المحتوى الرئيسى

مشكلة أمريكا مع ابن لادن ما قتلوه وما أغرقوه ولكن شبه لهم بقلم:محمد شركي

05/04 21:26

مشكلة أمريكا مع ابن لادن ما قتلوه وما أغرقوه ولكن شبه لهم محمد شركي لقد جرت رياح نبأ قتل الفرقة الأمريكية الخاصة لزعيم تنظيم القاعدة بغير ما اشتهت رياح الولايات المتحدة ، ذلك أن العالم لا زال ينتظر منها الدليل المادي الملموس والمحسوس الذي يثبت زعمها ، هذا من جهة ، ومن جهة أخرى لم تفكر الولايات المتحدة في الخسارة التي سببتها لها طريقة التعامل مع ابن لادن حسب روايتها لقتله ، وهكذا لحقت بأمريكا لعنة ابن لادن حيا وميتا سواء كان موته حقيقة أو مجازا في غياب دليل لحد الآن يصح برهانا. ولقد كان العالم يتوقع أن تتصرف الولايات المتحدة بأسلوب حضاري وفق ما ترفعه من شعارات من قبيل الديمقراطية والحرية والعدالة والحق والقانون وهلم جرا مما تصدره أمريكا للعالم من شعارات ، وتحاسب عليه غيرها من الأمم ، وتحاكمها وتدينها وتفرض عليها العقوبات التأديبية إن هي أخلت بهذه الشعارات المقدسة، إلا أن ما حصل من أمريكا كان عكس كل تلك الشعارات حيث ضبط الرجل المطلوب من طرف فرقة خاصة متميزة وبأربع مروحيات مجهزة تجهيزا راقيا ، وكان من المفروض أن تتم السيطرة عليه حيا ثم ينقل إلى بلد فيه استقلال القانون ليحاكم محاكمة عادلة ، ويلقى الجزاء الأوفى ،و يسجل ذلك لأمريكا في التاريخ إلا أن افتقار أمريكا لتاريخ حقيقي على غرار الأمم العريقة جعلها لا تبالي بالتاريخ فهي معنية بحاضرها لأنه لا حاجة لها بتاريخ ولا تاريخ لها تخشى على سمعته . قتل الرجل على حد الرواية أو الحكاية أو حتى الأحجية أو الخرافة الأمريكية ـ ويحق لنا أن نصفها كذلك مع انعدام الدليل في زمن العبقرية الإعلامية ـ بطلقة في الرأس على طريقة المجرمين ثم مثل بجثته ، ثم ألقي بها في البحر. ولسنا ندري في أية شريعة سماوية أو وضعية توجد عقوبة الإلقاء في البحر بعد طلقة في الرأس وبعد التمثيل بالجثة ؟ لقد شوه ابن لادن أمريكا وهو ميت كما شوهها وهو حي ، شوهها حين وصل إلى أبراجها وهي رمز جبروتها إهانة لها ، وكما كان وصولها إليه بالطريقة التي كشفت عنها إهانة مضاعفة لها . ولقد كان الرجل مطلوبا للعديد من دول العالم ، وكان من المفروض أن تطالب كل دول العالم التي تدينه بمحاكمته إلا أن أمريكا بغرورها داست على إرادة كل دول العالم كالعادة ، وداست على سيادة باكستان النووية وهي التي لم تستطع الدوس على سيادة صومال الحرمان، وصورت فليما لرعاة بقر يركبون مروحيات عوض الخيول، وقد خسروا واحدة ، ولم يمت منهم أحد لأن المروحية كانت من شكولاتا أو من آيس كريم . ولما أرادوا إلقاء جثة ابن لادن من أعلى من الجو خافوا من أن تنقلها الرياح إلى البيت الأبيض فتتحول إلى قنبلة نووية فأثقلوها بالمعدن لتسقط في بحر العرب لأنها إنما خرجت من بحر العرب أول مرة ، ولطالما خرجت الأساطير من بحر العرب. ألقوه في البحر حتى ييأس من العودة لأن المثل العربي يقول : " أيأس من غريق " . وابتهجت أمريكا بيومها ، والعرب تقول " يوم السرور قصير " كما تقول " إن مع اليوم غدا يا مسعده " فمن يدري قد يكون ابن لادن حيا يرزق لأنه ما من يد إلا يد الله فوقها كما يقول المثل العربي دائما ، وقد يعود كما عاد المسيح في اعتقاد أمريكا بعد ثلاثة أيام من صلبه وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم ، فيكون ثالوثا على غرار الثالوث الصليبي وهو ابن لادن والقاعدة وروح الانتقام ، ويصير نبي القرن الواحد والعشرين وينقسم أتباعه إلى شرقيين وغربيين وكاثوليك وبروتستانت وأرتودكس وأنجلكان ، ويقول لهم المسلمون : وما قتلوه وما أغرقوه ولكن شبه لهم ،وشوههم حيا وميتا كما بورك المسيح حيا وميتا. ولربما ألقاه الحوت كما ألقى ذا النون ، ووجده العرب بجوار اليقطين وهم يومئذ مائة مليارأو يزيدون فأمنوا به فمتعهم الله إلى حين.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل