المحتوى الرئيسى

الإسلام والدولة المدنية (مفترق طرق) بقلم:طلعت قديح

05/03 17:49

يقول الله تعالى (وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم وإن كثيرا من الناس لفاسقون* أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون) ويقول الإمام الغزالي رحمه الله ( القرآن والسلطان توأمان لا يفترقان ، فالقران أُس والسلطان حارس،فمن لا أُس له فمُنهدم، ومن لا حارس له فضائع )، صحيحٌ أن كلنا يدرك أن الحكم لله ، وأنه يجب على كل مسلم أن يلتزم بتطبيق شريعة ربه ( الإسلام) ، أن يكون الهجوم على الإسلام من أعدائه ، فهذا أمر طبيعي ، والصراع بينهما أزلي بين الحق والباطل . لكن الغريب أن يتصدر لهذه الدعوات الغربية من حملوا اسماً إسلامياً ، ورفعوا شعارات إسلامية ، بل واحتكروا القيادة الفكرية الإسلامية لهم سنين طوال، فأعلنوا أن الله غايتهم والرسول قدوتهم ، والجهاد سبيلهم ....الخ، وكان الإطار الكبير الذي أقروا بأنهم فرسانه، (الإسلام هو الحل) . فما بالهم اليوم يطالبون بالدولة المدنية( الديمقراطية)هي الدولة اللادينية و التي لا اعتبار للدين فيها ، كأن تُعطل الأحكام الشرعية بدعوى الديمقراطية ، وألا تُقام الحدود بدعوى مواكبة روح العصر وفقه الواقع !!وأن هناك أحكاماً أكل عليها الدهر !! دعواهم فيها باحترام وتبجيل ما يسمى الحريات الأربع : الحرية الشخصية والملكية وحرية الرأي وحرية العقيدة ، ذلك مطلبهم ، ولعمري إن الوجوه تتكشف عند نزول الصعاب !!! فكيف يمكن أن يحكم الكافر مسلماً ،كأن يكون الحاكم نصرانياً أو يهودياً أو إلى غير ذلك ؟؟أو أن يكون امرأةً !!! وربنا من فوق سبع سماوات يقول: (ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً) وقال تعالى أيضاً: ( يا أيها الذين امنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولوا الأمر منكم) و تأتي كلمة (منكم) تأتي للدلالة على حتمية أن يكون الحاكم مسلماً ، يحكم بما أنزل الله ، ويلتزم بتطبيقه قولاً وفعلاً وممارسة. فلا يجوز أن يكون كافراً. وكيف أن يحكم المسلمون امرأة ، ورسولنا يقول (لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة )، وهنا تأتي كلمة(قوم)،) نكرة تفيد العموم وليس التخصيص ،بمعنى أي قوم فبالله عليكم كيف تنهض امةٌ تخالف شرع الله أو تسعد أمة الإسلام بغير شرع الله، كيف لهذه الأمة أن تحكمها امرأة ؟؟؟ عجباً لهؤلاء الناس، كان عبد الله بن مسعود آتيا ًإلى المسجد ، ورسول الله يخطب ، وفي الطريق سمع الرسول صلى الله عليه وسلم يقول:: من كان واقفاً فليجلس، وكان خارجاً فجلس في الطريق ؟ فقال له الناس ما بالك جلست ؟فقال ابن مسعود: ما كان لابن مسعود أن يظل واقفاً ورسول الله يقول اجلس. هكذا تربى جيل القرآن وما كان لأمة الإسلام اليوم أن تطالب بدولة مدنية ورسول الله يريدها خلافة على منهاج النبوة ، ويُبشرنا بها حيث يقول (تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها الله - تعالى - ، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله - تعالى - ، ثم تكون ملكا عاضا ، فتكون ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها الله - تعالى - ، ثم تكون ملكا جبرية فيكون ما شاء الله أن يكون ، ثم يرفعها الله - تعالى - ، ثم تكون خلافة على منهاج نبوة . ثم سكت .) ) فما نراه اليوم من تغير للأوضاع الذي تعيشها الأمة إلا انتهاء الحكم الجبري وبداية بزوغ الحكم الإسلامي على منهاج النبوة . وان كان الكثيرون يستنكرون ويستغربون حديثي عن بزوغ فكرة الحكم الإسلامي، فمن كان يتوقع في أحسن الأحوال أن تسقط أنظمة دول قمعية في بضعة أيام!!! فبداية الطريق تكون بإزالة الظالمين . فما بالنا نطالب بدولة مدنية ديمقراطية ، أو نخجل أن نطالب بدولة إسلامية !!!! أو نخجل من بشرى رسول الله ونطالب بدولة مدنيةٍ تنسف جسوراً فكرية أقيمت على دماء المسلمين نُرضي بها الغرب !!! وانظر كيف يعلم المعلم الرجال: (قلنا يا رسول الله ألا تستنصر لنا ألا تدعو الله لنا فقال إن من كان قبلكم كان أحدهم يوضع المنشار على مفرق رأسه فيخلص إلى قدميه لا يصرفه ذلك عن دينه ويمشط بأمشاط الحديد ما بين لحمه وعظمه لا يصرفه ذلك عن دينه ثم قال والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه ولكنكم قوم تستعجلون) قد جعلها رسولنا الكريم مسألة حياة أو موت !!!أبهذا سننظر في وجه الرسول!! وقد ضيعنا أمانة ضحى من أجلها رسولنا الكريم بحياته !! فما يحدث اليوم من مطالبة بتغيير الأنظمة ، إنما ينقصها المنهاج الإسلامي الذي يوجهها ، وعتبي على من يسمون أنفسهم بالإسلاميين !!! بدل أن يتجهوا إلى تعاليم الإسلام وأن يعلنوا الاستنفار كي يعملوا على ذلك .فالجماهير الإسلامية متعطشة لتحكيم شرع الله ، ذلك أنه دستور إلهي،فإن أي دستور مهما بلغت درجة صحته ، لا يمكن أن يصلح البشر ، إنما الحق هو بإتباع ديننا الذي هو أساس وجودنا. وهمسة أخيرة إلى من يلوون أعناق النصوص ، ويتشدقون بفقه الواقع ، وتنفيذ روح التعاليم ممارسة تواكب العصر!! إن العقيدة لا تقبل المناصفة ولا أنصاف الحلول .

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل