المحتوى الرئيسى

اغتيال بن لادن.. صفحة جديدة

05/03 12:58

بقلم: بهاء الدين حسين الغول الشخصية المثيرة للجدل، أسامة بن لادن، عاش حياته بعيدًا عن الأضواء، وفي بؤرة الاهتمام في آن واحد، المليونير المطارد، أسهم في الجهاد الأفغاني، تتلمذ على يد عبد الله عزام قبل أن يحيد عن نهجه، ثم ينحرف تنظيمه إلى المجهول بعد اتساع رقعة العمل التي خلفت صعوبة في الرقابة والتوجيه والقيادة، فصارت منابر الإعلام له مقرًّا يستخدمه لإرسال رسائله وإعطاء الأوامر.   لم يعد بن لادن يعرف شيئًا عن بنية تنظيمه منذ اتجه إلى "الجهاد العالمي" كما أسماه، أو "تحويل العالم إلى جبهة قتال ضد أمريكا" في تعبير أراه الأسلم.   تحولت القاعدة إلى تنظيم هلامي تديره شبكات المخابرات العربية والغربية لتنفيذ أجندات تلصقها لاحقًا بشماعة "الإرهاب الإسلامي".   نأخذ على بن لادن عدم تنديده باستهداف المدنيين لا سيما المسلمين، والتي أدت مثلاً إلى وقوع آلاف القتلى والشهداء، والقضاء أحيانًا على مقاومات؛ كتلك في العراق، وأعطى هذا الصمت أو التأييد من بن لادن لضرب المدنيين وتفجيرهم بدعوى قتل أمريكيين أو ما شابه إلى استغلال واضح من أمريكا والغرب والمخابرات العربية والغربية لهذه السياسة بتفجير المدنيين واختراع شخصيات تلصق نفسها بالقاعدة تنفذ أجندات في غير صالح العالم الإسلامي.   استشهاد بن لادن فيه تساوق أمريكي مع الطريقة الصهيونية في القتل خارج نطاق القانون، وهي جريمة حرب؛ حيث لا تترك للشخص سبيلاً للدفاع عن النفس في محاكمة عادلة، وهو حق من أهم حقوق الإنسان، يعد اختراقه جريمة لها ما بعدها.   ليس شرطًا أن تكون أمريكا صادقة في إعلانها موعد قتل بن لادن، حتى طريقة إخفاء جثته وتبرير ذلك بأنها لا تريد لقبره أن يتحول إلى مزار، أمريكا قد تكون انتظرت وقتًا مناسبًا تعلن فيه مقتل بن لادن، وليس أمثل من ربيع الثورات، إذ يتعذر على القاعدة الرد، بل أزعم أن أمريكا تريد بإعلانها هذا وقف حربها ضد ما أسمته "الإرهاب"، حتى إن لغة أوباما المستفيد الأول من الإعلان في حملته الانتخابية- حيث أكد أنه لم يقتل زعيمًا إسلاميًّا ولا ممثلاً للإسلام؛ ولكن شخصًا مثَّل الرعب للعالم- تفضي إلى ما وصلت إليه.   صحيح أن قولاً واحدًا ضد منهج بن لادن في القتل العشوائي للمدنيين، غير أن جريمة قتله لا يمكن إلا أن تسمى "جريمة"، وعسى أن يزهر ربيع العرب على حرية قُطرية ووحدة إسلامية.   هلا فكرًا وسطًا يقربنا من الهدف، يجمع ولا يفرق، يقف في وجه الأعداء فلا يَشمت بنا أحد؟!

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل