المحتوى الرئيسى

المصالحة الفلسطينية والثقة المطلوبة بقلم: زياد ابوشاويش

05/03 20:00

المصالحة الفلسطينية والثقة المطلوبة بقلم: زياد ابوشاويش تأخر اللقاء الأخوي بين جميع الفصائل الفلسطينية لإعادة الوحدة الوطنية وإنهاء مفاعيل الانقسام الدموي الذي جرى قبل أربعة أعوام تراجع فيها الأداء الفلسطيني بطريقة ملفتة واستفرد العدو بطرفي الخصومة فتح وحماس وبكل الشأن الفلسطيني حيث بقينا أسرى حالة الشك والصراع الذي تغذيه عمليات تحريض منهجية من كلا الطرفين. في هذه السنوات العجاف خسرت القضية الفلسطينية الكثير من التعاطف العربي والدولي، ولولا العدوان الهمجي على قطاع غزة نهاية 2008 وبداية 2009 وسقوط الآلاف من القتلى والجرحى بين صفوف الشعب الفلسطيني جلهم من المدنيين العزل وتعاطف العالم معنا، واضطرار غولدستون اليهودي لتسجيل حقيقة الجرائم الصهيونية وتقديم تقريره الشهير للجنة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، وكذلك واقعة القتل غير القانوني للمتضامنين الأتراك في عرض البحر بعد العدوان الإسرائيلي على غزة، لولا كل ذلك وغيره من العوامل لكنا اليوم أمام حالة من الضياع يصعب إصلاحها. إن صمود أهلنا في قطاع غزة رغم الحصار والتجويع والتنكيل، واستمرار جماهير الشعب في الضفة الغربية بالخروج للتظاهر وتحدي قوات الاحتلال ترك أثراً حاسماً في تطور الوضع الفلسطيني باتجاه المصالحة وإنهاء حالة الانقسام حفاظاً على هؤلاء الذين يقدمون التضحيات الكبيرة والتي ما زالت آثارها بادية للعيان سواء في غزة أو الضفة. جاءت الثورة العربية في مصر وتونس لتدفع الحراك الفلسطيني تجاه المصالحة خطوات واسعة للأمام وخرج آلاف الشباب الفلسطيني في غزة والضفة للتعبير عن إرادة لا تلين من أجل إعادة اللحمة لصفوف الشعب وفصائله الوطنية والإسلامية على خلفية فهم صحيح لموقع الوحدة الوطنية في سلم الأولويات الوطنية يتفوق على فهم القيادة في الفصيلين المتصارعين على كعكة السلطة، واللذان أدار حواراً لجولات عديدة لم يخرجا منها بأي نتيجة لانعدام الثقة بينهما من جهة وحرص كل فصيل منهما على مصالحه الذاتية من جهة أخرى، ناهيك عن الضغوط والإملاءات الخارجية التي كان سمسارها الأبرز حسني مبارك المخلوع. إن عصب النجاح في المصالحة التي سيجري توقيعها من جانب الرئيس الفلسطيني ورئيس المكتب السياسي لحماس وكل الفصائل اليوم الأربعاء في القاهرة يتعلق بالثقة التي يجب أن تتوفر بين كافة الأطراف بذات القدر الذي يؤسس على تفاهمات سياسية وتنظيمية تعزز هذه الثقة وتطمئن الجميع على مشاركتهم في صنع القرار الوطني، كما المشاركة في مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية على أساس نتائج الانتخابات التي تمثل جزءاً رئيسياً من تفاصيل الاتفاق وإطاره العام. إن استعادة الثقة بعد هذه الأعوام وما جرى خلالها تتطلب قدراً كبيراً من الشفافية في تناول القضايا الخلافية وما ينتجه الاتفاق من قضايا عملية وفكرية سياسية، والتعامل معها بروح نقدية من منطلق الإحساس بالمسؤولية تجاه استحقاقات المرحلة الكبيرة والخطيرة. إن استحقاق شهر أيلول(سبتمبر) القادم وجملة الاعترافات الدولية بشرعية الدولة الفلسطينية وإقامة العلاقات الدبلوماسية معها وما يجري في المنطقة من تغييرات دراماتيكية يجب أن تضع كافة الأطراف الفلسطينية أمام مسؤوليتها التاريخية لتنفض عن نفسها تراكمات الترهل والاستكانة لأننا نواجه عدواً شرساً ومسنوداً من القوة العظمى للولايات المتحدة الأمريكية ونفوذها العالمي، كما نواجه وضعاً عربياً شائكاً ومتفجراً. إن الثقة التي ننشدها يمكن تعزيزها من خلال جملة من السلوكيات والعمل المشترك في كافة المجالات والميادين، لكن أهم هذه المجالات هو العمل المشترك في مقاومة الاحتلال وملاحقة العدو الإسرائيلي بكل المعاني وفي مقدمها المجابهة العنيفة والملاحقة السياسية والدبلوماسية. إن المشاركة الجماعية في التصدي لمخططات العدو الداخلية والخارجية ووضع حد للخداع الأمريكي المستمر سيكون فرصتنا الأثمن والأضمن لاستعادة ليس الثقة فقط ولكن لاستعادة الحب الأخوي الذي افتقدناه خلال سنوات ثقيلة ومؤلمة نأمل أن لا تعود مجدداً تحت أي ذريعة. الوحدة الوطنية ستواجه بعقبات يصنعها أعداؤنا وبعض الحمقى من أبناء شعبنا وقد رأينا ردود الفعل الصهيونية والأمريكية على مجرد إعلان المصالحة بين فتح وحماس ولذلك ستشكل موضوعة حماية هذه الوحدة أولوية كبرى للموقعين عليها في القاهرة، هذه الحماية ستتوفر لو تحول الجهد الذي كنا نبذله في المواجهة الداخلية لمواجهة عدونا. استعادة الوحدة الوطنية ستكون هدية الموقعين الأجمل لأسرانا ولعائلات شهدائنا....تحية لهم والمجد للشهداء. [email protected]

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل