المحتوى الرئيسى

محاكمة راوئي مالطي على قصة

05/03 15:47

                                                         فاتنة الغرة-بروكسلحصل الكاتب والروائي المالطي المقيم في بروكسل أليكس فيلا جير مؤخرا على حكم البراءة في القضية التي اتُّهم فيها بمخالفة التقاليد الكنسية في مالطا، وذلك إثر نشر قصة قصيرة له في مجلة دورية يصدرها مجموعة من الطلاب بجامعة مالطا عام 2009.  وتحمل القصة التي أثيرت حولها الضجة منذ أكثر من عام، عنوان "ما كسر يمكن إصلاحه"، وكتبت عام 1997، وتتناول قصة شاب يستعرض بطولاته النسائية مع أصدقائه خلال سهراته معهم بعد العمل بشكل ينتقد واقع الشباب المالطي واهتماماته. غير أن جير لم ينشر القصة على نطاق واسع، وأكد في حديثه للجزيرة نت أنه لم يتوقع أن تأخذ القصة كل هذا الاهتمام، موضحا أنه أعطى القصة لطالب على اعتبار أنها ستنشر ضمن دورية شبه سرية يتم تناقلها بين الشباب، لكنه فوجئ بأنها تطبع وتوزع بشكل كبير، وهو ما عرّض الطالب للمحاكمة. وحينما تم طلب الكاتب للشهادة في القضية وبمجرد نطق اسمه في المحكمة، نادت الشرطة بالقبض عليه بحكم كونه صاحب النص المنشور، وبهذا ابتدأت سلسلة من المرافعات والجلسات.  وأشار الكاتب إلى أن القصة رغم أنها حافلة بالتفاصيل الجنسية فإن الجنس لم يكن الدافع لكتابتها، وإنما الوقوف على خصائص الرجل المالطي بشكل خاص، وكأنما "هي تدعوه إلى أن يقدّر ما يمتلكه" وبدون تقديم قيم خلقية، فهي دعوة إلى الوقوف أمام المرآة ومعرفة من تكون.  وبالعودة إلى تاريخ مالطا الكاثوليكية نجد أن المحرمات المتعلقة بالحديث عن الدين -والجنس خاصة- في الأدب، حاضرة وبقوة حتى اللحظة، وهو الأمر الذي يستغربه جير على اعتبار أن حرية الجسد متاحة بشكل كبير في الدولة، مما يعني -من وجهة نظره- ازدواجا في المعايير وكأنهم "يتصرفون بشكل ويفكرون بشكل آخر". الروائي المالطي أليكس فيلا جير (الجزيرة نت)ردود أفعال الروائي المالطي أليكس فيلا جير (الجزيرة نت)ردود أفعالوأكد الكاتب أنه فوجئ بردود فعل بعض المبدعين المالطيين على قضيته، فقد وقف الروائي فرانسيس زاموت -أحد أهم روائيي مالطا- موقفا صارما في البداية ونعت القصة بأنها ليست أدبا وإنما كتابة سيئة وبذيئة، إلا أنه لم يؤيد محاكمته وفقها، ونصح جير بأن يأخذ دروسا في الكتابة، لكنه تراجع بعد فترة ليؤكد أنها جيدة إلا أنها ليست أدبا، الأمر الذي كان يحمل حكما قيميا لا فنيا على العمل.  ورغم الدعم الذي لقيه جير من بعض أصدقائه فإن التأثير انسحب على حياته العائلية، حيث أوقف عدد من أصدقاء العائلة علاقتهم بوالديه على اعتبار أن ما فعله ابنهما مشينا، في حين اتهمه البعض بأن ما فعله ليس إلا سعياً منه وراء الشهرة.ويؤكد جير أن المشكلة الحقيقية في اللغة المالطية التي لا تعنى بالتفاصيل في الكتابة، وإنما تتناول العموميات في الوصف، ويرى أن الأمر يحتاج مجهودا كبيرا لتغيير البنية العقلية للكتّاب الذين يدّعون التحرر.  الجدير بالذكر أن الادعاء المالطي قدم استئنافا للحكم الصادر ببراءة الكاتب، مما يعني أن القضية ستظل عالقة في المحكمة المالطية حتى أجل غير مسمى، الأمر الذي قد يفضي بالكاتب إلى دخول السجن في حال إدانته.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل