المحتوى الرئيسى

هل تنتفض باكستان مثل مصر؟

05/02 08:34

بقلم: دافيد إجناشيوس 2 مايو 2011 08:26:23 ص بتوقيت القاهرة تعليقات: 0 var addthis_pub = "mohamedtanna"; هل تنتفض باكستان مثل مصر؟  تأمل باكستان لحظة باعتبارها معادلا لمصر فى عهد حسنى مبارك، فكل من البلدين يمتلك جيشا قويا، وحكومة مدنية ضعيفة، وكلاهما شريكان لأمريكا فى الحرب ضد القاعدة، ولكن كليهما مستاء من الضغط الأمريكى، كما تزخر شوارع كل من البلدين بالحديث عن خزى وذل الأمة تحت الهيمنة الأمريكية.أدى هذا الفوران فى مصر إلى ثورة كان أعلى شعاراتها صوتا «الكرامة». ويمكن أن تمتد نفس الانتفاضة إلى باكستان، ونظرا لقوة التشدد الإسلامى هناك، قد يكون لها تأثيرات مدمرة، وفى نفس الوقت يتزايد ضرر العلاقة بين إسلام آباد وواشنطن، فماذا يكمن خلف هذه العلاقة المختلة وظيفيا؟ وهل هناك ما يمكن فعله لإصلاحها؟، هل هناك وسيلة لتشجيع قدر أكبر من الاستقلال والثقة فى نفس الباكستانيين من دون تمزيق العلاقات مع الولايات المتحدة؟ وفى بعض الأحيان، تبدو العلاقات الدولية أشبه بساحة معارك منها تجمعا للدبلوماسيين، وتشعر الدول بأنها تتعرض «لعدم الاحترام» بنفس الطريقة التى يشعر بها الأطفال فى شوارع المدن؛ فهى تتخوف من «فقدان ماء الوجه»، وتهتم أحيانا بالسمعة الوطنية أكثر من المصالح البراجماتية. وتتحدث مع بعضها البعض فى نفس الوقت، مثلما كان الحال لسنوات بين مبارك وسلسلة من الرؤساء الأمريكيين. ثم تتفجر الأمور، ويتساءل الناس عن السبب فيما حدث. وإليكم أربع لقطات أخيرا لسوء الفهم فى العلاقات الأمريكية الباكستانية. فكل منهما تتشكك فى سوء نية الأخرى، كما توضح الأمثلة التالية، غير أن الصورة الأكبر تشير إلى استمرار سوء الفهم. تأمل:ذهب الجنرال أحمد سوجا باشا رئيس المخابرات الباكستانية إلى واشنطن الشهر الماضى، لمقابلة ليون بانيتا مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية لمعالجة آثار نزاع بشأن القبض على ريمون ديفيز عميل المخابرات الأمريكية وهجمات شنتها القوات الأمريكية بطائرات بلا طيارين، وتعرض باشا للحرج داخل بلاده بسبب ذهابه إلى واشنطن، بيد أن الاجتماع سار على ما يرام فيما يبدو. وفى يوم عودته، شنت الولايات المتحدة هجوما كبيرا بالطائرات بلا طيارين على شمال وزيرستان حتى إن مسئولا استخباراتيا باكستانيا وصفه بأنه غبى. قبل أسبوعين، سافر الأدميرال مايك مولان، رئيس هيئة الأركان المشتركة إلى باكستان لمحاولة إصلاح الخلاف، وفى طريقه، توقف فى أفغانستان، وتلقى أنباء مفزعة حول اتصالات الاستخبارات الباكستانية مع شبكة حقانى، أحد فصائل طالبان، وهو العدو الرئيسى للأمريكيين فى شرق أفغانستان. وأثناء مؤتمرين صحفيين انهال مولان هجوما على الباكستانيين، الذين انزعجوا من تعرضهم للتوبيخ علنا. فى العام الماضى، التقى الجنرال أشرف كيانى، رئيس أركان الجيش الباكستانى مع ريتشارد هولبروك، المبعوث الخاص السابق فى أفغانستان وباكستان، وكان كيانى يحمل نسخة من كتاب بوب وورد «حروب أوباما»، تضمنت انتقادات عنيفة وجهها مسئولون أمريكيون كبار إلى باكستان. وسأله كيانى: «سيدى السفير، هل لك أن تخبرنى كيف حدث هذا»؟ـ ثم هناك هجمات الطائرات بلا طيارين: فى العام الماضى، وبسبب استياء الإدارة الأمريكية من باكستان، زادت هجمات طائراتها بدون طيارين على شمال وزيرستان. غير أن مسئولا عسكريا باكستانيا يقول إنه لم يقتل سوى «هدف مهم» واحد من أفراد القاعدة خلال 118 هجمة وقعت العام الماضى. وفى نفس الوقت، اشتعل غضب الرأى العام الباكستانى إزاء ما اعتبره انتهاكا للسيادة. وعندما تساءل مسئولون فى الإدارة الأمريكية عن العلاقة بين الولايات المتحدة وباكستان، يهزون رءوسهم فحسب فى سخط. فهم يشهدون بلدا آخذا فى التفكك. وربما تحتاج باكستان إلى ثورة شعبية، مثل ثورة مصر، حيث يطالب الناس بدور أكبر فى تحديد مستقبلهم. ولكن يصعب أن نرى أن أحدا سوف يستفيد من ذلك فى هذه المرحلة باستثناء بن لادن. وقد تصبح الأسلحة النووية الباكستانية لقمة سائغة. وهناك وسيلة لتعزيز سيادة باكستان دون اللجوء لمثل هذه الانتفاضة، وهى أن تضطلع باكستان بدور أقوى فى إنهاء تمرد طالبان الذى يسبب الخلافات بين واشنطن وإسلام آباد. شرح لى مسئول فى المخابرات الباكستانية «إطارا للمفاوضات». من شأنه أن يطالب الباكستانيون الجماعات الطالبانية التى على اتصال بهم، ومن بينها شبكة حقانى بتلبية شروط الولايات المتحدة لإبرام اتفاق، عبر طرد القاعدة، ووقف القتال، وقبول الدستور الأفغانى. وبالنسبة للجماعات الطالبانية التى ترفض هذا الإطار للسلام، يقول المسئول الاستخباراتى الباكستانى إنه سيكون هناك «علاج عسكرى». ولا توجد طريقة لمعرفة ما يمكن أن يقدمه الباكستانيون. ولكن يمكن للولايات المتحدة أن تخاطب على الأقل التطلع الوطنى للكرامة والاستقلال، عبر وضعهم على المحك، وإفساح الطريق لدورهم فى مستقبل المنطقة. فهذه العلاقة لا تحتاج إلى طلاق، ولكن ربما انفصالا لفترة قصيرة، من أجل كسر حلقة عدم الاحترام المدمرة المتوقعة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل