المحتوى الرئيسى

الشباب في "عيد العمال": نُعمر مصر وحلم "الهجرة" تبخر

05/02 11:24

كتبت- سماح إبراهيم: اختلف الاحتفال بذكرى الحركة العمالية لعام 2011م لدى الشباب تمامًا عن الأعوام السابقة، فاحتفاء الشباب هذا العام بعيد العمال له مذاق خاص باعتبارهم الشرارة المحركة للثورة وصانعي رياح التغيير التي هبَّت بنسائم الحرية، وأبادت طواحين الفساد، وأشرقت بفجر ثورة 25 يناير.   وسط تلك الأجواء المفعمة بلذة النصر يأتي السؤال ليطرح نفسه بقوة في ظل اختفاء مسببات الفساد المجتمعي المتمثلة في النظام البائد وحاشيته، هل تغيرت نظرة الشباب تجاه سوق العمل؟ وماذا عن استثمار طاقاتهم في مشاريع تنموية بالداخل لتجويد العملية الإنتاجية، هل أصبح ذلك الهدف هو المسيطر على الشباب؟ أم ما زال يراودهم حلم الهجرة والسفر للعمل بالدول الأجنبية للبحث عن مستقبل خالٍ من الاستبداد؟.   (إخوان أون لاين) استطلع آراء عددٍ من الشباب للوقوف على إجاباتٍ لتلك التساؤلات.في البداية يؤكد وليد إبراهيم "28 سنة بائع بأحد المولات التجارية بمدينة نصر"، أن عمله بأحد المولات جاء بهدف توفير المال اللازم للسفر والعمل بالخارج، لكن بعد نجاح الثورة وانتصار إرادة الشعب، وخاصةً الشباب توجَّه وليد إلى فكرة تسويق الإنتاج المحلي وتطويره، خاصةً بعد أن اكتسب خبرةً كافيةً وعلاقاتٍ جيدة، وقال إن الإقصاءات التعسفية معنى أصبح غير قابلٍ للتداول بعد الثورة، وسنوحد مطالبنا لضمان حياةٍ كريمة، فعملي حق مستمر وليس مؤقتًا طبقًا لما تقره المواثيق الحقوقية المعمول بها دوليًّا.   وعند سؤال محمود شاهين "29 سنة من الأطباء المشاركين بالثورة" حول نظرته للعمل عقب نجاح الثورة ابتسم بعيون مليئة بالشجن، قائلاً: "أيعقل بعد أن دفعنا ثمن الحرية بدماء شهدائنا أن تطاوعنا أطرافنا للتخلي عن بلدنا ونهجر ترابها؟!.   وتابع قائلاً: سنعمر أرضنا بسواعدنا ونضع خريطةً نقابيةً تتولى فيها كل جماعة نقابية الدفاع عن حقوقها ووضع أولويات للتخصصات التي تحمل على عاتقها العملية الإنتاجية في المستقبل لرسم خطة من شأنها ربط جميع القطاعات بعضها ببعض لوضع سياسة اقتصادية تلبي احتياجات خطط التنمية من القوى البشرية، مع مراعاة إمكانات البلد ونوعية البرامج التنموية المطلوبة.   ورغم أن تعيين أحمد عمر "26 سنة عامل بقطاع المياه للشرب والصرف الصحي" جاء بالمحسوبية بحكم أن والده كان من أحد العاملين، وأنه لم يتلق التدريب الكافي الذي يؤهله للعمل بالقطاع تبعًا للقاعدة التي ترسَّخت في أذهان معظم المصريين بفعل النظام المخلوع والتي تقول: "لو فاتك الحكومي يبقى خسرت ورقة الكومي"، إلا أن بعد الثورة اختلفت نظرته للعمل الوظيفي، وأدرك أن بذرة الإصلاح لا بد أن يرعاها الجميع، وأن الإصلاح مسئولية جماعية.   وقال أحمد إنه حاليًّا يقوم بدراسة مناهج وزارة التربية والتعليم لتدريب الثانوي الفني لإعداد خبراء في مجال الصيانة لمياه الشرب والصرف الصحي.   وترى مايسة علي "27 سنة- إخصائية إعلام تربوي بمدرسة جوهر الصقلي" أن البلاد في مرحلة انتقالية، ولا بد أن تتضافر جهودنا لتطويع المشاكل التي خلَّفتها ذيول النظام البائد، بدلاً من الوقوف أمامها مكتوفي الأيدي.   وتقول: كنت أفكر في السفر أنا وخطيبي للعمل بالخارج بعد زواجنا مباشرةً لتحسين أوضاعنا المعيشية، وخاصةً أن عملي في غير مجال تخصصي مُدرسة لغة عربية، ولكن الأمر اختلف بعد الثورة، وقررتُ أن أتمسك بمهنتي كمُدرسة تصنع أجيالاً قادرةً على العطاء في ظلِّ ما تشهده مصر في تلك الفترة.   وبلهفة الاشتياق تحدَّث عمرو موسى "26 سنة وأحد الشاب المغتربين"، مؤكدًا أن إعمار مصر أصبح فرض عين على كل مصري بغض النظر عن انتمائه الفكري أو ديانته، معلنًا أن أغلب المصريين بالخارج يقومون حاليًّا بإجراء دراسة جدوى للعديد من المشروعات التنموية التي من شأنها القضاء على أزمة البطالة واستيعاب شريحة الشباب وتوظيفها وبمجرد انتهاء مدة عملهم بالخارج سوف يتم تقديمها للمسئولين بمصر للموافقة عليها والشروع في تنفذيها.   وقال: إن المشاركة في البناء المجتمعي أهم من المقابل المادي الذي نتقاضاه من عملنا بالخارج، فالجنيه المصري أحب إلينا من العملات الأجنبية والعربية كلها.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل