المحتوى الرئيسى

زوال السلطوية في الوطن العربي بقلم:مصطفى العويك

05/04 19:42

مصطفى العويك * الأحداث التي تشهدها الدول العربية هذه الآونة، تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك ان زمن التحولات على مستوى الأنظمة السياسية قد بدأ وبإرادة شعبية أعادت خلط الأوراق العربية بيديها دون أي تدخل خارجي او مشاريع سياسية داخلية بديلة. هذا التحول الذي لم يكن للمعارضات العربية أي فضل أساسي فيه، لا بد ان يكون تحولاً ديموقراطياً يعيد ترتيب البيت السياسي الداخلي، ويضع استراتيجية عمل يستند اليها ويعتبرها الخلفية الأساسية لانطلاقته، لأن بقاء الأمور هكذا دون أي مشروع مكتوب او تصوّر واضح للمرحلة المقبلة سيؤدي الى عواقب داخلية لن تكون أسهل من التي كانت قبل التحول. السلطوية العربية انكسرت وخابت، وهي الآن تلملم خيبات الهزيمة التي تعرضت لها من قبل شعوب صمتت طويلاً قبل ان تقرر التحدث، فكانت عباراتها صارخة ومؤثرة، وأدت الى سقوط أنظمة سياسية، كان بالأمس القريب الحديث عن إمكانية تضعضعها ضرباً من ضروب الأحلام. والأنظمة التي كانت تحكم انطلاقاً من هذه الرؤية ها هي اليوم تتداعى تحت ضغط القوى الشعبية التي عانت من الاستراتيجيات الاستبدادية التي رسمتها الأنظمة في التعامل مع شعوبها. إلاّ ان الخوف كل الخوف من ان يوظف انتصار الشعوب العربية لمصلحة شخص او فئة او حزب، لأنه بهذا تكون الثورات المتنقلة قد بدأت هي الأخرى بالتحول الى مبادرات فردية يقوم بها عدد من الشبان الثائر ليحصدها غيرهم في السياسة والاقتصاد. ومن وجوه السلطوية التي كانت حاكمة، تغييبها المتعمد للمجتمع المدني الذي يعتبر المنافس الأول للحاكم، لأن المجتمع المدني المؤمن بالديموقراطية والمتنور هو عماد التقدم البنّاء المدروس والبعيد عن الشعارات السياسية والإيديولوجية، وهذا ما نشاهده في كل من الدول العربية التي تشهد اليوم ثورات شعبية، إذ انها المرة الأولى التي ينتفض فيها الشعب العربي دون خلفيات سياسية وعقائدية، وإنما لأسباب تتعلق مباشرة في حياته اليومية ولعل هذا ما ساهم في نجاح كل هذه الثورات وبفترة زمنية قصيرة. التحول الذي نشهده اليوم، هو تحول في السياسة والاجتماع وربما الاقتصاد. هو انهيار لكل الثوابت السياسية التي كانت قائمة، وبناء قواعد جديدة يأتي في مقدمتها الحرية السياسية والعدالة الاجتماعية والاقتصاد الحر الذي يسمح للجميع ان يبادر ويؤسس ويبني ذاته الاقتصادية. السلطوية في العالم العربي تدخل زمن الأفول، وهي تتداعى كمؤسسة حكم في أغلب الدول، والسؤال الأساسي الذي يطرح هنا: ما هو النظام السياسي البديل الذي سيشكل خشبة الخلاص لهذه الشعوب الثائرة؟. إن أنظمة القبيلة والملكية وما الى ذلك من تسميات، كلها أنظمة سلطوية استبدادية مغلفة برداءات عديدة، وأتى الشعب اليوم لينزع عنها لباسها الملطخ بدماء الشعوب وبالعلاقات المشبوهة مع الخارج وسياسته المبنية على تقويض الشرق الأوسط وحماية العدو الاسرائيلي. اعلامي وحقوقي من لبنان

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل