المحتوى الرئيسى

السوق السعودي معلق

05/03 07:10

فواز بن حمد الفواز ما يهم الناس في الاستثمار هو كشف الربح والخسارة .. هذا الكشف الذي يستطيع اختزال ليس أداء من يدير المحفظة فقط، بل حتى حالة السوق أيضا، لأن أغلبية مديري المحافظ لا يختلف أداؤهم كثيرا عن مؤشر السوق. ولكن خلف حركة المؤشر المحاولات الفكرية لمعرفة حالة السوق، خاصة أنها أهم من الجزئيات المكونة لها مثل أرباح الشركات أو أسعار الفائدة أو دور الجهات الرقابية أو الحالة السياسية في المنطقة أو أسعار النفط أو حتى العرض والطلب. فحالة السوق هي محصلة هذه الجزئيات وقدرتنا على تحويلها إلى قرار بيع أو شراء أو انتظار. ما يعقد السوق السعودي هو قلة التجربة بالمعنى الحقيقي، فالسوق لم يصل إلى الحجم والدور والعمق إلا مع بداية عام 2010، ما سبق ذلك كان محاولات لبناء سوق في بيئة غلب عليها أموال كثيرة تلاحق أسهما قليلة وقلة رقابة وضعف في الوعي العام. زيادة في التعقيد غلب على هذه الفترة القصيرة عدة ظروف غير عادية مهمة، فمثلا واصل سعر النفط ارتفاعه مما مكّن الحكومة من رفع المصروفات، وبالتالي تحفيز الاقتصاد، وكذلك النزول التاريخي لأسعار الفوائد (بسبب الأزمة المالية العالمية)، وأخيرا اختبار الأزمة السياسية في المنطقة، التي استطاع السوق تجاوزها بسبب سياسة الحكومة التحفيزية المباشرة وغير المباشرة لدعم السوق. تجاوز السوق هذه الحالة، حيث استطاع المؤشر استرجاع مستواه قبل الأزمة، بل إن حجم التداول ارتفع بنحو 25 في المائة عن مستواه قبل الأزمة، ما يدل على درجه طمأنينة أكثر، وساعد على ذلك تحسن ملحوظ في مستوى الربحية في قطاع البتروكيماويات وقرب نهاية الانفراج في القطاع المصرفي. يقابل هذا التحسن هشاشة ما تحت السطح والتهديد بزيادة العرض من خلال طلبات الأطروحات لدى هيئة سوق المال. قلة التجربة وحدة الحالة في العوامل المؤثرة (ارتفاع أسعار النفط ومصروفات الحكومة وأسعار الفائدة) وحساسية السوق مقابل دور الهيئة الموضوعي وغير الموضوعي في التحكم في العرض، تجعل من السوق في حالة معلقة. ما يزيد هذه الحالة غموضا أن التقييم اليوم في غالبه مقبول مقارنة بماضي السوق من خلال استقراء قيمته الجوهرية أو حتى المقارنة بالأسواق العالمية. ما هو الرأي؟ ليس هدفنا هنا توصية بالشراء أو البيع، ولكن الخروج بتصور شمولي، إذ يصعب الخروج برأي حول حالة تم وصفها بالمعلقة. قراءة وفهم الوضع الإجمالي أهم من قرار بيع أو شراء ذلك السهم. هناك حديث عن ارتفاع أسعار الفوائد ولكنها ما زالت في مستوى منخفض جدا تاريخيا، ولكن يقابل ذلك حالة مواتية في أسعار النفط، ولكن ضغط العرض والحالة النفسية قد يكون أقوى. إجمالا لم ندخل المرحلة المنتظرة في تطور السوق السعودي، فالسوق خرج من مرحلة المقامرة المشروعة في نهاية شباط (فبراير) 2006، ولكنه لم يصل إلى'' تسعير'' رأس المال لخدمة قطاع الاستثمار، فهذا لن يأتي في السنوات القليلة القادمة. *نقلا عن صحيفة الاقتصادية السعودية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل