المحتوى الرئيسى

شسع نعل أسامة خير من أفضلكم أيها الطوارئ بقلم:فهمي شراب

05/04 20:02

شسع نعل أسامة خير من أفضلكم أيها الطوارئ فهمي شراب* تأبى صورة الشيخ بن لادن ان تفارق ذاكرتي وعقلي وهو يتوكأ ببساطة وعفوية على عصىاه بين التلال و يسير بين الصخور والوديان يذكرنا بعصر الصحابة والخلفاء الراشدين، انها صورة رائعة لانسان ترك ملذات الحياة ولجأ للكهوف والسهول، ووهب ملايين الدولارات وما يملك للجهاد. وقد لفت نظرنا كثير من الملاحظات، منها غموض عملية القتل، وعدم اظهار الجثة رغم ان امريكا تفاخر باظهار الجثث كما فعلت باولاد صدام كي يكون المنظر عبرة لمن تسول له نفسه بتحدي امريكا. ورمي الجثة في البحر وهذا شيء غريب وان صدقت امريكا فانها دلالة على الخوف من ان يصبح قبره مزارا للمعجبين، وفي الثقافة الامريكية يتعبر هذا الشيء مهم ( بان لا تجعل قبره يأخذ هذا الاعتبار والرهبة والاحترام والقدسية ). ويدل قتل بن لادن ان صدقت الرواية الامريكية على ان سيادة الدول الاسلامية منتهكة، فالقوات الامريكية باستطاعتها الدخول لاي بلد اسلامي وقتل من تشاء، اذ دخلت دون علم الحكومة دولة نووية قوية، فما بالكم باشباه الدول التي تسمى مجازا عربية؟؟ رحم الله بن لادن سواء كان قد قُتل ام ما زال على قيد الحياة، فان شسع نعله يسوى كل رؤوس العرب المتخاذلين الذين يتساوقون مع المواقف العربية ويلهثون خلف السراب الامريكي ليقدموا قرابين الرضى والتودد لساكن البيت الابيض الذي يمنيهم بالامال الكاذبة. لقد ظهر ما يكفي من الكره والحقد الصليبي الذي تخبه الصدور والعقول في الغرب، فكلهم في الحقد غرب وكلنا في الهم شرق، انهم يخوضون الحروب ويقتلون عشرات الالاف من اجل مصالحهم الانانية، فاوباما الذي تبين انه "اكذب خلف لاسوأ سلف" يريد ان يحقق مكاسب شخصية لكي يزيد في شعبيته التي تراجعت بفعل عدم صدقه في التغيير وبعدم مقدرته بتحسين الوضع الاقتصادي الامريكي فيريد ايضا ان يحقق نجاحا في الخارج طالما انه لم يستطعه في الداخل. *** "امريكا قتلت اسامة" يا له من عنوان كبير! فكان بامكان عنوان كـــ (السي اي ايه) او ( الجيش الامريكي) او ( المخابرات الامريكية) ان تتصدر الفعل، وان يحصل على العنوان كفاعل.. ولكن اسامة كبير يناسبه عنوان اكبر يتسبب في مقتله، انها مفارقة عجيبة تبرهن عن قدر هذا الرجل ان تكون اعتى دولة هي قاتلته.. ولكن حتى لو وضعت امريكا اسمها امام بن لادن وفي عنوان واحد، فاسامة اكبر، واعلى شأنا، وامريكا بعد عشرة سنوات من البحث المضني عنه ورصد ملايين الدولارات لمن يدلي بمعلومات عنه تكون قد اثبتت فشل اجهزتها. ومن العجيب ان دولة يمكن ان تدخل حربا يموت فيها مئات الالاف الابرياء بسبب طمع شخصي لرئيسها، فعندما سئل خوسيه ماريا ازنار رئيس وزراء اسبانيا السابق عن اسباب وقوفه ومشاركته لبوش في الحرب ضد العراق والتسبب في مقتل الالف الضحايا،اجاب بصراحة : انه كان يأمل من بوش في مساعدته ضد حركة الباسك الارهابية من جهة، ومن جهة اخرى قال بانه كان يأمل ويطمع بأن يخلف كوفي عنان في منصبه كأمين عام للامم المتحدة! *** انه عالم اناني يبحث عن تحقيق اكبر قدر ممكن من المصالح بشكل براجماتي بغض النظر عن الطابع الانساني والاخلاقي. يريد منا ان ندور في فلكه وان لا نخرج عن الحدود التي يرسمها لنا، وما يلفت الانتباه وجدير بالاحترام موقف رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية ، الموقف الجريء والوحيد الذي اعلن امام الشاشات- وقد لاقى استغراب واستنكارغربي واسع واصبح حديث الساعة في الاعلام الغربي- انه يترحم على الشيخ المسلم والمجاهد ويستنكر بشدة اغتياله، بينما هناك الموقف الرسمي اليمني المخزي والمملكة العربية السعودية و السلطة الفلسطينية ورئيس الوزراء السابق سعد الحريري الذين تساوقت مواقفهم مع موقف الفاتيكان الحاقد. بئس الموقف هذا، وبئس المصير مصيركم الذي ينتظركم. ما يحزننا ان الغرب وبتبعية الانظمة العربية البائسة - التي تريد شعوبها اسقاطها وتناضل الان من اجل ذلك، قد استطاع ان يخلق نماذج مشوهة تعتبر بن لادن ارهابي، وترى و تسمع عربا يتحدثون وكانهم اعضاء في الحزب الجمهوري الامريكي او كصقور الليكود ولكن بلسان عربي. اقول، لو لم يكن هناك استعمار لما لجأ بن لادن الى الكهوف ليحارب اعتى دولة ، ولو كان هناك عدلا –كما يدعي الغرب- لما كان هناك داع لتشكيل القاعدة، ولكن الغرب يريد ان يستعمرنا دون ان نبدي من طرفنا اي مقاومة . يريد ان يغتصبنا دون ان نمانع او نرفض ويسرقنا دون ان نحاسبه. فيا من تسببتم في تقسيم فلسطين والتفريط بها وتسببتم في النكبة والنكسة وحتى الانقسام الفلسطيني الفلسطيني والخذلان، ففي العيد قدمتم صدام وبالامس قدمتم بن لادن.. فمن بقي لتقدموا في الغد.. ايها الطوارئ؟؟ كاتب ومحاضر جامعي فلسطين [email protected]

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل