المحتوى الرئيسى

سر عودة الحب للفلسطينيين

05/04 08:19

عبد الرحمن الراشد القرار الفلسطيني كان دائما مختطفا من قبل قيادات عربية، تاريخيا استولى عليه عبد الناصر والسادات وصدام والقذافي والأسدان. وكان كل زعيم من هؤلاء يصنع زعيما فلسطينيا يسير خلفه أو يتحالف مع أحد المأزومين. كان أكثرهم إيغالا في التخريب أبو نضال، الذي عمل فترة لسوريا وليبيا، وأخيرا عمل لصدام؛ حيث قُتل في بيته ببغداد. ولا يزال أحمد جبريل يعمل لليبيا وسوريا. أما ياسر عرفات فعلى الرغم من أنه قدم خدماته لمعظم القادة العرب الكبار، لكنه كان أيضا يستخدمهم لصالح قضيته، استخدم السادات ثم تخلى عنه خشية تداعيات اتفاق كامب ديفيد، وأخطأ في حساباته مع صدام، لكن سرعان ما تراجع وحافظ على مسافة قريبة مع الخليج. وعجز عن حافظ الأسد لأنه لم يكن يقبل إلا بعلاقات خاصة، أمر ما كان يعطيه عرفات لأحد مهما كان. الخلافات بين القادة الفلسطينيين دائما كانت من علامات الاختلاف بين الحكومات العربية، والانشقاق الخطير بين غزة ورام الله أخطرها. فجأة سمعنا عن استعداد السلطة الفلسطينية وحركة حماس لتوقيع اتفاق المصالحة، الاتفاق الذي صار مهزلة بسبب كثرة التراجعات من الطرفين عن التوقيع عليه، وسبب استمرار القطيعة. الحب المفاجئ سره في التغيير الذي أصاب كلا من القاهرة ودمشق. حماس قررت أن تبتعد عن دمشق، ربما حتى ينقشع الغبار ويتبين وضع القيادة السورية التي تمر بمحنة خطيرة. أيضا السلطة الفلسطينية لم تعد ملزمة بمجاملة نظام مبارك الذي هوى. وهكذا صارت المصالحة مسألة هينة بعد أن كانت حلما مثل حلم تحرير فلسطين نفسها. والذي أثار الانتباه أن حماس، التي تحتفظ بنصف قيادتها في سوريا، فكرت في الهروب عندما وجدت أن النظام هناك منشغل بأزمته. تحاشت أن تلصق اسمها مع النظام في الوقت الذي يتهم فيه بقمع مواطنيه. بل سارعت، في بداية الأزمة، إلى التبرؤ مما نسبه إليها الإعلام السوري من أن حماس مع القيادة ضد المتظاهرين، كما نفت البيان المنسوب إليها الذي ينتقد الشيخ يوسف القرضاوي لأنه هاجم النظام السوري. وكل ما رصد عنها يقول إن حماس مع القيادة والشعب السوريين، عبارة مطاطة. والحقيقة أن حماس تدرك أن التورط مع النظام السوري بتأييده سيقضي عليها بين جماهيرها، وهي التي انتقدت كثيرا تحالفها مع حزب الله الذي هاجم بيروت الغربية. في الوقت نفسه، تكتشف القيادة السورية كم كانت مخطئة بالتحالف مع حماس، إخوان مسلمون، الذين تحاربهم اليوم في سوريا. وهاهي ترى أن تركيا، التي فتحت لها بوابة العالم العربي، تحولت إلى باب يستضيف معارضيها وحكومة أردوغان باتت تهدد حكومة دمشق علانية إن لم تستمع لمطالبها الإصلاحية. لا ندري إن كان الحب بين حماس وفتح الفلسطينيتين سيدوم طويلا، أم أنه شهر عسل سيزول بعودة الخلافات بين الأنظمة العربية فيما بعد. نقلاً عن "الشرق الأوسط" السعودية

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل