المحتوى الرئيسى

> معني السجن!

05/01 21:00

كتب: بهيج إسماعيلنحن ضد هذا الخطاب الإعلامي المشغول بتتبع تفاصيل حياة أقطاب النظام السابق في السجون والذي وصل إلي حد وصف مباراة كرة بينهم في ملعب السجن.. صحيح أن المسئولين نفوا في اليوم التالي حدوث تلك المباراة لكن يبقي السؤال: لماذا إذن كان النشر؟ السجن ـ في المفهوم الفعلي والشعبي ـ هو الحرمان من الحرية علاوة علي إحساس السجن بالسجن نفسه.. بالتقييد والإذلال والحرمان من الحرية والحياة الطبيعية.. زد علي ذلك إحساس الندم والمهانة اللتين يحس بهما.. فإذا كان نزلاء سجن مزرعة طرة من هؤلاء اللصوص نهابي ثروة مصر لم يحسوا تلك الأحاسيس ولم يشعروا بالفارق بين حياتهم السابقة وحياتهم الحالية فلماذا إذن كان السجن أساسًا؟ الأخبار التي نقرؤها عنهم أصبحت هي الأخبار الأساسية في الصحف والمجلات.. والصور التي تنشر لهم زادت عما كانت عليه حين كانوا في السلطة.. ومن الواضح أنهم راضون عن ذلك وربما ملأهم الإحساس إنهم ـ بتجميعهم معًا في مكان واحد ـ أن المسألة مجرد حلم مزعج أو كابوس سيعاودون بعده حياتهم الطبيعية. ثم إن الناس تتساءل وفي حاجة إلي إجابة تفسر لهم لماذا تبدأ محاكماتهم دائمًا بالجرائم العادية كجرائم المال دون التطرق إلي الجرائم الأخطر وهي القتل أو التسبب في القتل. ولقد سألني سائل: لماذا لا يحاكم يوسف والي مثلا علي جريمة المبيدات المسرطنة التي قتلت الملايين؟ أليس قاتلاً مع سبق الإصرار والترصد يتتبعه في ذلك أمين أباظة الذي سار علي نهجه؟1والعادلي لماذا يحاكم أولا علي تضخم أمواله قبل أن يحاكم علي الجريمة الأكبر وهي إصدار أوامر القتل علي الشباب المسالم في ميدان التحرير؟ إن من يقترب نم الصورة ويعرف التفاصيل يري صورًا مفزعة لما حدث لشباب التحرير أثناء الثورة.. 1600 شاب ضاعت عيونهم نتيجة الرش.. والرش لمن لا يعرف هو محتوي «الخرطوشة» حوالي مائة رشة ولا يستخدم إلا في صيد الطيور المحلقة في الجو حيث إنه «يفرش» فيوقع منها عددًا كبيرًا.. أي أن الإنسان حين يضرب به لابد من إصابة في كل جسمه من قدميه حتي رأسه! أي كفر هذا؟! هذا غير الشباب الذين أحرقتهم قنابل المولوتوف وقد أمكن لي أن أصاحب أحدهم في سفره إلي فرنسا للعلاج علي حسابهم هناك لصعوبة حالة وعلاجه في مصر.. إنه في حالته غياب دائم عن الوعي بسبب آلام الحروق التي تغطي جسده.. إنها حالات لا يمكن أن يتسبب فيها إلا شيطان! فلماذا لم يحاكم هذا الشيطان بأسرع ما يمكن حتي تلتئم الجراح النفسية وتكف الدموع عن السيلان. علي الصحف ووسائل الإعلام إذن ألا تتحدث عن هؤلاء المجرمين وأن تفسح مجالا أكبر للحديث عن الضحايا.. حتي يحس هؤلاء القتلة ـ إن كانوا يحسون أصلا ـ بمدي جرمهم ويحسون بالسجن المحتجزين فيه أنه سجن وليس مجرد مكان أمين لتجمعهم بعيدًا عن أيدي الناس حيث يأكلون وينامون ويشربون في جو هو من الرفاهية أقرب منه إلي السجن ثم لماذا لا تهتم وسائل الإعلام بتصويرهم وهم في تلك السجون مذلين مهانين؟! ولماذا أيضًا يحتفظون بهواتف المحمول معهم.. أليس هذا يعطيهم نوعا من الحرية باتصالهم بذويهم من الأهل ومن الأصدقاء؟! هل هناك إجابة؟ وعاشت مصر الثورة

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل