المحتوى الرئيسى

تحذيرات من تحول المشهد الاجتماعي والثقافي المصري إلى حرب طائفية

05/04 15:17

القاهرة - دار الإعلام العربية حذر المشاركون في ندوة "إدارة الثقافة في المرحلة الانتقالية" التي نظمها مركز الأهرام للدراسات الاجتماعية والتاريخية بالعاصمة المصرية القاهرة أخيرا من أن الواقع الاجتماعي والثقافي الحالي في مصر تغلب عليه مشاهد مختلفة من التعصب الديني والطائفي بما ينذر بتفجير حرب طائفية في مصر، وقالت الكاتبة والروائية والشاعرة المصرية غادة نبيل إن مؤسسات الثقافة والإعلام المصرية تغذي مشاهد التعصب الديني والطائفي في مصر من خلال استضافة من وصفتهم برموز وقيادات تيار ما يسمى "الإسلام السياسي" على شاشات التليفزيون الحكومي المصري وصفحات الجرائد المملوكة للدولة، وسحب صفة النجومية عليهم، على اعتبار أن استضافة مثل هذه القيادات التي تعتمد على خطاب ديني طائفي ترفع من نسب المشاهدة للبرامج التليفزيونية وتزيد من توزيع الصحف الحكومية. واتهمت "غادة" النخبة المثقفة في مصر بأنها حتى بعد انضمامها إلى ثورة 25 يناير في مصر مازالت تقوم بدور التابع بطيء الإيقاع المحصور في خندق رد الفعل المتناثر باستثناء حالات فردية لمثقفين تحولوا إلى العمل العام من خلال مؤسسات العمل الأهلي. موجات تعصب وتمييز طائفي واجتماعي ورأت غادة أن ما تشهده مصر حاليا من موجات تعصب وتميز طائفي واجتماعي يحتم تطوير رؤية ثورية مثقفة بطرح جديد واثق من نفسه ومن قدرة أساليبه على التعامل مع مفردات ثقافة الإطاحة بالآخر وذلك بتحديث صياغة مناهج التعليم والبرامج ووسائل الإعلام ومواجهة ما يحدث على منابر المساجد التي ترعى خطاب التطرف الديني والطائفي، وهو ما يعني في الوقت نفسه ضرورة أن تمتد الثورة المصرية إلى قطاعات التعليم وأيضا قطاعات الإعلام وحتى الثقافة وما يتصل بالخطاب الديني الإسلامي والمسيحي وأساليب طرح أفكار هذا الخطاب للعامة، كما طالبت بضرورة نزول المثقف إلى الشارع بدلا من سمعته التاريخية كساكنٍ لبرج عاجي، مؤكدة أن التعامل مع التعصب والعنف الذي تفرضه جماعات الإسلام السياسي هو أخطر ما تواجهه المرحلة الانتقالية الراهنة في مصر بعد الثورة. وشددت في الوقت نفسه على ضرورة كفالة كل الحقوق الضرورية لكرامة الإنسان وتطوره بما في ذلك حقه في التعليم وحرية التعبير والمعلومات والخصوصية والحريات الدينية إلى جانب حقه في حماية نتائج أو ثمار إبداعه الأدبي والفني، مطالبة بالاهتمام بما أطلق عليه بعد ثورة 25 يناير "الفن بلا كلفة" وهي العروض الفنية التي تقدم في الميادين العامة والتي اجتذبت الجمهور وكانت أحد أسلحة الثورة في مواجهة نظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك. النخبة الثقافية أما الشاعر المصري محمود قرني فطالب من جهته النخبة الثقافية المصرية بإعادة صياغة مواقفها من مطالب الشارع بعيدا عما وصفه بالموقف النخبوي الهازئ من المعتقدات العامة التي يؤمن بها غالبية المصريين سواء كانت معتقدات دينية أو ثقافية بشكل عام. وطالب قرني بتقليص حضور الشعار الأيديولوجي لصالح المطالب العامة للجماهير، وإعادة الاعتبار للقيمة الإبداعية للمجتمع باعتبارها تمثل المرجعية للنخبة المثقفة والمبدعة، وهذه المرجعية ليست في الفنون فقط، لكنها تشمل الإبداع بكل مستوياته الفكري والثقافي والعلمي التي تعد جزءا أساسيا من مرجعية المجتمع وثقافته، والقضاء الجذري على ميراث الدولة الشمولية التي رعت الثقافة باعتبارها ابنا بكرا لفسادها وفساد رموزها، وأشار قرني إلى أن هذا الدعم الشمولي أنتج مثقفين أكثر فسادا. من ناحيته، أكد الدكتور نبيل عبدالفتاح، الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن وجود المؤسسات الثقافية الرسمية لا يعني إلغاء المؤسسات غير الرسمية أو العكس، وطالب بالمزيد من الديمقراطية وبخلق بيئة داعمة للحريات مع تأسيس وجود قانون يحمي حرية المبدعين وحرية الرأي والتعبير والبحث الأكاديمي بشكل حقيقي، مشيرا إلى ضرورة إيجاد مواجهة عاقلة- على حد قوله- لما وصفه بالضغوط التي تحاول فرضها بعض بقايا أجهزة الدولة في النظام المصري السابق على ثورة 25 يناير، وبعض المؤسسات الدينية الإسلامية والمسيحية التي ترى في حرية الرأي والتعبير تهديدًا لسلطة بعض القائمين عليها وبما يعارض أساليب الخطاب الديني.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل