المحتوى الرئيسى

من بغداد الى طرابلس الغرب الثورة والاستعمار-الثورة والاحتلال- الحلقة الخامسة بقلم:عبدالكريم صالح المحسن

05/01 19:25

من بغداد الى طرابلس الغرب الثورة والاستعمار-الثورة والاحتلال- الحلقة الخامسة عبدالكريم صالح المحسن باحث في الشؤون الإستراتيجية والدولية قاد المحافظون الجدد الحرب ضد العراق وهم يحملون فكرة "الهيمنة على العالم "وقيام الإمبراطورية الأمريكية مستندين في ذلك على أفكار "ليو شتراوسLeo Strauss " حول "الأكاذيب النبيلة " شتراوس ( فيلسوف أمريكي يهودي من أصل الماني يعتبر الملهم لايدلوجيا المحافظين الجدد) قدم لإدارة بوش الابن بند في الفلسفة حول "الكذبة النبيلةNoble Lie " وتقول هذه القناعة أن الأكاذيب بدلاَ من تكون ضرورة يؤسف لها من اجل الحياة السياسية أنما هي أدوات نبيلة من أدوات السياسة الحكيمة. فالمحافظون الجدد هم رعاة للذرائع والأكاذيب والتضليل لتمرير أفكارهم وسياساتهم، أن مصطلح "المحافظين الجددThe Neo-Conservatism " ليس مصطلحاَ جديداَ، استخدم في العام 1921م لغرض نقد الليبراليين الذين انتقلوا الى اليمين وهم مجموعة سياسية أمريكية تميل الى اليمين المسيحي المتطرف آمنت بقوة أمريكا وهيمنتها على العالم وهم لصيقي الصلة بإسرائيل وحليف متعصب لها والمتتبع للسياسة والتاريخ الأمريكي يجد إنهم ليسوا جدد كما تدل تسميتهم إلا في أعادة ممارسة دورهم وتوجهاتهم لان فكرهم هو لب القيم الأمريكية منذ أن تأسست أمريكا و أعادت هذه المجموعة نفسها مع خروج مجموعة كبيرة من المفكرين اليهود واليمينين من الحزب الديمقراطي الأمريكي خلال فترة رئاسة :"جيمي كارترJimmy Carter" الذي تبنى أجندة تعارض التصعيد ضد الاتحاد السوفيتي السابق وزادت هيمنتهم على السياسة الخارجية لأمريكا في عهد "رونالد ريغن Ronald Wilson Reagan" وقد عرف المحافظون مع ريغان باعتبارهم مجموعة منشقة عن الحزب الديمقراطي باسم" ديمقراطيو ريغان Reagan's Democrats"فهم يؤمنون أيمان مطلق بالقوة العسكرية كأداة أساسية لمواجهة العالم وان العلاقات الدولية بالنسبة لهم تقوم على أساس القوة كما يعتقدون بان السلام الحقيقي أنما يأتي فقط نتيجة للانتصار في الحرب وليس بالدبلوماسية أو العدالة وهم يرون أن العالم يبحث عن قائد بعد انتهاء الحرب الباردة وسقوط الاتحاد السوفيتي السابق فان أمريكا هي القائد وان سيطرة أمريكا وسيادتها المطلقة على العالم هومصدر الاستقرار لكوكب الأرض فهم يطالبون بتوحيد الغرب تحت القيادة الأمريكية من اجل أعادة تشكيل النظام العالمي الجديد. في عهد الرئيس الأمريكي "ريتشارد ميلهوس نيكسونRichard Milhous Nixon " قدم "هنري كيسنجرHenry Kissinger" دراسة بعنوان "مذكرة الأمن القومي-200 National Security Study Memorandum-200"ومن أهم توصياتها هو أن النمو السكاني خاصة في دول العالم الثالث يعتبر تهديدأَ للأمن القومي الأمريكي وحلفاء واشنطن من الغرب لان تزايد أعداد السكان في تلك البلاد سيؤدي الى استهلاك الثروات المعدنية هناك من قبل تلك الشعوب أما من خلال التطور التكنولوجي وازدياد الطلب لديهم من المحروقات والمعادن أو بسبب الحاجة الى اعالة الأعداد المتزايدة من السكان وقد اعتمدت هذه الدراسة من قبل الإدارة الأمريكية في عام 1974م وتفترض هذه الدراسة أن هذا الآمر يعتبر تهديداَ للأمن القومي الأمريكي وحليفاتها من الدول الصناعية التي تعتمد على تلك الموارد المعدنية الموجودة في هذه البلدان من العالم الثالث وذكرت الدراسة مجموعة من الدول والبلدان الافريفية والاسيوية من ضمنها مصر التي طالبت هذه الدراسة تحديد النسل فيها. إن هؤلاء المحافظون الجدد يتبنون في أفكارهم التوسعية على استبدال الدول القائمة بدويلات اصغر تتسم باحادية الطابع العرقي والعمل على اشعال الخلافات فيما بين تلك الدويلات بشكل مستمر وبعبارة أخرى تتضمن هذه الفكرة تدمير الدول القائمة من اجل أنشاء كيانات ضعيفة يسهل توجيهها والتلاعب بثرواتها ومقدراتها ولكي نعطي فكرة أوسع عما يدور في دواخل هؤلاء فقد نشرت مجلة "اكزكتف انتلجنس ريفيو"Executive Intelligence Review تقريراَ حول اجتماع عقد في واشنطن لمناقشة "الحرب العالمية الرابعة"حضره وتحدث فيه ابرز منظري المحافظين الجدد وأكثرهم نفوذاَ داخل الإدارة الأمريكية وفي مراكز صنع القرار بواشنطن ،حيث شارك ثلاثة من كبار مسؤولي أدارة بوش الابن وهم" بول وولفوتيزPaul Wolfowitz" واثنان من دعاة الحرب من المحافظين الجدد في" مجلس سياسات الدفاع Defense Policy Board"هما "جيمس وولزي "James Woolseyو"اليوت كوهين "Eliot Cohen شاركو جميعاَ في الاجتماع الذي كان برعاية احدى اكثر الجماعات الصليبية المحافظة الجديدة في التطرف وهي "لجنة الخطر الداهمCommittee on Present Danger "وهي نفس اللجنة التي كانت ناشطة اثناء الحرب الباردة والتي طالبت بقصف كوريا الشمالية بالقنابل الذرية عام 1949م ومؤسسة "الدفاع عن الديمقراطياتFoundation for The Defense of Democracies" كما نشير الى ان هاتان المنظمتان اعلنتا من قبل ان "الاسلام"هو العدو العالمي الجديد الذي يجب العمل على هزيمته من خلال مايسمى الحرب العالمية الرابعة والتي بدأت وتجري احداثها الآن حسب وجهة نظرهم، وقد عرض خلال الاجتماع بضرورة القضاء على جميع "الدول الراعية للإرهاب"أما عن طريق الحروب او الانقلابات او الاشكال الأخرى من تغيير الأنظمة فان الولايات المتحدة ستكون في حرب مستمرة واهم عامل في هذه المرحلة "الإدارة لخوض القتال "والتي وصفها كل من جيمس وولزي الذي شغل منصب مدير وكالة الاستخبارات المركزية لفترة قصيرة و "واليوت كوهين" بأنها حرب المائة عام. وكان المتحدث الرئيسي في اجتماع "لجنة الخطر الداهم Committee on Present Danger " هو" نورمان بودهوريتز "Norman Podhoretzالشيوعي السابق الذي انقلب الى "محارب امبرياليImperial Warrior " ومؤسس أساسي لمجموعة المحافظين الجدد ومن الجدير بالذكر ان صهر بودهورتيز وهو "اليوت ابرامزElliot Abrams" قد شغل منصب مستشار الأمن القومي لشؤون الشرق الأوسط في ادارة بوش الابن ،البروفيسور بودهوريتز وهو الذي اطلق على هذا الاجتماع بهذا الاسم بناء على مقالة نشرها في "مجلة كومينتاريCommentary Magazine"التي تعتبر من اهم مطبوعات المحافظين الجدد وهو نفسه يشغل رئاسة تحريرها،وتبرهن أجندة "لجنة الخطر الداهم Committee on Present Danger " الى ما أشار اليه "ليندون لاروش Lyndon H.Larouche" (من مواليد 1922وهو احد المفكرين السياسيين الأمريكيين المناهضين والمخالفة لتوجهات الطبقات والمؤسسات الحاكمة والمرشح الديمقراطي السابق للرئاسة الأمريكية وهو صاحب "مشروعNew "Betton Wood Systemالذي يعتبره بديلاَ عن صندوق النقد الدولي ويرأس حركة عالمية سميت باسمه - حركة ليندون لاروش العالمية www.larouchepub.com) فقد كتب مذكرة إستراتيجية يقول فيها :ان هدف الآفه المسماة ادارة بوش- تشيني هو ازالة كل مايتعلق بوجود الدولة القومية ذات السيادة وذلك باستخدام اداة "الحروب الأبدية"ويقول مخاطباَ الشعب الأمريكي والدول التي تعتقد بانها تستطيع العيش مع فترة رئاسية جديدة لإدارة بوش الابن فيقول :"ان هدفهم هو ليس اخضاع مناطق معينة سياسياَ كمستعمرات ،بل ازالة جميع المعوقات التي تقف في طريق النهب الحر لكوكب الارض ككل ،ان نيتهم هي ليست فتح اراضي جديدة بل تحقيق ازالة كل بقايا السيادة القومية وتقليص عدد سكان العالم من البشر الى اقل من مليار نسمة ،ويتابع القول فهدفهم في أفغانستان والعراق على سبيل المثال هو ليس السيطرة على هذين البلدين بل ازالة أمم قومية عن طريق أطلاق قوى الفوضى والدمار هكذا سيكون من قبيل خداع النفس بشكل كبير فنيتها"يقصد الإدارة الأمريكية" هو التدمير الذاتي لأخر بقايا سيادة الدولة القومية وهذا مايحققون فيه نجاحات كبيرة في الوقت الحاضر". لقد امسكوا المفاتيح بايديهم وبدأو بفتح الأبواب على مصراعيها باب بعد باب ،فاحتلوا اول مااحتلوا في المنطقة العربية وفي الشرق الوسط أغنى العواصم أسهاما في الثقافة العربية والإسلامية والأبرز تأثيرا حضارياَ في الوعاء الإنساني الأكبر وهي بغداد. نعود لموضوع الكذبة النبيلة فقد نشرت منظمتان امريكيتان مستقلتان في23/1/2008، دراسة بعنوان "حجج واهية" تعدد التصريحات "الخاطئة" للرئيس الأمريكي جورج بوش ومعاونيه بين عامي 2001 و2003 حول الخطر الذي يمثله العراق وقال واضعو الدراسة الأعضاء في "المركز من أجل السلامة العامةCenter for Public Safety " و"الصندوق من أجل صحافة مستقلة "Fund for The Independent press ان "دراسة كاملة تدل على ان التصريحات تشكل جزءا من حملة منظمة أثارت الرأي العام على أساس تصريحات كاذبة تماما". وأضافوا ان "الرئيس بوش وسبعة مسؤولين كبار في الادارة بينهم نائب الرئيس ديك تشيني ومستشارة الامن القومي (انذاك) كونداليزا رايس Condoleezza Rice ووزير الدفاع دونالد رامسفلد ادلوا بـ 935 تصريحا خاطئا على الاقل خلال السنتين اللتين تلتا 11 ايلول 2001 حول التهديد الذي يشكله العراق على الامن القومي الامريكي. وتناولت الدراسة مئات التصريحات والمداخلات العامة لمسؤولين كبار في الحكومة. واشارت الى خطابات ومؤتمرات صحافية ومقابلات "لبوش ووزير الخارجية كولن باول ومساعد وزير الدفاع بول فولفوفيتز والمتحدثين باسم البيت الابيض اري فلاشر وسكوت ماكليلان (انذاك) اكدت خطأ 532 مرة" خلال السنتين اللتين سبقتا التدخل الامريكي بالعراق في عام 2003, "ان العراق يمتلك اسلحة دمار شامل (او يحاول امتلاكها) او ان لديه صلات مع القاعدة, او الامرين معا". واوردت الدراسة خطابا لديك تشيني في آب 2002 قال فيه "لا يوجد شك حول امتلاك العراق لاسلحة الدمار الشامل". بينما اعلن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) في حينه جورج تينيت في وقت لاحق ان هذه التأكيدات كانت تتجاوز بشكل كبير تقديرات الوكالة. وقال مسؤول في "السي اي ايه" CIA للصحافي رون سوسكيند معلقا على تصريحات تشيني "من اين استمد هذه المعلومات؟" وأعلن بوش في ايلول 2002 في كلمته الاذاعية الاسبوعية "ان العراق يمتلك اسلحة بيولوجية وكيميائية واعاد بناء منشآت لصنع المزيد منها ويمكنه بحسب الحكومة البريطانية ان يشن هجوما كيميائيا او بيولوجيا في غضون 45 دقيقة (..) هذا النظام يسعى الى امتلاك القنبلة النووية ويمكنه صنع واحدة خلال سنة باستخدام مواد انشطارية". ووردت المعلومات ذاتها في تقرير اصدرته وكالات الاستخبارات الامريكية بعد بضعة ايام فيما تشير الدراسة الى انه "لم يتم انجاز اي دراسة حول هذا الموضوع منذ سنوات لان اوساط الاستخبارات لم تعتبر ذلك ضروريا والبيت الابيض لم يطلبه". ورصد معدو البحث اكثر من 935 تصريحا كاذبا صدرت عن بوش ورجال ادارته من خلال الخطابات والبيانات الصحفية والمقابلات التلفزيونية اضافة الى خطاب الامة الذي يلقيه بوش اسبوعيا عبر موجات الاذاعة حيث لم يخل خطابه من كذبه ما . وكشف البحث شخصيات الكذابيين الاوائل الذين عملوا في خدمة عائلة بوش مثل نائب الرئيس ديك تشيني والذي يعتبرا يمينيا تفوق خطورته على العالم خطورة بوش ذاته وفقا لموقع "عنيان مركزي" الذي اورد بعض تفاصيل البحث اضافة الى دونالد رامسفيلد وكونداليزارايس Condoleezza Ric التي شغلت منصب مستشار الامن القومي قبل ان تخلف كولن باول في الخارجية . ونشر البحث قائمة باعداد المرات التي نطق فيها بوش ومساعدوه بالكذب الواضح وفقا للترتيب التالي : بوش 259 مرة ، كولن باول 244 مرة ، فيما تقاسم نائب الرئيس ووزير الدفاع ومستشار الامن القومي تتمت الـ 935 كذبة التي جرى رصدها وتتبعها من قبل الباحثين . اذاَ وجدنا الادارة الامريكية قد اعتمدت على قصص واساطير حول "ياجوج وماجوج" من اجل شن حروبها ومشاريعها للسيطرة والهيمنة على العالم ومن ثم نجد مشروع الكذبة النبيلة التي يحاولون تسويق افكارهم مشاريعهم من خلالها ،لقد عبر الدكتور ريتشارد دريتن استاذ التاريخ بجامعة كيمبريدج الذي نشر مقالاَ في صحيفة "الاندبندنت" قال فية:" ان العراق فضح غرور الاستراتيجية الامريكية ،من حيث انه اظهر ان امة صغيرة لاتملك اية اسلحة متقدمة او تكنلوجيا متقدمة تستطيع ان تكبل دول عظمى وتعطل قدراتها وتشل حركتها لقد اظهر احتلال لمريكا للعراق ان التفوق في الفضاء لايضمن للمحتل سيطرة كافية على الأرض وثبت بما لايدع مجالا للشك انه يستحيل على الناس ان يصبحوا أصدقاء لأمريكا تحت تأثير الخوف او القهر. كما ثبت بالتجربة ان أمريكا قادرة على أحداث دمار واسع وخراب لاحدود له ،لكنها تظل عاجزة عن السيطرة او التأثير الإنساني الخلاق."أن انحطاط المعايير الأخلاقية للسياسة الأمريكية هي مايبرر النظريات الخاطئة كالكذبة النبيلة وقصة ياجوج وماجوج . ذكرت مجلة "موذر جونز "Mother Jones والمتخصصة في كشف شرور عالم الشركات والحكومات في تقرير حديث لها حول موضوع الأكاذيب الأمريكية لشن الحروب فقد قام وورمز بمساعدة فايث لإنشاء "معمل الكذبLie Factory " الذي يقوم بادارته نائب وكيل الوزارة وليم لوتي ومدير هذا المشروع هو" ابرام شولسكيAbram Shulsky" وكذلك قيام "بول وولفوفيتزPaul Wolfowitz" وفايث بتأسيس" مكتب الخطط الخاصة في وزارة الدفاعOffice of Special Plans at the Ministry of Defence "لتامين معلومات استخباراتية مزيفة تبرر حرباَ على العراق والمنطقة . لم تكن المعلومات الاستخباراتية الأمريكية مزيفة بشكل اخطاء أكاديمية ضمن العمل ألاستخباراتي انما كان تزييف مقصود الغرض منه التبرير لأعمال غير مسوغة وغير مقبولة فبالرغم أن الزيف لايحتاج الى تزوير لأنه أصلا غير حقيقي الا أن هؤلاء عمدوا على تزوير حتى المزيف ونلاحظ ان "مكتب الاستخبارات والبحث والمعروف باسم أي ان أ NAI-"قد أزعج الكثيرين من ادرة بوش الابن خلال عامي 2002و2003 حين رفض المصادقة على القضية التي حاولوا تلفيقها والقائلة بان العراق يحاول أن يعيد برنامجه النووي حيث اعتبر هذا المكتب ان الزعم القائل ان العراق يشتري اليورانيوم من النيجر مثير للشكوك وغير منطقي ومخادعة للرأي العام العالمي. توصلت أمريكا الى اكتشاف جديد في العام 1919م من اجل الضرورات للإمبراطورية الأمريكية وهو مؤسسة الدراسات السياسية والإستراتيجية في البداية كان "مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك Council of Foreign Relations"الذي انشأ في عام 1919م والذي قامت برعايته عائلة "روكفيلر Rockefeller"ولاتزال ضمن رعايتها حتى يومنا هذا وقد حدد هذا المجلس اطار عمله "بمتابعة الأوضاع الدولية وإثارة اهتمام الراي العام الأمريكي بها وتاسيس موقع نفوذ يدعوا الى دور أمريكي فاعل في تشكيل القرار الدولي". اعتمد مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية عند تأسيسه على عناصر من وزارة الخارجية والمخابرات العسكرية ورجال الإعمال المهتمين بالسوق العالمية وقد كان عمله أشبه بما تقوم المنظمات والجمعيات السرية والسبب في ذلك لم يتأكدوا من تقبل الحكومة الأمريكية لدوره ونشاطه وكذلك نظرة الرأي العام من داخل وخارج أمريكا له ،فقد كان ظاهرة جديدة ومستحدثة في العلاقات الدولية ففي البداية كانت وسيلته "مجرد التفكير"حتى تم تحويله ومقدرته في"أمكانية التأثير"الى حد أن هذا المجلس صار تجمع لنشاط ابرز العناوين الضاغطة على حتمية دخول أمريكا ومشاركتها في الحرب العالمية الثانية من اجل أن تكون لها كلمة مسموعة عندما يتم توزيع النفوذ بعد أن تسكت أصوات المدافع وهو ماجعلها فعلاَ القائد للمعسكر المنتصر وبعد هذه المكانة التي حصلت عليها فقد تولت أدارة المواجهة الكبرى التي تم توصيفها "بالحرب الباردة". وفي إطار سعي مراكز الأبحاث الأمريكية لصياغة إستراتيجية جديدة للولايات المتحدة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، دشن أكبر مركزين بحثيين أمريكيين اهتمامًا بقضايا المنطقة، "مجلس العلاقات الخارجيةOf Council Foreign Relations" و"مركز سابان لسياسة الشرق الأوسط Saban Center for Middle East Policy التابع لمؤسسة بروكينجز Brookings Institution"، مشروعًا بحثيًّا ضم ما يقرب من خمسة عشر باحثًا من المركزين، للبحث عن استراتيجيه جديدة للتعامل مع قضايا منطقة الشرق، لاسيما التأزم الأمريكي في العراق، والصراع العربي – الإسرائيلي، ومنع الانتشار النووي والأزمة النووية الإيرانية، والإصلاح السياسي والاقتصادي، والحرب على الإرهاب. وقد خرجت توصياتهم وأبحاثهم في كتاب جديد حمل عنوان "استعادة التوازن: إستراتيجية شرق أوسطية للرئيس المقبلStrategy For The Next President Restoring The Balance:A Middle East" " ، عن مؤسسة بروكينجز. وقد كانت خلاصة هذا المشروع والكتاب محور مقال متميز لرئيسي المركزين، "ريتشارد هاس Richard N. Haass" رئيس مجلس العلاقات الخارجية، و"مارتين إنديك Martin Indyk "مدير مركز سابان، بمجلة الشئون الخارجية Foreign Affairs التابعة لمجلس العلاقات الخارجية، تحت عنوان " بعيدًا عن العراق: إستراتيجية أمريكية جديدة في الشرق الأوسط Beyond Iraq: A New U.S. Strategy for the Middle East"".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل