المحتوى الرئيسى

تضامن الشعوب الحرة ضد عولمة القمع..بقلم:جمال الهنداوي

05/02 18:08

تضامن الشعوب الحرة ضد عولمة القمع.. جمال الهنداوي تتشكل في الافق السياسي المتوتر سلفا في المنطقة..ملامح تتجمع من فسيفساء مواقف وممارسات بعضها معلن وبعضها تتحرك تحت طاولة الاحداث من الممكن ان تتنادى على نوع من المحفل الباطني السري الذي يجمع ما فرقته السياسة وربطته وحدة الرعب والمصير لقوى التسلط والقمع والاستبداد في المحيط العربي والاقليمي وبرزت كاشارات ترجح امكانية قيام كيان متحالف متضامن عابر للخلافات والازمات المتقادمة التي تعصف بالمنطقة.. اشارات لوحظ اولها في التودد الخجول الذي ابداه العقيد العتيد وهو يلمح الى اهمية استمراره وبنيه ونظامه في الحكم بالنسبة الى امن المنطقة وامن اسرائيل..تلك التصريحات التي اعقبتها انباء اقل خجلا عن استعانة مباشرة بخبرات عسكرية اسرائيلية في غرفة عمليات ملك الملوك لادارة عمليات القمع والتنكيل بالشعب الليبي الثائر.. وقد يمكن لنا ان نجد تبريرا لهذا التدخل الاسرائيلي استنادا الى التخوف المعلن من قبل تل ابيب من تبخر بعض الرموز التي لطالما كان وجودها على سدة الحكم ضمان لامن الدولة العبرية واستقرارها ..وتمثل استمراريتهم ادامة لضوء اخضر مفتوح واطلاق يد تامة لها في اتخاذ ما ترتأيه من قرارات دون التحسب لاي ردود فعل محتملة حتى التي تدخل في خانة اضعف الايمان.. كما ان هذا الموقف لو خلطناه بالتصريحات التي تتحدث عن القناعة السائدة في دوائر القرار الاسرائيلية من ان استمرار النظام في سوريا يصب في صالح الامن القومي الاسرائيلي..لدرجة اعتبار" بشار الاسد ثروة ثمينة لاسرائيل".. وان الاطاحة به قد تشكل تهديداً غير مسبوق على استقرار وهدوء جبهة اسرائيل الشمالية، التي تعتبرها حكومات تل ابيب المتعاقبة من اكثر الجبهات المأمونة منذ حرب (يوم الغفران)..نستطيع ان نتفهم العناية الاسرائيلية لمبدأ ديمومة الوضع في المنطقة على ما هو عليه..والحرص على التحرك للضغط على الجانب الامريكي لتحجيم تدخله لصالح الخيارات الشعبية مما يطلق يد الانظمة في الممارسات الهادفة لكبح جماح الثورة من خلال الاستعانة بكافة الوسائل المتاحة ومنها الاستعانه بالمرتزقة كما في حالة القذافي او الاستنجاد بالخبرات الامنية الايرانية كما في حالة الاسد.. هذا الاستنجاد المسكوت عنه –للغرابة-نتيجة الايماءات المتكررة من قبل النظام السوري بخصوص دعم التدخل السعودي القامع لانتفاضة الشعب البحريني..ومن خلال رسائل قد نجد صداها عاليا-وان كان استنادا لمعطيات اخرى- لدى دول الخليج التي تخلت عن حذرها المعتاد واندفعت في وساطات ومبادرات وتدخلات قد لا تتناسب مع حجمها في المنطقة وان كانت تتماهى مع درجة الارتباك التي تسود اروقتها من خلال اقتراب الانتفاضات الثورية الشعبية من حدودها وتحرشها بثوابت الحكم السائد وتقاليده المبنية على حكم العائلة المغلق الذي يصطدم بالضرورة مع الشعارات المعلنة لهذه الحراكات والمتعلقة بتطلعات وطموحات شعوب المنطقة بالحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية.. هذه المعطيات وغيرها قد تدفع الى الاعتقاد بوجود نوع من التنسيق الخفي بين قادة الانظمة المتهاوية لتطويق الثورات العربية والديمقراطيات الناشئة في المنطقة في تضامن معتم يجد نوع من التأييد من القوى الاقليمية خارج مواقفها المعلنة وتناقضاتها السياسية مبشرا بعولمة قمعية عابرة للقوميات والطوائف والاديان ومحققة تواصل نفعي متقاطع مع رغبة الشعوب في التحرر والانعتاق.. وهذا التحالف يستدعي بالضرورة من القوى الثورية العربية وفاعلياتها الحية التواصل البناء الداعم لحق الشعوب في الحرية والمساواة والتمتع بمواردها وثرواتها ..والتصدي للانفلات والتفلت والتغول الامني القمعي المفرط الذي تتخذه الانظمة الاستبدادية كخيار اول ووحيد ضد المواطنين العزل الرافضين للظلم والديكتاتورية والنهب المنظم لمقدرات البلاد.. وعلى هذا الاساس اصبح من الواجب على جميع افراد الشعوب المقهورة وطليعتها المثقفة الواعية التحسب والتوحد والعمل على افشال الثورة المضادة التي تقودها الانظمة القمعية العائلية المتهالكة ..والايمان بوحدة المسيرة والمصير لجميع شعوب المنطقة المؤمنة بالحرية والتعددية وحقوق الانسان كمنطق واسلوب حياة..تلك الحياة التي لا نشك باهلية جميع الناس على وجه الارض للتمتع بنسائمها الحرة واحقيتها بالنصر الذي سيكون بالتأكيد حليفا لتضامن الشعوب ضد حلف الظلامية والارهاب ومقدمة لعصر الحرية والتوحد والتفاعل الانساني المثمر نحو التغيير والتطور والتنمية والازدهار..

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل