المحتوى الرئيسى

ساحر فى الجبلاية

05/04 20:36

بقلم - ياسر أيوب :لا أظنها المرة الأولى التى أعلن فيها وأؤكد إعجابى بالأسلوب الذى يدير به سمير زاهر مؤسسة الكرة فى مصر.. فهو على عكس كل السياسيين فى عصر مبارك.. ليس متجهم الوجه ولا يعامل الناس بغطرسة وتعال دون أى مبرر على الإطلاق ويضحك مع الجميع ويقنع أى عابر سبيل بأنه شريكه فى إدارة شؤون الكرة ويحتاج لرأيه ونصيحته ليبقى رئيساً ناجحاً..ولكن سمير زاهر فى المقابل مثل مبارك نفسه.. يسمح للجميع بحرية الكلام والصراخ والانتقاد والسخرية على الشاشات وورق الصحافة ويبقى رغم ذلك يقوم بكل ما يريده ويبقى منفردا طول الوقت بالقرار والمصلحة.. وفى الاجتماع الأخير لمجلس إدارة اتحاد الكرة.. نجح كبير الجبلاية كالساحر فى كل شىء.. هدئ من روع القرود الغاضبة وتخلص من النمور التى عجز عن ترويضها.. وأقنع الأسد بأنه هو الذى يحميه وليس العكس.. وأدخل الزواحف جحورها وأطلق الببغاوات من أقفاصها لتملأ الآفاق صخبا وضجيجا لعل الناس ينسون حقائق الجبلاية وخباياها وخطاياها أيضا.. ودعونى الآن أشرح لكم كل ما يعنيه ذلك وبعضا من عبقرية زاهر فى إدارة شؤون الكرة كما تجلت واضحة وظاهرة فى هذا الاجتماع الأخير.. فقد أنهى زاهر الاجتماع بقرار التعاقد مع إيهاب صالح لشغل منصب المدير التنفيذى للاتحاد.. كان زاهر أكثر من يعرف أن هذا القرار سيشغل كل الناس ويلفت انتباههم.. فإيهاب حتى ساعات قليلة قبل ذلك الاجتماع كان من قادة الثورة على زاهر.. يتهمه طول الوقت بالفساد والإفساد ويطارده فى كل مكان ويلاحقه بالاتهامات والملفات والقضايا والتهديد والوعيد .وفجأة.. وعلى طريقة زعماء المافيا الكبار.. تأتى مكالمة تليفون بإيهاب مهرولاً للجبلاية يقدم الامتنان والولاء للأب الروحى للكرة المصرية ويقبل المنصب الجديد على الفور دون حتى طلب نصف ساعة مهلة للتفكير.. لينفض الاجتماع والكل يتحدث عن إيهاب صالح وعودته للجبلاية..وكأن زاهر أراد أن يقول للناس والإعلام إن الذين يناصبونه العداء إنما هم طالبو مصالح وأدوار ووظائف وليسوا مقاتلين دفاعا عن حقوق الكرة وأهلها وأنديتها أو المال العام.. فكل الذى قاله أو شارك فيه إيهاب صالح طوال العام الماضى ضد زاهر لم يعد له معنى أو قيمة.. وبهذا الجدل أنهى ساحر الجبلاية الاجتماع واثقاً أن المنتديات وصحافة اليوم كلها لا حديث لها إلا عن عودة الابن الضال..وبالتالى لن ينتبه أحد إلى أن زاهر وسط ذلك الزحام قبل وبمنتهى الهدوء استقالة محمود طاهر وأغلق ملف أخطاء وخطايا المزايدة الملغاة لبيع حقوق رعاية اتحاد الكرة.. ولم يقبل زاهر استقالة محمود الشامى وأقنعه بالبقاء حتى لا يتقلص عدد المجلس ويصبح زاهر ضعيفاً أمام مجدى عبد الغنى وأبو ريدة .. وبالطبع تبين أن حديث أيمن يونس وتهديده بالاستقالة كان بلا قيمة فلا الرجل استقال ولا هو اعترض على أى شىء ولا استعان بالله لفتح أى ملفات فساد فى الجبلاية.. وشهد الاجتماع أيضاً نهاية محزنة لصداقة العمر التى كانت تجمع زاهر بصلاح حسنى..قرر زاهر التضحية بصديق العمر وإبعاده عن الجبلاية لأن أخلاق ومبادئ صلاح لم تكن لتقبل المشاركة فى السيرك الذى ستشهده الجبلاية قريبا والأرانب التى ستخرج من تحت القبعات والمناديل الملونة التى ستخرج من الجيوب والمحاولات الانتحارية التى سيقوم بها رجال الجبلاية الباقون لحصد أكبر كمية ممكنة من المكاسب وأنهم قد يرحلون فى أى لحظة ومن الصعب أن يعود احد منهم للجبلاية مرة أخرى.. ويبقى فى النهاية قرار اتحاد الكرة بتجديد الثقة فى حسن شحاتة..وهذا القرار فى حد ذاته دليل واضح جدا على وطنية زاهر عضو لجنة السياسات سابقاً حيث مدرسة المفردات الضخمة والفخمة التى لا معنى لها.. فالعلاقة بين اتحاد الكرة وشحاتة لم تكن علاقة حب وثقة يجرى سحبها أو تجديدها.. إنما عقد له تفاصيل وشروط.. وقد أراد زاهر بهذا الإعلان التأكيد على أن شحاتة أصبح فى حماية زاهر فقط وليس أى أحد آخر.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل