المحتوى الرئيسى

ثقافة التصالح مع الذات بقلم:وفيق زنداح

05/01 20:13

ثقافة التصالح مع الذات الكاتب/ وفيق زنداح حالة الخصام والانفصام والانفصال وقد باتت على وشك التلاشي ما بعد التوقيع على ورقة المصالحة والتفاهمات ما بين حركتي فتح وحماس والآمال الكبيرة التي يتم البناء عليها حول رؤية حركاتنا وأحزابنا وقد أصبحت بحالة تصالح ذاتي وتقييم واستخلاص للعبر والدروس حول المرحلة السابقة بكل ما فيها وعليها . إن عملية البناء الثقافي الوطني مسألة إستراتيجية تتعدى حدود التكتيك والمواقف الآنية وما يستخدم من مفردات سياسية .. إعلامية .. مسيئة للقائل والمتلقي وما وصلنا إليه من ثقافات حزبية تحتاج إلى جهد كبير وعمل متواصل وحضور دائم وإعلام وطني متيقظ وقادر على معالجة مخلفات المرحلة السابقة وما أدخل علينا من ثقافات الشك والتخوين والإقصاء والاستفراد وما تولد عند البعض من كراهية وأحقاد وعدم القدرة للاستماع للرأي الآخر لقناعة ذاتية , أن ناصية الحقيقة وقد امتلكها فصيل دون الآخرين مما أثار أجواء التشاؤم والإحباط وفقدان الثقة وغياب النموذج الذي يمكن أن تحتذي به الأجيال الشابة والمتأملة في رؤية وطن موحد وقوى وفصائل متوافقة لكنها متنافسة في مواقفها وعطائها وما تمتلكه من حلول لكافة معضلاتنا وإشكاليات واقعنا سياسيا .. اقتصاديا .. اجتماعيا . إن التعبئة التنظيمية التي تمت عبر المرحلة الماضية لا تنسجم ولا تتلائم مع روح التصالح وما يتطلبه الواقع الجديد من جهد إعلامي وتنظيمي يتحمل مسؤوليته الجميع من أجل معالجة السلبيات والثغرات والتعبئة المتراكمة بجوانبها السلبية حتى نتمكن من رؤية شبابنا وأجيالنا وقد تصالحت مع ذاتها وأصبحت بحالة انسجام وتوحد بعيدا عن التنافر وحتى يمكن لهذا أن يتحقق فنحن بحاجة إلى إعلام حزبي ورسمي يحدث حالة التكامل وليس التصادم , الانسجام وليس التنافر, تعزيز الديمقراطية بعيدا عن التسلط . ثقافات الشطب والإقصاء والتكفير والتخوين وقد شكلت إساءة وطنية وظاهرة بغيضة دفعنا ثمنها ولا زالت بحاجة إلى رؤية صائبة محكومة بمنطلقات وطنية لإزالة كافة الشوائب ومحاصرة كافة النعرات والأحقاد حتى نمهد الطريق لما نحن بحاجة إليه والذي يخرج عن إطار النصوص والمبادئ التي يمكن أن توضع في داخل اتفاقيات موقعة أو تصريحات معلنة أو ندوات سياسية . إن عمل القوى والأحزاب والحركات السياسية خصوصا في هذه المرحلة يحتاج إلى جهد متواصل ورؤية صائبة وضوابط محكمة وقناعة راسخة بمدى حاجتنا إلى ثقافة وطنية يتم تعميمها وبناء الأجيال عليها حتى نعزز من ثقتنا بأنفسنا وتوطيد علاقاتنا وتمتينها لمواجهة كافة التحديات التي ستزداد علينا في ظل ما يخطط ضدنا وما يحاك ضد وحدتنا من مخططات احتلالية أظهرت كم العداء لنا ومدى التمسك باستمرار انقسامنا والذي يؤكد على أن انقسامنا كان مصلحة إسرائيلية ولم يكن للحظة مصلحة فلسطينية . إن ثقافة التصالح مع الذات في غاية الأهمية والضرورة الوطنية والتي نحن بحاجة إليها والتي تتطلب تكثيف الجهود الفصائلية والإعلامية والثقافية ومؤسسات المجتمع المدني والجامعات وأماكن العبادة من خلال رجال الدين حتى يمكن لنا أن نخرج من مأزق التعبئة الخاطئة كما نحن على أعتاب الخروج من مأزق الانقسام . الكاتب/ وفيق زنداح [email protected]

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل