المحتوى الرئيسى

الجيش قد يجنِّب سوريا الكارثة

05/03 08:50

بقلم: بسمة قضماني 3 مايو 2011 08:43:50 ص بتوقيت القاهرة تعليقات: 0 var addthis_pub = "mohamedtanna"; الجيش قد يجنِّب سوريا الكارثة  كارثة إنسانية فى مدينة درعا لا أحد يعلم مداها. المدينة تموت بقرار جمهورى. الأخ ماهر يقود العمليات لتنفيذ المذبحة وجميع أجهزة ومؤسسات الدولة مجنّدة لنشر الرعب فى كل أنحاء البلاد. من يرفض أو يتلكأ فى سحق المنتفضين يكون مصيره الموت، إما أن تَقتل أو تُقتل. المهم الآن بالنسبة للنظام أن يثبت للشعب بأكمله أن قضبان السجن الذى يأثره فيه مازالت متينة وحراسها موجودين. هذا لا يمنعه من الاستمرار فى الحديث عن برنامج الإصلاح الذى يعمل على تحضيره على قدم وساق حسب قوله. إنهاء عملية سحق المدينة ثم الوقوف على جثث أهل درعا للإعلان عن الإصلاحات. من أين يأتى الفرج؟ السوريون يراقبون سلوك الجيش منذ أسابيع ويتساءلون هل يتبع مثال الجيش التونسى والجيش المصرى ليميّز بين النظام والدولة فينقلب على النظام من أجل أن يحمى الدولة والمجتمع أى الوطن؟ أم أن الوطن مسلوب باكمله ومعه الجيش؟التكهنات تتسارع: ملازم وجنود رفضوا أن يشاركوا فى بداية العمليات ضد درعا، هناك إشاعات ملحّة وأخبار ثابتة أحيانا عن جنود قُتلوا برصاص قوات الأمن بعد أن رفضوا إطلاق النار على المتظاهرين. وبما أن النظام قرر اللجوء إلى استراتيجية طائفية أخذ الآخرون يحسبون الأمر من الزاوية الطائفية: وزير الدفاع من السنّة والضباط هم من مختلف الطوائف من بينهم قيادات سنّية والجنود أغلبيتهم من السنّة ما يعكس تكوين المجتمع السورى ككل. بعض هؤلاء الجنود هم من المهنيين بينما هناك جزء من الجيش مكوّن من شباب يؤدون خدمتهم العسكرية لأن أهاليهم غير قادرين على دفع بدل خدمة لإعفائهم من الجيش كما تفعل العائلات الميسورة. فهل يستمر هؤلاء بتنفيذ أوامر قتل المواطنين المتظاهرين سلميا؟يتمتّع الجيش فى سوريا باحترام واسع من قبل الشعب وتبقى مقاومته الشرسة ضد إسرائيل فى حرب 1973 فى ذاكرة السوريين، كما يعترف الإسرائيليون أنفسهم ببسالة الجيش السورى على جبهة الجولان. لكن الجيش أصبح عبر السنين المؤسسة المهمَلة ذات المعدات القديمة ويعمل على أساس عقيدة أصبحت مجرد نظرية بعيدة كل البعد عن الدور الموكل إليه فى الواقع اليوم. فهل يسلك الجيش مسارا يتحرر فيه من المنطق الطائفى ليعتبر نفسه كيانا وطنيا كما يراه الشعب؟ هل يتمرّد الجيش فى وقت ما ويرفض أن يتحمل مسئولية مذابح أخرى؟ يذكّر البعض أن أثناء أحداث حماة عام 1982 رفض عدد من ضباط الجيش من الطائفة العلوية تنفيذ الأوامر أمام وحشية المهمة الموكلة إليهم وكان مصيرهم الإعدام. لقد أصدرت مجموعة من السوريين من الداخل والخارج هذا الأسبوع بيانا تناشد فيه قيادات الجيش بأخذ زمام المبادرة لإطلاق حوار وطنى واسع مع كل قوى المعارضة من أجل تغيير جوهرى فى النظام السياسى السورى متبعين النموذج المصرى. بإمكان الجيش فعلا أن ينقذ الشعب من مذابح جديدة ومن الطائفية ومن خطر التمزّق.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل