المحتوى الرئيسى

يوم العمال يمر مر الكرام بقلم محمود فنون

05/03 17:16

يوم العمال يمر مرور الكرام محمود فنون 2011-05-02 في يوم الاول من ايار عام 1980 م احتفلت جماهير الشعب الفلسطيني عموما والشغيلة خصوصا بعيد العمال العالمي على طريقتها آن ذاك, بوصفه مناسبة كفاحية .وكان اليسار الفلسطيني بقيادة الجبهة الشعبية في السجون الاسرائيليةيحتفل بعيد العمال كمناسبة خاصة تبدا من صباح اليوم وبعد استعدادات مسبقة من الزينة ورسم اللوحات المعبرة وبطريقة تستهدف ترسيخ ذلك اليوم في عقول وقلوب الانصار ,والمعتقلين عموما- حيث بع مدة انضم المعتقلون جميعهم الى الاحتفال واحياء المناسبة الطبقية. هناك فرق بين الصورتين يتلمسه الانسان بعين نقادة فالمعتقلون هم جزء من الحركة الوطنية الفلسطينية وقاعدة من قواعدها. غير انهم محاصرون في سجنهم ,يحاولون الانطلاق منه الى رحابة الوطن على طريقتهم. فيقيمون المهرجانات ما وسعتهم الحيلة ,وظروف الاعتقال, مع فوارق بين سجن وآخر. يحاولوا ان يؤكدوا على انسانيتهم واستمراريتهم وانتمائهم الى جماهير وطنهم .ويحاولوا ان يشاركوا الطبقة العاملة التي يرون انهم جزء من طليعتها الاكثر تقدما .ولكنهم في ذات الوقت يعبؤا انفسهم بثقافة الوطن المحتل وثقافة الطبقة المضطهدة . ان لهذه الاحتفالات في السجون في ذلك الوقت معاني عميقة اذن .انها محاولات دؤوبة لتجذير الانتماء الوطني و الانحياز الطبقي,وبقيادة تخطط وتبرمج وتعرف ماذا تفعل وماذا تريد.قيادة منتخبة بطريقة ديموقراطية مع تفاوت بين فصيل وفصيل. هذا التفاوت لا يقلل من ديموقراطية العملية السياسية الادارية التعبوية . ان ظاهر الامر هو موقف احتفالي بمناسبة دارجة , وجوهره عملية نضالية فكرية وتنظيمية وتثقيفية وتفسح المجال لما يتاح من ابداعات المعتقلين في الخطابة وقرض الشعر وبعض اشكال التمثيل المتاحة مصحوبة وبعد كل الجدية بما يتيسر من الترفيه وتوزيع ما تيسر من الدخان والخيرات المادية المتاحة. اذن الاحتفال في المعتقلات في ذلك الوقت وحتى عام 1990م ومع انه ظاهريا احياء لذكرى الا انه جزءا م من عملية كفاحية ما وسع الامر. وهو كذلك جزء من عملية كفاحية بمقدار ما كانت نضالات السجون جزء من نضالات الحركة الوطنية الفلسطينية ومغذيا ومحركا لها. اما في خارج السجون في الارض المحتلة فكان الاحتفال ياخذ اشكالا متعددة يكون المهرجان التعبوي احدها ومظهر وحالة من حالاتها الكفاحية ضد الاحتلال و مع مدلول طبقي يعبر عن مناصرة العمال من اجل نيل حقوقهم مدعومين ما امكن بقوة الحركة الوطنية الفلسطينية وتكون النتائج افضل بمقدار التوافق الوطني . ان الاحتفال في الارض المحتلة كانحالة نضالية متاججة في وجه الاحتلال بالاضرابات والمتاريس والقاء الحجارة والمصادمات بين الجيش والشباب. انه من ايام الغضب الفلسطيني ضد الاحتلال.على هذا يمكن تفهم وقبول مظاهر المهرجانات الاحتفالية بيوم العمال وذكرى شهداء الطبقة العاملة .وهي على اية حال مهرجانات مطاردة من الاحتلال لانها تعبوية وتحريضية وتساهم في تقبل الفكر الاشتراكي في المجتمع وتعمق الانتماء الطبقي لجمهرة الشغيلة وتثير فيهم الاعتزاز بهذا الانتماءوتثير احلام الكفاح والانعتاق والمستقبل الوردي. اما اليوم فالاحتفال ياخذلا شكل ذكرى واحياء ذكرى و بشكل اقل تعميق انتماء وتجديد عهد. انه نوع من الاحتفال بذكرى اعياد الميلاد وايقاد الشموع وقد انتزعت منه النفسية الكفاحية الى ابعد الحدود . ومثله مثل الحتفال بذكرى انطلاقات الفصائل الفلسطينية .ان الاحتفال بذكرى انطلاقات الفصائل في ظل غياب كفاحيتها قد اصبح اشبه باطفاء الشموع و(هبي بيرث ديي تو يو).والاحتفال بيوم العمال في ظل خفوت كفاحية احزاب العمال وارتداد بعضها لم يعد له في البلاد العربية المغزى الذي تقرر من اجله لقد تقرر كيوم كفاحي تعبوي يعبر عن اصرار الشغيلة ممثلة باحزابها على الاستمرار في الكفاح ورفع راية الاشتراكية وسحق الراسمالية الغاشمة وسق الظلم والاستعباد وتحرير الشعوب من نير الستعماروتامين توزيع عادل للخيرات وفي اجواء آمنة خالية من الحروب والنزاعات القومية والعرقية وفي ظل اخوية الشعوب .النضال تحت راية(يا عمال العالم اتحدوا .يا عمال العالم وشعوبه المضطهدة اتحدوا).ولكن كيف الحال عندنا؟ ان الامة العربية تعيش ابشع انواع الاضطهاد والاستغلال.فهي مستعبدة من قبل الامبريالية العالمية سياسيا واداريا واقتصاديا,وتحت هيمنتها ,كما انهاتعاني من استغلال الشركات الاجنبية متعددة الجنسيات و,او التي تنتمي الى الدول الظالمة .وهي تعاني من قيادات محلية رجعيةومتسلطة. وتخضع الامة بعد ذلك لنير استغلالها الطبقي- هرما تحت هرم.فالطبقات الاجتماعية في الدول العربية والتي يتصدرها الكومبرادور راعي المصالح الاجنبية حليف الرجعية في الحكم والاكثر قدرة على الفساد والافساد والتسلط على جهاز الدولة الوظيفي وافساده واخضاعه لنفوذه ومع طبقة الكومبرادور الطبقات الاخرى التي تنظم اقتصادها بالتوافق مع الكومبرادور ومصالح الاقتصاد الاجنبي والقليل مما تبقى من البرجوازية الوطنية التي قد تتعارض مصالحها في كثير من الاحيان مع النظام والطبقات المرتبطة اقتصاديا بالاجنبي. ان جماهير الامة العربية تعاني من الاضطهاد القومي وتخضع لنفوذ الاجنبي على كافة الصعد ,بالاضافة الى الاراضي المحتلة بشكل مباشر كما في العراق وفلسطين والجولان . وهي تخضع كذلك للاستغلال الطبقي المضاعف من قبل الاقتصاد الاجنبي واستغلال الطبقات السائدة محليا. كما تعاني من نهب خيراتها بآلاف المليارات من ثرواتها المنهوبة والتي يتعذر بفعل القيود الاستعمارية استغلالها محليا بشكل مجد. كما تعاني من الابتزاز الذي يكرس الافقار فنسمع كل فترة عن صفقات شراء الاسلحة بعشرات المليارات لدول الخليج وغيرها دون اية جدوى اوقيمة عملية.مما يحرم جماهير الامة العربية من هذه الاموال. ان الامة العربية اذن حبلى بالحراك الثوري لدوافع وطنية قومية ودوافع الحرية الاقتصادية والانعتاق القومي و الطبقي. وهي كذلك في حالة نشاط سياسي ثوري في هذه الفترة يستهدف الخلاص من الحكام والنظم الظالمة .وعلى ما يبدو فان قوسها متوترا وهي قد خاضت نضالات متكررة ومليئة بالحقد على جلاديها.غير انها تفتقر الى القيادات السياسيةالطليعية التي تحمل صليب الدعاوية والتحريض والتهييج الذي يفجر ثورة مستمرة تقضي على الحكام الطغاة وجهاز دولتهم العفن والفاسد وتستمر بالثورة للقضاء على النفوذ الاستعماري وتستمر بالثورةلاقامة اقتصاد وطني مستقل بالمعنى النسبي,اقتصاد يحقق درجة من العدالة الاجتماعية,وقابل للنماء والتطور ويمكن من تطوير قاعدة اقتصادية تؤسس للاشتراكية . ان القيادات الثورية اليسارية والاحزاب اليسارية متخلفة عن قيادةهذه الحركة المجيدة .هذه الحركة التي تحتاج الى قيادات ملتزمة وصلبة تثبت على المواقف وتحمي اهداف الامة وتسير بالثورة حتى نهايتها المظفرة.وترفع شعارات الوحدة العربية والاشتراكية بشكل افضل مما كان عليه الحال في فترة الناصرية .ان الاحزاب اليسارية قد تآكلت كثيرا وآن الاوان لعودتها الى الحياة وظهور حركات واحزاب اكثر قدرة على القيادة والثبات والتقدم. ان القيادات الشبابية الموجودة حاليا في الشلرع قد امتلكت العنفوان الثوري وامتلكت رؤيا التغيير .كما انها امتلكت شيئا هاما ومميزا عن جيلنا: وهو القدرة على التنظيم والانتظام والحشد الهائل وضبط الحشد ومتابعته وتوجيهه في الميدان, بطرائق جديدة لم نكن نعرفها مسبقا,مستفيدة من التقدم التكنولوجي الهائل في وسائل الاتصال والتواصل,ومسلحة بكل الغضب على امتهان الكرامة العربية المتكرر على ايدي اعدائها والغضب على الحكام العجزين والمتواطئين . ان جيل الشباب يمتلك كل هذا واكثر. ويمتلك القدرة على الفعل والصبر وطول النفس .ولكن التجربة المحققة تدل على انه يحتاج كذلك الى مزيد من المعارف والخبرة ,والى السلاح النظري .ان السلااح النظري قوة ورؤيا واتجاه ,ويساعد على تعيين المستقبل.وبدون هذا السلاح يخشى ان تتبدد التضحيات والجهود ,ما قبل الظفر,ويتمكن قصيري النفس والمتسللين من النظم البائدة من حرف الحركة عن مسارها الثوري واحباطها من الداخل و,او بتعاون الاجنبي والذي بات يخشى على مصالحه يتوجب علينا ان لا ننسى انه في تجربة الشعوب الثورية قد مارس المنظرون دورا كبيرا في توجيه الحركة وجزءا كبيرا من جهدهم كان منصبا على تصفية الحساب مع الانتهازية وقصيري النفس والمغامرين والمحبطين .انه لا غنى عن السلاح النظري والنظرية الثورية. ان من واجب الثوريين ان يكونوا في طليعة حركة الشعوب من اجل الديموقراطية والاستقلال عن النفوذ الاجنبي. بل وان امكن قيادتها ودعمها بكل قوة.ومن واجبهم كذلك التحريض للاستمرار بها حتى القطع مع الماضيبشكل جذري والتاسيس للمستقبل بما يؤسس لنظام ديموقراطي يتمكن من اعادة بناء المجتمع ومنظومته الاقتصادية, متحررا من التبعية والنفودذ الاجنبي.ان الثورة الديموقراطية هي مرحلة اساسية في تحرر الشعوب القابعة تحت نير الستعباد الاجنبي والطبقي وحكم الرجعيات التابعة معا وكذلك معها مرحلة بناء الاقتصاد الوطني والقابل للنمو.الاقتصاد الذي يستثمر خيرات الامة بشكل تنموي هادف . اما ارادة الثوريين فهي وبعد اسناد كل هذا موجهة الى الاستمرار بالثورة حتى تمتلك الامة ثروتها وتستغلها وتعيد بنائهاعلى قاعدة اشتراكية بقيادة الطبقة العاملة وعموم الشغيلة والفلاحين والمثقفين الثوريين قيادة المستقبلفي دولة عربية موحدة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل