المحتوى الرئيسى

إعلان الاستقلال المصرى

05/02 08:26

بقلم: معتز بالله عبد الفتاح 2 مايو 2011 08:13:38 ص بتوقيت القاهرة تعليقات: 0 var addthis_pub = "mohamedtanna"; إعلان الاستقلال المصرى  مصر أعلنت استقلالها مرتين (على الأقل) مرة بعد ثورة 1952 والأخرى بعد ثورة 25 يناير. ولا نريد أن يكون مصيرنا بعد الثانية كمصيرنا بعد الأولى. فى الأولى رفع آباؤنا أهدافا عظيمة حققوا بعضا منها وتراجعوا عن بعض منها. وكان أهم ما تراجعوا عنه هو «إقامة حياة ديمقراطية سليمة» وكان هذا التراجع هو الضربة القاصمة التى أفقدتنا القدرة على تحديد مصيرنا والحفاظ على المكتسبات التى تحققت بعد الثورة الأولى. وسنجتهد جميعا ألا نرتكب فى يومنا ما ارتكب آباؤنا من خطأ. والحقيقة أننا لسنا بدعا من البشر، فقد تبنى الأمريكيون إعلانا للاستقلال وضعوا فيه مبادئ دولتهم الناشئة فى عام 1776، ولكن لأنهم حين صاغوا الدستور فى عام 1787 لم يجعلوا منه ترجمة أمينة لمبادئ إعلان الاستقلال كانت التكلفة باهظة فى حرب أهلية استمرت خمس سنوات وانتهت بمقتل نحو 625 ألف أمريكى، وواحد من كل خمسة أمريكيين إما قتيل أو جريح. لماذا؟ لأن إعلان الاستقلال نص على المساواة التامة بين الأفراد الذين خلقهم الله متساوين وأعطاهم حقوقا متساوية لا يمكن انتزاعها منهم. لكن من صاغوا الدستور اضطروا لعمل تنازلات عملية حلت خلافاتهم على المدى القصير ولكنها خلقت مشكلة على المدى الطويل وهى مشكلة «العبودية». فالعبد ليست له مواطنة كاملة وفقا للدستور، مع أن له مواطنة كاملة وفقا لإعلان الاستقلال. وأما وأن هناك فجوة بين منطوق الدستور ومنطوق الإعلان، فقد دفعت الأجيال اللاحقة ثمنا باهظا. وهذا هو ما حدث فى مصر حيث كانت أهداف الثورة المعلنة فى عام 1952 لا تتطابق مع الكثير من الإجراءات والدساتير اللاحقة عليها. إذن ما الحل؟ نحن بحاجة ابتداء لوثيقة جامعة قبل الدستور وفوق الأحزاب والقوى السياسية المختلفة. وثيقة توافق عام نتراضى بشأن ما فيها ونسعى لأن تكون هى القضبان التى يتحرك عليها قطار الوطن أو الهواء الذى يحمل طائرته أو الماء الذى تبحر عليه سفينته. وثيقة منضبطة بالمبادئ العامة التى نحتاج إليها كى ننطلق فى معركة البناء والنهضة. وثيقة ترفع شعارات العدالة والحرية والمساواة وكرامة الإنسان المصرى. وثيقة تحترم الشريعة ولا تنال من الشرعية. وثيقة تحترم التعدد وترفض التعصب. وثيقة لا تهدف إلى تلميع الأشخاص على حساب الأفكار ولا تسعى للتناظر المفضى إلى زيادة البلبلة فى المجتمع بل إلى التناصح الجامع بين أبناء الوطن الواحد الراغبين فى العيش المشترك. وثيقة، تكون كالثورة، كلماتها والمبادئ التى تنطوى عليها هى النجوم التى نهتدى بها. كلمات ومبادئ تكون بمثابة القواعد الآمرة التى لا يجوز الاتفاق على مخالفتها، ولا يجوز التسامح مع تجاهلها. هناك جهود كثيرة تبذل من قبل جهات مختلفة من أجل الوفاق والحوار. أرجو أن تتكامل هذه الجهود لأن تعددها قد لا يكون مؤشرا على النجاح بقدر ما هو مؤشر على النجاح فى إظهار الفشل.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل