المحتوى الرئيسى

المصالحة الفلسطينية ..هل تغادر لحظة المصافحة بقلم:أسعد العزوني

05/02 21:02

المصالحة الفلسطينية ... هل تغادر لحظة المصافحة؟ بقلم : اسعد العزوني : لعل أفضل ما يمكن أن يقال عن المصالحة الفلسطينية التي يجري الحديث عنها هذه الأيام أنها لن تكون أفضل من سابقاتها وسوف لن تغادر لحظة المصافحة. ولا أريد أن يفهم ذلك أنني اغرق في التشاؤم أو أقفل أبواب الأمل بل هذه هي معطياتي على أرض الواقع التي نحتكم اليها. فهذه المصالحة جاءت قسرية بامتياز . المعطى الرئيسي الذي أستند اليه هو أن هذه المصالحة ولدت بعملية قسرية وفي ظروف حرجة ،وبالتالي فان عواقبها على الشعب الفلسطيني ستكون كارثية بامتياز أيضا لأن المخرج يعتمد على المدخل . ليس سرا القول أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس فقد الغطاء الذي كان يستظل به بعد خلع حسني مبارك الذي كان ينسق معه في كل صغيرة وكبيرةويتفقان على العمل ضد حركة حماس.كما أن حماس هي الأخرى بعد الأحداث الجارية في سوريا ،وجدت نفسها بدون الغطاء السوري حيث كانت مع دمشق يتفقان على العمل ضد عباس وسلطته. قبل الحديث عن فشل هذه المصالحة لا بد من التساؤل : على أي برنامج سيتفق عباس مع حماس ؟ هل ستكون المصالحة وفقا لبرنامج المقاومة أم ستستند الى مشروع اوسلو الذي ترفضه حماس ؟ بشرا ولا تنفرا هذا هو منطق الأمور، لكن هذه الحالة تتطلب استخدام مبضع الجراح، فبرنامج المقاومة في ظل الظروف الحالية و الحالة التي تعيشها السلطة بات من الماضي، ولو الى حين ،وهذا يعني أن المصالحة ستكون وفق برنامج اوسلو، هنا لا بد من سؤال قادة حماس : كيف تبيحون لأنفسكم اللعب على مصير الشعب الفلسطيني؟ فأنتم قلتم أنكم ضد اتفاقيات اوسلو وأنكم مع استمرار المقاومة لكنكم انزلقتم هذه المرة في وضح النهار في مستنقع اوسلو ؟ يقال و العهدة على الراوي أن الحكم المصري الجديد وجه رسالة واضحة وصريحة للطرفين تحذرهم من أن صبر القاهرة قد نفذ وأن عليهم انجاز المصالحة والا فان مصر سترفع يدها وعندها لات ينفع الندم . قطار المصالحة الفلسطنية اقلع منذ ظهور الخلافات بين السلطة وحماس الى العلن من غزة ووصل الى الباكستان مرورا بدمشق و القاهرة و الدوحة ومكة المكرمة وصنعاء و الخرطوم، لكنه عاد خاوي الوفاض الى درجة أنهم نقضوا ما اتفقوا عليه في مكة المكرمة وتحت أستار الكعبة حتى قبل أن يجف حبر الأقلام التي وقعت عليه .وقيل آنذاك أن اسرائيل حذرت السلطة من مغبة المصالحة مع حماس. لم يخف رئيس الوزراء الاسرائيلي بيبي نتنياهو حنقه من هذه المصالحة، وقال محذرا عباس قبل أيام أن عليه أن يختار بين السلام مع اسرائيل او السلام مع حماس ! وقد أحسن عباس صنعا عندما رد عليه : ان عليك أن تختار اما السلام أو الاستيطان، و الغريب في الأمر أن أمريكا أظهرت شيئا من غضبها من هذه المصالحة ،ووجهت تحذيرا شديد اللهجة مفاده أن الحكومة التي ستخرج من رحم هذه المصالحة يجب أن تعترف باسرائيل ! أما اسرائيل فقد تخبطت في ردة فعلها الى درجة أنها أعلنت أن المصالحة الفلسطينية فاجأتها وأنها لم تكن متوقعة. أعتقد أن هذا يرقى الى التدليس لأنه لا يمكن لأحد في السلطة الاتيان بصغيرة أو كبيرة دون أن تكون اسرائيل على علم بذلك فأجهزتها الامنية تخترق السلطة مكتبا مكتبا ومسؤولا مسؤولا، لذلك أرى أن اسرائيل فقدت وهجها وباتت هي الأخرى تسير على نهج الدول العربية على مبدأ التخبط . لا بد من القول هنا أن ظاهرة التغيير التي تعم الوطن العربي ليست بعيدة عن الضفة وقطاع غزة ،بمعنى أن قيادتي الضفة و غزة تحسسستا الرؤوس، وأسهم ذلك في الزواج الباطلالمتمثل بالمصالحة. الانقسام الفلسطيني الذي نجم عن مشاركة حركة حماس في الانتخابات الفلسطينية التي اجريت وفقا لاتفاقيات اوسلو المرفوضة من قبل حماس والحقت بالغ الضرر بالقضية الفلسطينية و الشعب الفلسطيني على حد سواء ،قزم القضية الفلسطينية الى مرتبة رغيف الخبز ،وبات حصار غزة ومعاناة أهلها هو الشغل الشاغل للجميع ،ونسي المجتمع الدولي أن هناك شعبا شرد من ارضه وطرد بالحيلة و القوة و المؤامرة ،و،ن هناك احتلالا جاثما فوق صدور الشعب الفلسطيني . كما أن اسرائيل استثمرته أيما استثمار وسوقت نفسها أمام المجتمع الدولي بأنها الجهة الوحيدة التي تسعى للسلام. لكن لا شريك فلسطينيا لها ،ناهيك عن صدها المتواصل لعباس ومعايرته بأنه لا يمثل الشعب الفلسطيني في اشارة منها لحركة حماس. لم تكتف اسرائيل بذلك بل زادت بالقول أن الشعب الفلسطيني منقسم على ذاته وأنه احتكم الى السلاح وبالتالي لايمكن تحقيق السلام معه . أتمنى أن لا يغيبن عن البال أن القضية الفلسطينية اختطفت في عهد الانقسام وهذا ما كان الرئيس الفلسطيني الراحل بالسم ياسر عرفات حريص على عدم تحقيقه. بقي القول أن على من تسبب بالانقسام أن يتعرض للمساءلة لافهامه أن العبث بمصير الشعب الفلسطينية له ثمن يجب ان يدفع. " ليس كل ما يعرف يقال، ولكن الحقيقة تطل برأسها ".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل