المحتوى الرئيسى

يوم العمال العالمي الاول من ايار بقلم:محمود فنون

05/04 19:47

يوم العمال العالمي الاول من ايار محمود فنون في 30|4|2011 قررت حكومة الاتحاد السوفييتي عام 1920م اعتبار الاول من ايار في كل عام عيدا للعمال ويوم عطلة لهم مدفوعة الاجر .واتخذت قرارات اخرى لصالح الطبقة العاملة وتعبيرا عن مصالحها.ذلك ان حكومة لينين كانت حكومة العمال والفلاحين وعموم الكادحين. وقد اتخذت الحكومة السوفييتية هذا القرار احياء لذكرى شهداء عمال شيكاغو الذين سقطوا في معمعان النذضال الطبقي عام 1886م مطالبين بتحسين شروط عملهم وبيوم عمل من ثماني ساعات .فقد قررت الحركة العمالية الامريكية شن نضالا تها من اجل حقوقها وقررت اعلان الاضراب العام في يوم الأول من ايارعام1866م شارك فيه اكثر من ربع مليون عامل وحقق اهدافا جزئية. ولكن الأضراب استمر فو اجهته قوات الشرطة الأمريكية بالحديد والنار وسقط ثلاثة شهداء من الطبقة العاملة في شيكاغومدشنين بدمائهم الزكية طريق النضال البروليتاري نحو الانعتاق من القهر الطبقي والاستغلال,وفي ذات الوقت مثيرة غضب وحقد الطبقة الكادحة التي اعلنت استمرارها في النضال حيث سقط في اليوم التالي عددا آخر من الشهداءليصبح يوم الأول من ايار علما من اعلام الطبقة الكادحة ورمزا من رموزها وكفاحها. وتوالى النضال الطبقي المطلبي والثوري وانتزعت الطبقة العاملة الكثير من حقوقها. واليوم فان معظم شعوب العالم تحتفل بالاول من ايار كيوم عيد للطبقة العاملة مدفوع الاجر,ويوم عمل من ثماني ساعات. ولكن هذه الايام ياخذ يوم الأول من ايار في البلاد العربية كما كثير غيرها طابعا احتفاليا رمزيا صرفا, وكيوم من ايام الذكرى فحسب ,ذلك ان حركة الطبقة العاملة العربية مفتتة واحزابها اليسارية اصبحت هشة وضعيفة واحزاب شبه رسمية وتقليدية .انها لم تعد احزابا كفاحية .ولم تعد الحركة النقابية حركة كفاحية.كما ان كتاب اليسار لم يعودوا دعاويين ومحرضين ومهيجين. وكان لسقوط الأتحاد السوفييتي اثره السلبي البالغ حيث سقطت معه التجربة الثورية الاشتراكية المحققة والتي حفزت بانتصارها في حينه قوى الطبقة العاملة في العالم المتقدم واستنهضتها مما اجبر الراسمالية على تقديم الكثير من التنازلاات ضمت تحديد يوم العمل من ثماني ساعات ورفع الاجور وتحسين شروط العمل وتحرير العمال من الكثير من شروط العبودية الموروثة من زمن القنانة ,وسن الكثير من القوانين التي تكفل الكثير من حقوق الطبقة العاملة والاجيرين.ومنذ سقوط الاتحاد السوفييتي ومحاولات الراس مال في الاعتداء على حقوق العمال لم تنقطع, لان وجوده كان نموذجا ومحرضا وتعبويا ومؤازرا.بل ان الراس مال يتآمر على الصفقات التي اجبر على عقدها مع العمال في سنوات الاربعينات من القرن الماضي اثناء وبعد الحرب العالمية الثانية. كما ان النظم العربية شنت مواجهات عنيفة مع احزاب اليسار بما فيها القتل والسجون والابعاد والتشريد والتحريض المستمر ضدها وخلق اجواء عدائية حولها.وقد جندت لذلك كل قواها وسنت القوانين لمكافحة الشيوعية وحرمت من الوظائف وعاقبت الاهل والاقارب وطاردت كل صوت تقدمي وجندت الاقلام واشترت ضعاف النفوس واستعملت الاستنكارات تحت التعذيب .لقد مثلت النظم العربية راس حربة قوية في مكافحة الشيوعية ومساندة النظام الراسمالي وتحالفة مع الرجعيات العالمية ومعادية للفكر التقدمي واليساري وقوى اليسار والتقدم . كما تحالفت النظم العربية مع حركات الاسلام السياسي الذي جعل همه الاكبر مكافحة الفكر التقدمي ومناهضة الاشتراكية ,مستعملا الكثير من الاشاعات والدعايات الحساسة في الامور التقليدية والتراثية, وبتزوير الحقائق وافتعال الصراعات, وكل ما يلزم في الدفاع عن الراسمال مباشرة او تحت ادعاء الدفاع عن الدين , اومخترعا نظاما على الورق يجسد حالة بديلة عن الاشتراكية والراسمالية حينما يكون من الصعب الدفاع عن الراسمالية بشكل صريح . وبادرت الكثير من الاحزاب اليسارية الى تجنب القمع والعداء المباشر مع هذه الانظمة بان اخذت تحني راسها قليلا قليلا ومفرطة قليلا قليلا بمصالح جماهير الطبقات الكادحة العربية ,الى ان اصبح بعضها يدافع عنها بقلبه (وهذا اضعف الايمان).كما ان بعضها تراجع عن الفكر الاشتراكي والثوري صراحة وبعضها تحول الى نمط آخر من الاحزاب الانتخابية ولم يبق في ميدان الكفاح الموحش الا القلة. واذا اخذنا بعين الاعتبار تخلف المجتمع العربي اقتصاديا واجتماعيا, وتخلف منظومته الاقتصادية على وجه الخصوص, وتاثير ذلك على طبيعة تكون وتشكل الحالة الطبقية اثر تغلغل الراسمالية من خلاال النفوذ الاستعماري على الاغلب, وسقوط بقايا الاقطاع,فان الطبقة العاملة العربية قد ظهرت بالتدريج واتسع حجمها وتعمق تشكلها كطبقة عريضة حوالي النصف الثاني من القرن الماضي .وذلك بعد ان لجأت انظمة البرجوازية الصغيرة في كل من مصر وسوريا والعراق وبعدها في كثير من البلدان العربية ,الى ادخال العصرنة والكثير من الصناعات والانشاءات و تطوير العديد من الصناعات وتحسين البنية التحتية وتحسين شروط العمل ونشر التعليم ,مما ساهم في انتقال الملايين من سكان الارياف للعمل الماجور في مختلف قطاعات العمل المتوفرة وبالتالي اتساع حجم الطبقة العاملة كميا حاملة معها ارثها الريفي المتوارث من مرحلة الاقطاع والحياة الفلاحية. ثم جائت مرحلة الفورة النفطية بعد حرب تشرين 1973حيث اتسعت الاعمال في معظم البلدان العربية وتضاعفت اعداد الطبقة العاملة كما وكيفا,وتضاعف حجم الهجرة من الارياف وتعمق التغير الطبقي .وكبر كذلك حجم طبقة الكومبرادور وتضاعف قطاع المقاولات والخدمات والى جانبها قطاعات هامشية وطفيلية كثيرة. وهذا اثر على تشكل واعادة تشكل هياكل القطاعات الاقتصادية وهذا كثف التدخل الاجنبي المباشر وغير المباشر من جهات التوجيه الخارجي الحكومي, او الموجه من الحكومات وعلى راسها وصفات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومنظمة التجارة الدولية ومنظمات الامم المتحدة ذات الشان.. ولم تكن هذه التغيرات بشكل تنموي ممنهج ومخطط لاحداث تطوير اقتصادي اجتماعي شامل يساهم في نقل البلاد العربية الى مرحلة الحداثة,سواء على الطريقة الراسمالية (وهذا غير ممكن ) او على الطريقة الاشتراكية و هذا النهج ياتي اثر عملية ثورية تفسح المجال للتخطيط الاقتصادي.لقد كان الاتساع يشتمل على عوامل حجز وكبح التطور وكبح عملية التركيم, بالاضافة الى تهجير الاموال وضخها من السوق المحلي الى الغرب. ان التحولات الطبقية العميقة التي شهدتها البلاد العربية والتي اعادت هيكلة المجتمع طبقيا ,لم يصاحبها نضج سياسي وتنظيمي يعبر عن مصالح الطبقات الشغيلة في المستويين النقابي والحزبي, وفي مجال التعبئة والتوعية والتثقيف, الضرورية جدا لاستنهاض الشغيلة , وتوعيتهم بمصالحهم الطبقية والاجتماعية,واجتذابهم للعمل السياسي مسلحين بهذا الوعي الطبقي الضروري للنضالات المطلبية والنضالات الثوريةمعا. بل انه لم تظهر حالات نضال طبقي مميزة خلال العقدين الاخيرين رغم كل ما تعرضت له طبقات الشغيلة من اضطهاد وافقار. ان الربيع العربي هذه الايام يجتذب الملايين من ابناء الكادحين الى عملية التغيير السياسي الجارية في الكثير من البلدان العربية,وهذا معلم ايجابي وبالاستناد الى التجربة فانه من السهل اجتذاب الطبقات الدنيا في بلادنا الى العمل السياسي, لدوافع وطنية وتحررية ودفاعا عن الكرامة القومية للامة, والنضال ضد الاستعمار,وذلك لوضوح الشعارات والهدف وتاثرا بالتجارب الخاصة وتجارب الشعوب على هذا الصعيد. ونحن على اية حال نعيش دائما ظروفا تقتضي منا النضال دفاعا عن الكرامة القومية والحرية والديموقراطية وحتى السلامة الشخصية.بمعنى ان الظروف الموضوعية بالمعنى الواسع للكلمة فيها الكثير من محفزات النضال والنهوض الثوري . كما ان التطور الجديد في اشكال التواصل الاجتماعي عبر الوسائل الالكترونية قد فتح الطريق اوسع فأوسع لتاطير الشغيلة في النقابات والروابط المناسبة لهم لو قيض لهم قيادات صاعدة تنشغل بالهم الطبقي, وكوادر مثقفة تجيد التعبئة الطبقية وتوجيه الجهد نحو المستقبل. اضافة الى كل ذلك فان تجربة النظام الراسمالي وبعد انحسار المد الاشتراكي عالميا. قد دلت ان الراسمالية ليست الخيار الذي يعالج هموم الفقراء. وان الحياة اعطت خيارين اثنين اما الراسمالية التي نعاني من ويلاتها واستعمارها ونهبها لخيرات الشعوب واما الاشتراكية التي لم نجربها بعد. في بلادنا الكثير من الخيرات التي لو اتاحت السياسة لها ان تستغل بشكل تنموي ممنهج ومخطط في ظل اوضاع متحررة من التبعية والارتباطات الاقتصادية. فان البلاد العربية ستخطو نحو التقدم خطوات واسعة مفعمة بالامل بالمستقبل. عاش الاول من ايار وعاشت الطبقة الكادحة وعموم الشغيلة الذين ينتجون الخيرات. وان المستقبل لهم لامحالة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل