المحتوى الرئيسى

قد نختلف ، قد نتفق ، لكنه منا..!بقلم:محمد عبد الحميد الاسطل

05/03 18:18

قد نختلف ، قد نتفق ، لكنه منا..! لقد قذف بالدنيا خلف ظهره مجتهدا في أمره وأمر الناس ، لم يفوضه احد لذلك ؛ ولكنه رأى انه من الواجب عليه فعل ذلك ، كان يملك الدنيا ومتاعها ، فاعرض عنها في الوقت الذي عجزنا أن نفعل مثله ، أعداؤنا صوروه بالغول الذي يهدد امن وسلامة الناس وبعضنا انساق إما مداهنة لهم وإما خوفا من أن يسِموه بسِمة التأييد له ، والبعض الآخر اخذ له العذر ابتداء من قول : إن الشخص الذي يكون داخل المعركة تحكمه ظروف ربما لا يفهمها من هو خارجها ، وآخر اعتبر أن الرجل ُدفع باتجاه ربما اضطر إليه ، وآخر اعتقد انه طمح لأكبر من ذلك بكثير ، وهناك المؤيد له المتمسك بنهجه ، المتمترس خلف فكره ، الممسك بزمام رأيه ، النافي قطعا لأي مماراة بأحقية ما خرج الرجل من اجله . وأي كانت اختلافاتنا واجتهاداتنا ، فكلنا يدرك أننا أمام رجل منا ، قد نتفق أو نختلف معه في بعض أو معظم أو كل أفكاره وتوجهاته ، ولكن في قلب كل منا غصة من الأعداء تجعلنا نؤكد في أسوأ الأحوال : إن بعض الحق كان معه فيما نهج وسار ، يقيننا في ذلك قائم على قول : إن الأعداء عندما لاحقوه ومن ثمة قتلوه لم يكن فعلهم ذلك نابعا من مصلحتنا او لمصلحتنا بأي تقدير كان ، بل كان كل ذلك نابعا من بحثهم المستمر عن أمنهم الذي أصبح في مهب الريح وانتقاما من اهانات متتالية وجهها الرجل إليهم ، إنهم قتلوه لأجلهم ، ولم نكن نحن على هامش تفكيرهم عندما أقدموا على فعلتهم . لقد تعودوا مستمرئين امتهاننا مرة بعد مرة ، فقد قاموا بقتل أبي عمار بعد حصار طويل ، وقاموا بشنق صدام حسين صبيحة عيد الأضحى ، وقاموا بقصف الشيخ احمد ياسين عند خروجه من صلاة الفجر وقاموا بقصف أبي علي مصطفى وقتله ، وقاموا بملاحقة أبنائنا يوما بعد يوم قاصدين اهانتنا وإذلالنا لنصل لمرحلة الإذعان التي لا يوجد بعدها سوى العبودية والاسترقاق. لقد عكفوا عن البحث عن كل وسيلة من شأنها قتل كل روح نابضة فينا ، فكلما ظهر فينا من يقول لهم (لا ) ظلوا يكيدون له ويتربصون به حتى يصلوا إلى هدفهم وكل ذلك ليزرعوا في أذهاننا مقولة واحدة : " إن كل من يعادي الغرب ولا يسير وفق نهجهم ويرتضي به لا مصير له سوى الهلاك " في نفس الوقت محطمين أي قوة من شأنها أن تنمو في منطقة العرب لأنهم يعلمون أننا إذا نهضنا جزنا وفزنا وهذا ما يقلقهم حدث هذا منذ القدم بل حدث قبل الإسلام عندما حاولت زنوبيا أن توجد لمملكتها (تدمر) جيشا يضمن للعرب عزتهم مؤكدة ذلك بمقولتها الخالدة " نعم ما قيد في معصم حر أبي و بئس ما تاج على رأس خانع ذليل ...." فكان مصير مملكتها الدمار والهلاك بعد أن جيشت روما لها في ذلك الوقت الجيوش الكبيرة . من هنا ، ولأجل كل ذلك اقول : إن ما حدث مع قادة كثيرين أمثال من ذكرت وأمثال هذا الرجل - الشيخ أسامة - ما هو إلا نتاج لنفس المعادلة القديمة الحديثة التي تستدعي أن يكون لنا موقف نؤكد فيه أن هذا الرجل منا ؛ نتفق معه أو نختلف لكنه منا ، ويجب أن يصل هذا الصوت للغرب ولكل أعدائنا كي يدركوا -وهم بالتأكيد يدركون- أننا لن نقبل بهذا السلوك أبد الدهر وأننا مقبلون على وقفة حقيقية نعود فيها إلى مكانتنا الشامخة بنفوس عليا وقلوب أبية . محمد عبد الحميد الاسطل /ابو القسم [email protected]

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل