هل المصالحة قرار حكيم

لا شك بأن المصالحة الفلسطينية فوق أي خلافات وهي مطلب وطني وجماهيري عام وقد شاهدنا كيف امتلأت ساحات الوطن في الضفة والقطاع تنادي بسقوط الانقسام تحت شعار " الشعب يريد إسقاط الانقسام " ولهذا فإن المصالحة داخل المجتمع الفلسطيني وفي قطاع غزة خاصة أمر مهم وينبغي الدفع باتجاه إنجازها ولا بد من مراجعة واعية وعملية اغتسال داخلي مما علق بالروح من مساوئ الانقسام ووجع التفرد الحزبي بالقرار، وان كنا صادقين فلا بد من معالجة شمولية لأسباب الانقسام ولا بد من محاسبة من غذى وشجع هذا الانقسام ومن غلب المصلحة الشخصية والفئوية على المصلحة الوطنية والمطلوب هو معالجة " التخلص " بقدر الإمكان من رواسب هذا الانقسام وخاصة أنها ستؤثر على رؤيتنا الشمولية حول أهمية المصالحة من الناحية الوطنية والاجتماعية كما أن البعض ربما يرفض أو يتحفظ أو يتساءل عن أسباب المصالحة ويتوجب أن يكون هناك قرار قيادي من أعلى المستوى لاحتواء أي أمور ربما تتحول إلى معيق لإنجاز المصالحة على الأرض عند التطبيق فهناك فرق بين التوقيع والإنجاز فالوطن اكبر من الأسماء والأحزاب وفوق المصالح الفئوية وبما أن المصالحة واجب وطني، وفي نفس الوقت مطلوب من القيادة الحكيمة إن كانت صادقة في ترتيب البيت الفلسطيني من محاسبة من أخطا بحق الوطن والشعب مهما علت منزلته ولا يتوجب علينا المرور مر الكرام للدماء النقية والطاهرة التي سالت وان نتناسى آلام الجرحى والثقالي والظلم الذي لحق بأبناء هذا الوطن ويجب أن لا ننسى هل كقيادة فكرنا بتبعات ومبررات وردود الاحتلال الإسرائيلي لهذا الانقسام تجاه الوطن والمواطن أو وضعنا الخطط البديلة للتخفيف على كاهل المواطن والوطن، يكفينا رفع شعارات براقة واتخاذ قرارات لا تنسجم مع المصلحة الوطنية، ولذلك أعتقد أن توقيع المصالحة يجب أن تكون معالجة وطنية لكل الأحداث التي سبقت الانقسام وكذلك كل ما تم في مرحلة الانقسام من أخطاء صغيرة كانت أم كبيرة.