المحتوى الرئيسى

توماس جورجيسيان يكتب: قولوا للأحلام ما تقلقش!!

05/02 18:22

"من قال "لا" فلم يمت .. وظل روحا أبدية الألم"قالها شاعرنا أمل دنقل. ونعم.. لا تصالح ولا تركع ولا تخضع ولا تتسول ولا تستعبد. "لا" ات عديدة تتحدانا في حياتنا اليومية ونحن اما أن نقولها وندفع ثمنها واما أن نصمت وندفع الثمن أيضا؟. اذن لنا الاختيار ولنا روحا أبدية العزة والكرامة!أما معتز بالله عبد الفتاح يكتب في احدى مقالاته:"اخرجوا من الحضانة، تخرجوا من الابتدائى، لا تضيعوا أوقاتكم فى محاضرات التشجيع والتحميس وتفتيت المفتت وتصغير المصغر وتكبير المكبر". ويضيف:"لا تنهض أمة بأن يتحول كل مهندسيها ومحاسبيها وأطبائها وعلمييها إلى دعاة أمام شاشات التليفزيون وكتاب على صفحات الجرائد"وأمام ما نراه حولنا من "هيصة" و"مولد" أصحابه حاضرين. نتساءل أين الجدية والاخلاص والأمانة والادراك لقيمة المسئولية والوطنية؟ أم تكفينا "كلمتين حلوين في ثورة 25 يناير" ثم "تحية للشهداء" و"بعدين تتوالى المواويل والمزايدات اياها التى اعتدنا سماعها". وهات يا نفاق وهات يا فهلوة ـ ارحمونا بقه!ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ايييه .. كنا فين؟ وبقينا فين؟ وبالطبع تغيرت في حياتنا ودنيانا أشياء كثيرة وبالطبع لم تتغير أيضا أشياء كثيرة. وكما يقال ويتردد: " فان الثورة طلعت أحسن ما عندنا وأيضا طلعت أوحش ما عندنا" وفي كل الأحوال "عقارب الساعة لن تعود الى الوراء". هكذا الثورات وهكذا الشعوب وهي تثور وتتطهر وتتغير وتتبدل وتهدم وتبني وتتساءل وتقلق وتتحمس وتتخبط وتحيا .. وفي نهاية الأمر عليها أن تمضي. هذا قدرها. وكما قال حبيبنا الشاعر فؤاد حداد وكرر على مسامعنا من سنوات "خليك فاكر مصر جميلة".ويذكرنا بهذه العبارة والنصيحة وبهذا التنبيه حفيده أحمد. وهو مع أعضاء فرقة "اسكندريللا" وحازم شاهين وأيضا سامية ابنة العظيم صلاح جاهين يغنون الأحلام وينطقون الألحان ويوقظون المعاني و"اللي في القلب" و"اللي عمره ما مات" و .. نستعيد معهم أصوات وأصداء سيد درويش والشيخ امام وزياد الرحباني. وأكيد "لم أزل منصور.. ولم أهزم".وطبعا مع الفرقة "اسكندريللا" والشباب والثورة يأتي المعنى قبل المغني ويأتي الرجاء المنتظر"هات لي يا بكره صفحة جديدة .. حطلي مصر في جملة مفيدة". ولا شك بأن الحاجة الى هذه الجملة المفيدة نشعر بها كل يوم وكل لحظة ( وياريت النهارده قبل بكره) وذلك بعد أن زال "اللي كان" وبدأ تكوين "ما سيكون". وفي كل الأحوال "قولوا للأحلام ما تقلقش"..ونحن من جانبنا نقول للأحلام ماتقلقش ونحن نرى ونتابع ونقرأ ونشاهد والأهم نشارك في مقاومة كل محاولات اهدار واجهاد الثورة ( وربما اجهاضها) ونحن نقاوم ويجب أن نقاوم كل تلك المحاولات حتى لا نعلن في يوم ما افلاس الثورة أيضا ـ لا قدر الله. ومن حق العزيز بلال فضل أن يتخوف ويقلق ويغضب فيكتب:"أجمل الثورات وأنبلها وأكثرها قدرة على الوصول بالأوطان إلى بر الأمان هى تلك التى يظل فيها الغضب حياً ولكن فقط كوسيلة لإيقاد روحها حتى تتحقق كل أهدافها، ولا يتحول الغضب إلى هدف وغاية لها تجمع بين الذين شاركوا فى الثورة عن قناعة وبين الذين وقفوا يتفرجون عليها دون أن يشاركوا فيها كحلم،.. " ويضيف : " ثم لما نجحت انضموا إليها مشاركين فقط فى روحها الغاضبة، ليصبحوا عبئا عليها بدلا من أن يكونوا سببا فى نجاحها، ويصيروا ذريعة يستند إليها بعض الذين شاركوا فى الثورة منذ بدايتها لكنهم لا يمتلكون قدرة على تحديد الأولويات وجرد المكاسب وتوقع الخسائر". وكما يقول صديقنا تامر: " أن نثور وأن نغضب وأن لا يعجبنا العجب.. هذا قد يبدو طبيعيا ومحفزا في نفس الوقت ولكن أن نلغي الآخر ونسفه أفكاره ونكفر مواقفه ونخلق الغاغة والغوغائية اياها التي تخنقنا، علينا أن ننتبه والا .. علينا السلام!!" وهنا تتدخل غادة لتقول: "هو معقول عملنا كل اللي عملناه والمليونيات اللي نزلت الشوارع والميادين.. كل ده عملناه علشان في الأخر نشنق أنفسنا بحبل الطائفية والفئوية ونحشر نفسنا في"ضيق الأفق" و"قلة العقل" و"الاحتكار السياسي".. يعني أنا وبعدي الطوفان". وبالمناسبة ألم تلاحظ أننا خلال الشهور الثلاثة الماضية لم نسمع أو نقرأ التعبير أو الاتهام الشهير اياه "تشويه صورة مصر". خير والحمد لله.ولكن في الوقت نفسه بدأنا نسمع أن كل مشكلة أو أزمة "قد تحل في شهر أو شهرين.." وكله تمام يا شعب!! وبصراحة ده شئ يقلق! و     نعم من حقنا بل من واجبنا أن نقلق عندما نرى أن كل من معه حق يرى أن ليس من حق الآخر أن يكون له حق يجاهر به ويدافع عنه.. ونقلق عندما تحاصرنا هوجة التشكيك والتخوين والتكفير والتحريم والتفسيق. وتتحول اللقاءات السياسية الى تشابك بالايدي والشتائم.. وبلطجة سياسية. وطبعا هذه البلطجة بشكل أو آخر نجدها بوفرة (يعني يا ما) في وسائل الاعلام والصحف وأحيانا من أصحاب القلم والرأي. والمعروف أن الشهور المقبلة ستشهد المزيد من ممارستنا الديموقراطية ـ نقول ونخطئ ونصحح ونحلم ونقلق ونسير ولا نتراجع عما اخترناه ورضيناه من مشاركة ومشاطرة ومواطنة وحياة ديمقراطية .. ديمقراطية لا تبدأ ولا تنتهي ولا تكتفي بصندوق الانتخابات. وبالتأكيد حسنا تفعل بثينة كامل وجميلة اسماعيل وغيرهن من النساء عندما يقررن خوض معركة الرئاسة. وهذا الاختيار من جانبهن هو بالتأكيد اختبار لنا ولمجتمعنا وأفكارنا وعقولنا وقلوبنا ومواقفنا من المواطنة والاخت المواطنة ودور المرأة في حياتنا وهل بالفعل تغيرنا وكبرنا واتعلمنا واتنورنا مع ثورة 25 يناير؟ وهل التحرير كمفهوم وقيمة وصل الى عقولنا أم التحرير كاسم بقي فقط كميدان؟! اذا كان المطلوب والمنتظر هو "حطلي مصر في جملة مفيدة" فان المفروض والمفترض أن نقوم أيضا بتسليط الأضواء على من قام بهذا الانجاز ـ ولا نكتفي فقط ب"بتوع الكلام الكبير" و"الطنطنة اياها" و"من يتقنون ركوب الموجة أي موجة". ويأتي في البال الكثير من الحالمين ـ وتتكرر العبارة اياها "يا ريت كانوا معانا"  ومنهم أحمد عبد الله رزة ومحمد السيد سعيد ومجدي مهنا وكل من حلم وسعى لهذا اليوم المنتظر ولهذه اللحظة المرتقبة والتاريخية والانسانية والمصرية .. "احنا في حلم ولا علم". وأكيد لا يمكن نسيان أحمد عبد الله رزة ـ هذا الفتى النحيل ذو الكوفية في شتاء الغضب عام 1972.. أيام الانتفاضة الطلابية في يناير بميدان التحرير. وكما يصفه محمود الورداني: "انه مزيج من الحدة والصدق والرهافة وسرعة الاستجابة والاحساس بالآخرين والأهم قدرته على التأثير". رزة الطالب الجامعي دفع ثمن أحلامه الوطنية مبكرا وظل المغضوب عليه والمضطهد طوال عمره القصير(توفى عام 2006 في ال56 من عمره ). تفوقه العلمي وأيضا حصوله على الدكتوراه من واحدة من أعرق الجامعات في العالم (جامعة كمبردج) لم يغيرا من موقف جهات ومؤسسات في مصر من قبول رزة للعمل بها. وأبدا لم يتراجع رزة ولم يستسلم ولم يتنازل عن مبادئه ولم ينكر أحلامه.. وواصل جهاده الفكري والوطني. وياريت يقوم أصدقاؤه ومريدوه بالحديث عنه من جديد. هكذا نحافظ ونحمي ما يسمى ب"ذاكرة الحلم"    وأكيد اذا كنت ناوي وفعلا عايزتشوف بكره ـ قدام عينيك وجوا قلبكلازم تحلم ـ وتقول للأحلام ما تقلقشطالما نحن نحلم ونذكر ونتذكر أحلامنا .. ونبقيها حية في حياتناهكذا قال وأكد وعاش الطهطاوي وغاندي وجيفارا ومانديلا وشهداء 25 ينايروبصراحة طالما بتحلم وبتحافظ على أحلامك وحططها في عينيكعمرك ما هتقلق ولا هتهلكهكذا تقول لنا الحياة ويعلمنا التاريخمن حقنا أن نحلم بل من واجبنا أن نحلمواوعي تسيب حد يحلم بدالك أو يسرق أحلامك .. أوعىوالأحلام بتتخلق وبتتولد علشان نطير بها ونسرح وننطلق ونهمس ونصرخ بها وأيضا علشان نرقص ونحضن ونقول لبكره أهلاوالحدوتة دي على فكرة مش محتاجة البداية اياها "كان يا ما كان"وفي النهاية مش محتاجة السؤال اياه "حلوة ولا ملتوتة؟؟"فهي دايما حلوة وطعمة ولذيذة و.. جميلةواوعى تسيبها تتوه لوحدها.. أو تقلق من غيابك أنت!!وهي دي حكايتك وحلمك .. وحكايتنا مع الأحلام..

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل