أحوال عربيةوراء كل ثورة عربية سلمية امرأة‏!‏

لست مخطئا إن قلت إن وراء كل ثورة عربية شعبية سلمية امرأة‏,‏ إما بإشعال فتيل الثورة أو المشاركة فيها أو الإيمان بمبادئها‏,‏ والدعوة إلي تطبيقها‏,‏ فمن تابع ثورة‏52‏ يناير في مصر‏,‏ والثورات العربية الحالية‏,‏ سوف يتأكد لديه ذلك‏.‏ ففي مصر, علي سبيل المثال, ها هي إسراء عبدالفتاح الملقبة بـفتاة الفيس بوك, التي دعت الي إضراب6 ابريل8002, تفضح الإعلام المصري الرسمي عندما دعيت لحوار بأحد البرامج الشهيرة في محاولة بائسة من القائمين علي الإعلام لتجميل النظام الفاسد بأنه يقبل الرأي الآخر, فإذا بها تقيم الدليل بالأرقام والوثائق علي فساد النظام, ناهيك عن أسماء محفوظ التي بثت شريط الفيديو الشهير الذي يظهر فيه أربعة شبان يحاولون حرق أنفسهم اعتراضا علي فساد النظام ودعت شباب وشعب مصر للنزول الي الشوارع في انتفاضة سلمية شعبية يوم52 يناير, كما شاركت المرأة الرجل ثورته بميدان التحرير والمدن المصرية, وسقط العديد من الشهيدات حتي إن وكالة ناسا الفضائية أطلقت اسم إحدي الشهيدات علي مركبة متوجهة الي المريخ تكريما لدور المرأة المصرية في الثورة. أما ثورة الياسمين التي فجرها محمد البوعزيزي, فقد وقفت أمه مستندة الي قبره وهي تقدم شهيدها فداء لوطنه, ولم يغب عن أذهاننا صورة الشابة الحسناء التونسية وهي تنحني بعاطفة وطنية جارفة علي شاب تونسي ملقي علي الأرض مصابا في أحداث الثورة لتمنحه قبلة الحياة, مما دفع العجوز التونسي الي القول باكيا لقد هرمنا انتظارا لهذه الثورة وتلك اللحظة. ولا استغراب في أن الفتاة السورية طل الملوحي(91 سنة) كانت السبب في إشعال الثورة بمدونتها التي طالبت فيها بإسقاط النظام السوري, علي غرار مصر وتونس.. وفي ليبيا تواصل المرأة مشاركتها الرجل في التعبئة للثورة. وفي اليمن, ألهبت توكل كرمان الشعب اليمني بدعوتها علي الفيس بوك وتشكيلها تجمعا نسويا تحت اسم نساء بلا أحزاب الي المسيرة الألفية التي شاركت فيها0003 مشاركة, جنبا الي جنب المسيرات والاحتجاجات الشعبية لإسقاط النظام. وهنا استطيع القول إن وراء كل ثورة عربية شعبية سلمية امرأة, نسيت مطالبها الفئوية لتشارك في صنع مستقبل الوطن ولا تبقي كما يريد لها شيوخ الظلام أسيرة بالمنزل أو مصرفا لهم عند اللزوم وفقا لمقولتهم الغريبة والمثيرة النساء مصارف الرجال!! المزيد من أعمدة فرحـات حسـام الديـن