام المصريين في فريق عمل يستمع فيه كل للآخر بكل جدية وواقعية، وعندما رجعت ريما لعادتها القديمة وأراد الرئيس ان ينفرد بعد ان أسكره النصر كف الجميع عن مخالفته وقالوا سمعا وطاعة، توجيهات سيادتك، الجميع خاف وفعل ذلك إلا واحد ، رئيس الأركان العبقري الهامة القامة الفارس/ سعد الدين الشاذلي رحمه الله، وقعوا في بعض ، صمم الرئيس وأيده الباقون وحدثت الثغرة!!هذه هي اهمية تكوين فريق عمل ناجح، والاستمرار دوما كفريق عمل ناجح, والمعجزات التي يمكن ان يحققها فريق عمل ناجح مصري!!!الفارق ان الرئيس يجب ان يكون قابلا لأن يسمع ما يجب أن يسمع ليس ما يريد ان يسمع، وان اكتفى من حوله بالحل الثاني فلن يفلح أحد مهما كانوا جميعا في الاصل من العباقرة! تجمع القدرات وليس تصادمها، أظنني أريد أن أقول أن الرئيس المصري الجديد يجب أن يكون قابلا للعمل ضمن فريق عمل ، تحد صعب امام تراثنا الذي يقول أن المصري الرئيس يحب أن يعمل منفردا وهذه كارثة. ترى وزارة كاملة تتحرك "بناء على توجيهات: السيد الشخص/ الرئيس!  وكأن الوزارة كلها غلابة قادمة من خرابات  كوكب الأرض وسيادته وحده بطوله عبقري قادم من كوكب ما فوق السحاب يأتيه وحده وحي السماء!! ولطالما سمعنا في السنوات الماضية عن الدعاية السخيفة بتاعت تدخل الرئيس في اللحظة الأخيرة منقذا ومخلصا من السماء لإنقاذ الشعب من عك الحكومة، ليصفق الناس له ناسين انه هو ذاته الذي جاب تلك الحكومة، يعني العك برضه مجايبه أساسا!أريد أن استمع لرئيس يقول أنه اتخذ القرار الفلاني بعد الرجوع لوزراء مخلصين شغالين كفء واستشارتهم والاستماع لآرائهم وتوجيهاتهم لا العكس!وإلا فإن الرئيس لا يصلح أن يكون رئيسا!لم أجد في نفسي اعتراضا كثيرا حول ضرورة تقييد سلطات الرئيس في الدستور، ولكني استمعت لرأي طريف مخالف من المستشار أشرف البارودي، طرح علي سؤالا استوقفني.. سألني البارودي، هل تريدين لمصر في ظروفها الراهنة رئيسا ضعيفا قليل الحيلة لا يحل ولا يربط؟ لا أظن، قال أن الحل ليس في ضرب سلطات الرئيس ذاته ولكن في تغيير فلسفة العمل ذاتها عن طريق إحلال المؤسسة محل الفرد، وضرب لي ساخرا مثلا يتعلق باستقلال القضاء، وان اتجاه الدولة لتحجيمه لم يكن دوما عن طريق  ضرب القضاء مباشرة وانما عن طريق خلق قضاء مواز، القضاء العسكري، القضاء الاستثنائي، محكمة القيم، سلطة الرئيس في إحالة أي قضية للقضاء العسكري وهكذا، مع التأكيد لدرجة الزن على استقلال القضاء!وبالتالي فالحل ليس في اضعاف سلطة الرئيس ولكن في احترام حدودها مع ابقائها قوية داخل تلك الحدود عن طريق استقلال مؤسسات الدولة الحقيقي عن سلطاته فيصبح لا سلطان له عليها، وهنا سيظل الرئيس قويا دون ان تكون سلطاته متضخمة متورمة وسيكون الرئيس القوي مدعوما بمؤسسات قوية قادرة على دعمه إن أصاب وقادرة ايضا على محاسبته إن هو فرط او اخطأ، وهكذا سيظل الرئيس قويا وفي ذات الوقت حريصا على الا يخطئ  وهكذا نحصل على رئيس قوي ونزيه، وقال لي أنه إذا أردنا لجهاز الكسب غير المشروع أن يحاكم مسئولا حاليا فيجب أن يستقل الجهاز عن وزارة العدل، إذ كيف لجهاز تابع لوزير ان يستدعي رئيس وزراء في السلطة مثلا مثلا للمثول امام جهاز الكسب غير المشروع لتحقيق بلاغ ..ولو كيدي؟!! مش حايجيبه في التشكيل الجديد!! ناهيك عن الراس الكبيرة، ديتها تليفون صغير من رئيس الوزرا يعطي فيها للوزير كلمتين في جنابه ويقول له عيب كده! بابا زعلان منك خالص،  وبوضعه الحالي فسيظل اختصاص الجهاز قاصرا على فئة المخلوعين فقط، فإذا أراد الشعب أن يحاسب جهاز الكسب غير المشروع رئيسا أو وزيرا في السلطة فيجب عليه في كل مرة أن يخلع عليه  صفة المخلوع أولا وإلا فلن يتحرك الجهاز.واستطرد ساخرا بقوله انه وبمعدلات الفساد التي لم تفاجئني أبدا فإن الشعب المصري سوف يحتاج لثورة واحدة بشهداء أطهار ودم غال، قول ثورتين في الأسبوع لمجرد يتحرك الجهاز لتحقيق البلاغات!!لا أعرف لماذا تذكرت النائب العام. خلاصة القول اننا نريد رئيسا قويا نزيها يعمل بنجاح في ظل فريق عمل كفء مدعوما ومراقبا في ذات الوقت من مؤسسات مستقلة وقوية، وهكذا سيتقلص الفساد من نفسه. ورد لذهني أيضا فكرة تضارب المصالح التي لم تحظ بالاهتمام الكاف أبدا وهي باب فساد كبير، يجب ان يكون هناك قانونا مفصلا يمنع فرص تضارب المصالح وإفشاء الأسرار ، زواج المال بالسلطة تضارب مصالح، التعامل مع البورصة وفي ذات الوقت المشاركة في إدارتها أو السيطرة عليها سياسيا او اقتصاديا ممن هم على مقاعد السلطة ، تضارب مصالح، التجسس الصناعي المشهور في اوروبا Industrial espionage تضارب مصالح، الحمد لله هذه ليست عندنا لأننا ليس لدينا بعد صناعة أصلا خلاف الشيبسي، ولا أظن ان اليابانيين سيتجسسون على صناعاتنا من أجل معرفة الخلطة السرية !!مواصفات الرئيس ؟ يجب ان يكون الرئيس شخصا حالما ! نعم! شخص حالم له خيال عريض وطموحات داخلية كبيرة( اركز على داخلية لأني لا أريد رئيسا يريد ان يلقي باسرائيل في البحر ويضع على رأسه تاج الجزيرة ويقول انه حكيم أفريقيا!) ، رئيسا ثريا في فكره ،جريئا في طموحاته، شجاعا في احلامه، يفاجئ بها المصريين بين الحين والحين ليحرك خيالهم  ثم يتركهم يفكرون.. كيف؟! هل نستطيع؟ ممكن؟ مستحيل؟ ولم لا؟، فلا يطيعهم طاعة عمياء، ولا يرغمهم على شئ لا يريدونه في ذات الوقت، هذا هو جوهر معنى المشاركة في صنع المستقبل، يفاجئهم بأفكار وليس بقرارات، والفرق كبير! أما الرئيس الذي لا خيال لديه وينفذ فقط المطالب الفئوية قدر المستطاع دون رؤية، فهذا أيضا لا يصلح لأنه لا يهمه الصالح العام ولكنه يريد فقط  الإبقاء على مقعده أطول فترة ممكنة  لا غير!!ان الرئيس الذي لا يريد لبلده سوى إرضاء الغير وليس اقناع الغير فلن ينجح في ارضاء احد ولا إقناع أحد، وهو لا يصلح رئيسا!!يجب ان يكون للرئيس رؤية وحلم، وأن يشارك البشر رؤيته ويشاركونه، يشاركهم الحلم ويشاركونه، والاهم،أن يتشاركوا الحب بجد ، عشق بجد تحت علم مصر،ويتشاركون الثقة ، فيتحقق الايمان، وبالإيمان تحدث التضحية ،فيتنازلون هم عن مطالبهم الفئوية من اجل تحقيق الحلم الأكبر الذي هو مصر!فينتشر العمار والامان والحب في كل مصر، وتبقى مصر حكاية حب، ولمة تحضننا جميعا، عمال وفلاحين، مسلمين ومسيحيين، أغنياء ونص نص وتشرق شمس الحرية والسعادة والامان على كل مصر..شبر شبر..بيت بيت..حارة حارة..عطفة عطفة..حاضر! ثانية واحدة....آهوه !زنجة زنجة(آديني قلتها!!!!)، يا رب يا بلادي، يا اغلى عندي من النفس والبنت والأم ويهون عشانها كل هؤلاء، يا رب!أما سيادة المستشار فسامحه الله فقد ختم كلامه اللاذع بمقولة ساخرة قال فيها أن أفضل رئيس هو ذلك الذي لا يريد ان يكون رئيسا، لأنه يفهم بعمق ثقل الأمانة وحجم المسئولية، فإن تحققت المعجزة رغم ذلك وأصبح رئيسا،فهو لا يريد ان يظل رئيسا لأنه يخشى بعمق.. سؤال الله!هذه في رأيه هي أهم مواصفات الرئيس!!!!بس خلاص.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل