المحتوى الرئيسى

حملة شدوا الرحال إلى القدس...فكرة رائدة وجهود مخلصة بقلم:روحي جرادات

05/02 20:46

في الوقت الذي تتعرض فيه مدينة القدس لحملة مسعورة من التهويد والعزل والاستمرار في الحصار الجائر وسلخ مدينة القدس عن محيطها الإسلامي والعربي ،وفي الوقت الذي يتم فيه ممارسة أبشع صور الفصل العنصري الذي بات يستهدف المدينة المقدسة وكل ما فيها من بشر وتاريخ ومعالم ،خاصة وان الوضع العربي المنشد إلى نفسه وللظروف التي تمر بها غالبية الدول العربية ،فقد استغلت إسرائيل تلك الظروف والمستجدات لتجسد سلوكها ألاحتلالي وتمارسه بابشع صورة وبشكل غير مسبوق في استهداف المدينة والاستفراد بها والعمل على خلخلة بنيتها من خلال مضايقات أولا وأخيرا تستهدف الوجود الفلسطيني فيها لدفعهم واضطرارهم للابتعاد عنها وتركها لقمة سائغة لشهيتهم التوسعية الشرهة. لذلك وبين فترة وأخرى يتحرك الوجدان العربي أو ما تبقى منه ومشاعر الشعوب العربية أو ما توفر منها أيضا..نحو قبلة المسلمين الأولى ،ولكن سرعان ما ينتهي هذا التواصل الروحي والعاطفي ويتوقف عند حدود نظرية بحتة بعيدة كل البعد عن الفعل والعمل الملموس وتقتصر على ما يمكن أن نسميه التضامن وإشباع رغبة ملكة الخطابة،وهنا نقول كفلسطينيين أننا نقدر هذا ونحترم هذا التوجه أيضا ولو أن أملنا اكبر وتوقعاتنا من الأخوة العرب أعلى بكثير مما هو على ارض الملموس والواقع،وبالمناسبة نبعث من هنا من ارض بيت المقدس واكنافها بآيات المحبة والتقدير لكل أحرار العرب الذين يستحضرون في ذاكرتهم ووجدانهم ومشاعرهم معزة للقدس ولقدسيتها ورمزيتها الخاصة. إن القدس ومكانتها الدينية الهامة وذات التاريخ الذي يحمل عبر محطاته موضع صراع واستهداف امتد عبر قرون من الزمن ،ولكن ما دمنا نعيش المرحلة الراهنة وما تتعرض له المدينة الصامدة من ممارسات خطيرة وما يقع عليها من صلف وظلم يفتك بها ويشدد عليها يوما بعد آخر،ومن هنا أيضا كان الأجدر أن يترجم هذا الوجدان الصاخب والعواطف المتوهجة تجاه تلك الممارسات والمشاعر النبيلة تجاه مدينة القدس بشكل عملي وبطريقة تعزز صمود القدس وبقاء أهلها. من هنا كانت الفكرة الرائدة وتأسيس مؤسسة "شدوا الرحال إلى القدس" والتي بادر بهذه الفكرة وانطلقت من مخلصين وأصحاب توجهات ونوايا دافعها الأول والأخير،تعزيز العاصمة المحتلة وتعزيز التواصل والترابط بين المغتربين الفلسطينيين بشكل خاص كذلك أهلنا وراء الخط الأخضر والحرص على تواصلهم مع المدينة المقدسة التي تتعرض لاعتى حملة منظمة سعيا وراء مخطط التفريغ بالطرد والتهجير ونزع ما تبقى من ملامحها العربية والإسلامية والمسيحية على حد سواء. لم يكن المطلوب حشد الجيوش ما دام الأمر متعثرا وما دامت النوايا لدى دولنا العربية والإسلامية غير جاهزة،ونعلم تمام العلم حد اليقين أن المرحلة بعيدة عن إعلان الجهاد المقدس لاستعادتها وتحرير مقدساتها،ونعي تمام العلم أن هذا الزمن ليس فيه ابن الخطاب ولا صلاح الدين،ولا نغفل عن الموقف المريع والبائس لأنظمتنا الرسمية على مدار أربعة عقود ونصف من الاحتلال ،هنا هدف الحملة بأبسط صورة وبأقرب اختصار هو تقديم اقل الواجب نحو مدينة لها معانيها الخاصة ،وعندما نقول مدينة القدس نعني كل ما فيها وما لها من واجب على العرب والمسلمين والمسيحيين ومناصري عدالة قضيتنا من أحرار العالم، ومن يلفظون الظلم وسياسة الاستهداف والعزل. حملة "شدوا الرحال إلى القدس"تهدف إلى عقد المؤتمر الأول لها باسم"مؤتمر القدس" في تموز المقبل ولكي يفي هذا المؤتمر بغرض مهم ورئيس ألا وهو الحفاظ على بقاء المدينة المقدسة حاضرة في ذاكرة المجتمع الدولي ولإبراز معاناة أهلها والتذكير المستمر لشحذ همة الضمير العالمي المنحاز لباطل يمتلك القوة والغافل عن قوة حق لها في النهاية البقاء والانتصار، هي تلك باختصار شديد فكرة "حملة شدو الرحال"بطريقة تحكم سيرها نوايا مخلصون وملتزمون بحمل عبء مؤازرة في محطة تاريخية شاقة وصعبة تتعرض لها المدينة في شتى المجالات ولسياسة مبرمجة وممنهجة ومخطط جائر بحقها. من هنا ندعو الجميع للمشاركة وبشكل خاص الإخوة المغتربين الفلسطينيين وأبناء الجاليات العربية وأهل لنا نفتخر بهم وعلى مرآي العين ولكنهم خلف الخط القريب البعيد...أهلنا في فلسطين التاريخية وعلى مبدأ تقديم اقل الواجب ،ولان زيارة القدس تعتبر تعزيزا لهالا ولصمود أهلها فان المساحة المتاحة للمساهمة والهامش المتوفر يستدعي أن تشدوا الرحال لمدينة تنتظركم بحب وشغف ،وتأن من عجز مروءة استحضرت نفسها منذ زمن،وربما ذهبت مع الأيام وغابت وانتكست العزائم،ورغم هذا وذاك يقع على عاتق الجميع المساهمة بكل بما يستطيع حتى لا تنسى وتفوت الفرصة على من يريد شطبها من ذاكرة الأجيال. وسؤالنا المشروع، أو ربما تساؤلنا، هل من الأجدر الاهتمام بمباراة تجمع بين فريقين رياضيين من أسبانيا "برشلونة ومدريد" ليتابعها ويهتم بمجرياتها أكثر من مئة مليون عربي بينما لواجب قومي ووطني وديني وقضية عادلة ننأى ونبتعد ؟؟؟!!! الهذا الحد وصلت الأمور أن نعطي جل اهتمامنا واولوياتنا لأمور لا ناقة لنا فيها ولا حتى حمل بينما نترك ونتباكى عن بعد لما يدور ويجري من اضطهاد لمدينة القدس؟؟؟!!! أما بعد فسلام لكم من بيت المقدس واكناف بيت المقدس...القدس تناديكم وتنتظركم وتستمد منكم عزيمة البقاء والصمود...

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل