المحتوى الرئيسى

واشنطن..الفلسطينيون "خلطوا الأوراق" وحان وقت العودة للمفاوضات

05/05 01:29

واشنطن- بيير غانم كانت العاصمة الأمريكية حتى الاسبوع الماضي تستعد لخطاب يلقيه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن ويخصصه للحديث عن "حاجات اسرائيل الامنية "ويطلب موافقة الكونغرس والرئيس باراك اوباما على ما يعتبره مطلباً مشروعاً في غياب عملية السلام وفي ظل التغيير في مصر والاحداث في سوريا. توقيع اتفاق المصالحة الفلسطيني خلط الاوراق على الاسرائيليين ويبدو ان خطاب نتنياهو امام الكونغرس وامام مؤتمر ايباك تُعاد كتابته. اما الامريكيون فيلتزمون الحذر الشديد في التعاطي مع اتفاق المصالحة وكرر اكثر من مسؤول أمريكي، بمن فيهم الناطق باسم الخارجية مارك تونر انه من الضروري معرفة تفاصيل الاتفاق اولاً. ويعود التروي الأمريكي إلى سبب قانوني، فالحكومة الأمريكية تضع حركة حماس على لائحة المنظمات الارهابية واي مشاركة لحماس في الحكومة الفلسطينية يعني تلقائياً قطع المساعدات للحكومة الفلسطينية، اما اعطاء اي دور لـ "حماس" في ادارة اجهزة الأمن الفلسطينية في الضفة الغربية، فسيعني انهيار منظومة التعاون الأمني الأمريكي الفلسطيني الاسرائيلي. ومن الواضح ان الامريكيين لن يقفوا مكتوفي الايدي خلال الايام والاسابيع المقبلة، فهم يحرصون على الانجازات السياسية والامنية ويريدون أن "يساعد تطبيق اتفاق المصالحة على تحسين ظروف السلام" بحسب مصدر في وزارة الخارجية الأمريكية. ربما يكون اتفاق المصالحة الفلسطيني مصنوعاً بعناية شديدة ليسهّل على الأمريكيين متابعة التعامل مع السلطة الفلسطينية، فتشكيل حكومة "تكنوقراط "فلسطينية يسقط حجة وقف المساعدات، وبقاء حركة حماس بعيداً عن أجهزة الأمن الفلسطينية في الضفة الغربية يسمح بمتابعة التعاون الامني الأمريكي، ولا يريد الفلسطينيون خسارة هذا التعاون لسبب مهم جداً، حيث ذكر خبير فلسطيني لـ"العربية.نت" أنه "من الممكن تعويض الدعم المالي الامريكي بتمويل من دول عربية ثرية، لكن التعاون الامني والتوسط الامريكي مع المنظومة الامنية الاسرائيلية لا يمكن تعويضه"، ورسم صورة سريعة للتعاون حين قال "لو حصلت مشكلة على حاجز اسرائيلي، فالامريكيون فقط يستطيعون المساعدة". التفاوض بدلاً من الجمود يريد الامريكيون ايضاً ان "يساعد تطبيق اتفاق المصالحة على تحسين ظروف السلام" وربما يكون هذا الاتفاق الفلسطيني الفلسطيني محركاً للمفاوضات وبديلاً عن الوصول الى مواجهة في الامم االمتحدة. ويعتبر الكثيرون في واشنطن أن العودة إلى طاولة المفاوضات مستحيل بسبب انعدام الارادة السياسية لدى الرئيس الأمريكي، فهو لا يريد اغضاب الناخبين المؤيدين لاسرائيل، ولأن رئيس الحكومة الاسرائيلي مهتم فقط بأمن اسرائيل وليس بالسلام. اما السيناتور جورج متشيل فلم يزر المنطقة منذ اشهر بل ألغى خلال شهر مارس/ آذار الماضي زيارة كانت مبرمجة. لكن اتفاق المصالحة الفلسطيني جاء ليحرّك الجمود، إذ يريد الأمريكيون تحاشي مواجهة في الجمعية العامة، وسيدفع الأمريكيون ثمناً سياسياً باهظاً لمعارضتهم الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة على أراضي العام 1967، والثمن السياسي الأكبر سيدفعه الرئيس الأمريكي باراك اوباما، فبعد اقلّ من 3 سنوات على رئاسته وتقاربه مع العالم الاسلامي سيبدو أنه خان وعوده وفشل في رأب الصدع بين الامريكيين والمسلمين. الآن يستطيع الامريكيون إعادة النظر في مسيرة التفاوض، لأن الفلسطينيين، جميعهم، يستطيعون القول إنهم قادرون على التفاوض.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل