المحتوى الرئيسى

المصالحة الفلسطينية.. أمل الأمة العربية بقلم:طلال قديح

05/02 21:02

المصالحة الفلسطينية.. أمل الأمة العربية طلال قديح * شهدت الأيام القليلة الماضية أمرا كان تحقيقه يبدو مستحيلا وسط الظروف التي يمر بها العالم العربي وشغلت كل وسائل الإعلام..إن الثورات والهياج الشعبي الذي ساد معظم البلاد العربية مما جعل كل بلد عربي فيه ما يكفيه من الهم والغم ويرجو النجاة والخلاص من هذا البحر المضطرب والعاصف.. وأمام هذا تراجع الاهتمام الشعبي والرسمي بالقضية الفلسطينية ، وزاد الطين بلة الانقسام الذي شهدته الساحة الفلسطينية بين فتح وحماس وهما الفصيلان الرئيسان المختلفان.. وفشلت كل المحاولات للتقريب بين الطرفين وظل كل واحد مصرا على رأيه وأنه على حق والآخر على باطل.. ودفع الفلسطينيون ثمن هذا الانقسام وأثر سلبا على مسيرة النضال التي كانت مصدر اعتزاز ومثالا يحتذى لكل أحرار العالم.. لم تستأثر قضية بالرأي العام العالمي كما استأثرت القضية الفلسطينية فقد كانت الشغل الشاغل طيلة عدة عقود منذ وعد بلفور المشؤوم عام 1917 وحتى يومنا الحاضر. شهدت القاهرة لقاء هاما وتاريخيا بين فتح وحماس توّج بتوقيع اتفاق مصالحة وإنهاء الانقسام الذي طالما أرق الجماهير وأقض مضاجعهم .. بينما كانت إسرائيل أسعد ما تكون بهذا الانقسام.. استقبل الفلسطينيون في فلسطين وفي الشتات ومعهم الشعب العربي هذا الاتفاق بفرحة عارمة وسعادة غامرة وتبادلوا التهاني والتبريكات وأشرقت وجوههم بالابتسامات.. في حين أصيبت إسرائيل بالهلع وراحت تهدد وتتوعد بالويل والثبور وعظائم الأمور .. وراحت تخيّر السلطة الفلسطينية بين السلام مع حماس أو السلام مع إسرائيل.. وكأنها وصية على الشعب الفلسطيني تتصرف به كما تشاء بلا اعتبار للقوانين الدولية التي ضربت بها عرض الحائط مستندة إلى حلفائها الغربيين وفي مقدمتهم أمريكا التي يوجه سياستها اللوبي الصهيوني كيف يشاء..! وسرعان ما تبنت أمريكا كالعادة الموقف الإسرائيلي وأرعدت وأزبدت على لسان كلينتون وزيرة خارجيتها وحذرت الفلسطينيين من عواقب هذا الاتفاق الذي سيؤخر حل القضية وإقامة الدولة الفلسطينية.. فالقول ما قالت إسرائيل..!. أعلنت أنها ستوقف معونتها المادية للسلطة الفلسطينية فيما جمدت إسرائيل مئات ملايين الدولارات المستحقة من الضرائب لصالح السلطة. إذن فهناك حصار اقتصادي للضغط على الفلسطينيين ليظلوا منقسمين وهذا ما يخدم مصالح إسرائيل ليس إلا..!! لكن الفلسطينيين لم يعيروا هذه المواقف اهتماما وأكدوا تمسكهم بالمصالحة والحرص على السير بها قدما والعمل على إعادة اللحمة الفلسطينية والتمسك بها خيارا وحيدا لتحقيق الأمل في إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وحق العودة للاجئين ، إدراكا منهم لأهمية استثمار هذه الظروف خصوصا وسط تنامي أعداد الدول التي تعترف بالدولة الفلسطينية فضلا عن الوعود بأن يزداد هذا العدد.. إن شهر سبتمبر سيشهد إعلان الدولة الفلسطينية ولا مجال للتسويف أو الإرجاء..إن اهتبال الفرصة أمر حتمي يوجبه المناخ الدولي السائد.. فقد لا تتكرر والأمور مرهونة بظروفها.. كلنا أمل أن يثمر هذا الاتفاق عن وحدة فلسطينية قوية تعيد للقضية زخمها وأولويتها عند العرب ومعهم العالم بأسره بعد أن ظل الانقسام شماعة يعلق عليها كل فشل في تحقيق السلام المنشود.. قيل دائما: إذا كان الفلسطينيون منقسمين فمن نفاوض ؟ لا تفاوض إلا بعد إنهاء الانقسام..!! وليتهم يصدقون ولو مرة واحدة..!1 ومن ناحية أخرى فإن اختيار القاهرة مكانا للتوقيع على الاتفاق يعطيه زخما كبيرا ويعزز فرصة نجاحه ، فيكفى أن ترعى مصر وتتبنى هذا الاتفاق..وهو مكسب كبير له ما بعده..خاصة أن مصر بعد الثورة أعلنت أن قضية فلسطين هي قضيتها وتأييدها لها أمر لا يتغير ولا يتبدل وهو ثابت ثبوت الأهرامات .. شاء من شاء وأبى من أبى..!! • كاتب فلسطيني

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل