المحتوى الرئيسى

أمريكا ترد على اتهامات تصفية «بن لادن» دون محاكمة: قتلناه في معركة ولن ننشر الصور

05/05 09:46

يسعى المسؤولون الأمريكيون إلى إنهاء الجدل والتشكك الذي أحاط برواية واشنطن لملابسات مقتل أسامة بن لادن زعيم القاعدة وأكدوا أنه قتل في معركة وقعت في المجمع الذي كان يختبيء به في باكستان، بينما تتزايد الاتهامات لواشنطن بخرق القانون وتصفيته عمداً دون محاكمة. ورغم ضغوط من جانب بعض مساعديه، رفض الرئيس الأمريكي باراك أوباما نشر صور بن لادن وهو قتيل لأنها يمكن أن تثير أعمال عنف وتستخدم كوسيلة دعائية من جانب تنظيم القاعدة. وقال أوباما الأربعاء لبرنامج 60 دقيقة بقناة تلفزيون سي.بي.إس. «أعتقد أنه نظرا لما تحتويه تلك الصور من مشاهد صعبة فإنها سوف تسبب بعض المخاطر على الأمن القومي». وأضاف «من المهم بالنسبة لنا ضمان ألا يجري تناقل صور لشخص مشوه أطلق عليه الرصاص في الرأس كوسيلة للتحريض على مزيد من العنف أو كوسيلة دعائية. لسنا من يفعل ذلك». واستطرد أوباما «أجرينا تحليلا للحمض النووي ولذا لا يساورنا شك في أننا قتلنا أسامة بن لادن.. لن تروا بن لادن يسير على هذه الأرض مرة أخرى». وعندما سئل بشأن ما يقوله البعض في باكستان من أن الولايات المتحدة تكذب بشأن قتل بن لادن رد أوباما بالقول «نراقب رد الفعل في أنحاء العالم. لا شك في أن بن لادن مات». وكانت إدارة أوباما تدرس ما إذا كانت ستنشر صور بن لادن بعد مقتله في غارة أمريكية على مجمعه في باكستان هذا الأسبوع وقال الرئيس إنه ومستشاريه اتفقوا على أنه ينبغي عدم نشر الصور. وعزا جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض الثلاثاء المعلومات غير الصحيحة في بادئ الأمر عن ملابسات عملية مقتل بن لادن في مجمعه ببلدة ابوت اباد إلى «ضباب الحرب». وقالت شبكة تلفزيون إن.بي.سي نقلا عن مسؤولين امريكيين إن أربعة من الأشخاص الخمسة الذين قتلوا بالرصاص في العملية التي أدت ألى مقتل بن لادن ومنهم زعيم القاعدة كانوا غير مسلحين ولم يطلقوا طلقة واحدة وهي رواية تختلف عن التصريحات الأولى لمسؤولي حكومة أوباما بأن الفريق التابع للبحرية خاض اشتباكا طويلا. وظهر في صور حصلت عليها رويترز التقطت بعد نحو ساعة من الهجوم ثلاثة رجال قتلى ليس من بينهم بن لادن وسط بركة من الدماء ولم تظهر في الصور التي التقطت عن قرب أسلحة. والتقط الصور مسؤول أمن باكستاني كان في المجمع بعد الغارة. وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) «إني أعلم يقينا أنه جرى تراشق بالنيران خلال هذه العملية». وفي رده على أن قتل زعيم القاعدة وهو أعزل يعد غير قانوني قال إريك هولدر وزير العدل الامريكي إن رجال الكوماندوس الذين داهموا مخبأ بن لادن تصرفوا دفاعا عن النفس. وبعد أن قدم مسؤولون كبار في الاستخبارات والدفاع تقرير إحاطة عن العملية للجنة القوات المسلحة في مجلس النواب رفض أعضاء اللجنة الحديث عن تفاصيل ما تم إبلاغهم به. غير أن النائب آدم سميث العضو الديمقراطي في اللجنة قال للصحفيين حينما سئل عن إطلاق النار على بن لادن وهو أعزل إن فريق الهجوم الامريكي تعرض لإطلاق النيران. وقال سميث «لقد دخلوا ليلا. وكان هناك ظلام. وكان هناك أناس يتحركون هنا وهناك. وتعرضوا لإطلاق النار فيما اعتقد من جانب أكثر من شخص». وأضاف سميث «كانت هناك أسلحة في المكان وكان الوضع يتطور بسرعة وأحسوا فيه بأنهم معرضون للخطر وكان رد فعلهم على هذا الأساس». وأثار قتل زعيم القاعدة وهو أعزل مخاوف خاصة في أوروبا من أن تكون الولايات المتحدة تجاوزت الحدود حين تصرفت كشرطي وقاض ونفذت حكم الإعدام في أبرز الرجال المطلوبين في العالم. لكن في الولايات المتحدة قوبل مقتل بن لادن باحتفالات في الشوارع. وأظهر استطلاع للرأي لرويترز/ايبسوس يوم الثلاثاء أن مقتل زعيم القاعدة عزز صورة أوباما وحسن رأي الأمريكيين في زعامته وجهوده لمحاربة الارهاب. لكن بالنسبة لكثير من الزعماء المسلمين كانت القضية الأكثر إثارة للجدل هي القاء جثة بن لادن في البحر لا دفنه في الأرض وهو ما يخالف الممارسات الإسلامية المتعارف عليها وإن قال مسؤولون أمريكيون إن زعيم تنظيم القاعدة دفن في البحر من على ظهر حاملة طائرات أمريكية في شمال بحر العرب بعد إتمام الغسل وإجراءات الدفن وفقا للشعائر الإسلامية. ولم تظهر بوادر على تنظيم احتجاجات شعبية أو ردود أفعال تتسم بالعنف في شوارع الدول الإسلامية بما في ذلك باكستان. لكن حزبا إسلاميا كبيرا في باكستان دعا إلى مظاهرات حاشدة الجمعة احتجاجا على ما اعتبره «انتهاكا لسيادة البلاد» خلال المداهمة الأمريكية لمجمع بن لادن. وحثت الجماعة الإسلامية الباكستانية حكومة إسلام أباد على سحب دعمها للحرب الأمريكية ضد المتشددين. ونفت باكستان أي علم مسبق لها بالغارة الأمريكية. وقالت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية إنها لم تطلع باكستان على العملية خوفا من وصول المعلومات إلى بن لادن وهو ما يكشف عن انعدام الثقة بين الحليفين المفترضين.

Comments

عاجل