المحتوى الرئيسى

"العربية.نت" ترصد تفاصيل من موقع تفجير مقهى أركانة في مراكش

05/01 18:49

مراكش - عادل الزبيري أول مشهد يلفت الانتباه عند البوابة الرئيسية لمقهى أركانة ثلاجة الحلويات المغربية على يمين المدخل التي لاتزال كما تركتها لحظة التفجير الإرهابي يوم الخميس الماضي في الساعة الحادية عشرة و35 دقيقة نهاراً بحسب التوقيت المحلي المغربي، وبعد خطوات قليلة على اليسار تبرز عدة من العلب البلاستيكية الضخمة لعناصر الشرطة العلمية والتقنية من فرقة مدينة مراكش ومن الفرقة المركزية القادمة من الرباط، الذين وصلوا إلى مراكش في الساعة الرابعة عصراً بالتوقيت المغربي يوم التفجير، وذلك بحسب ما رصدته "العربية.نت" عقب ثلاثة أيام من الحادث. الثقب-الذي أحدثه التفجير الإرهابي ويبرز الشريط الأصفر الشهير بفضل الأفلام الأمريكية، المرصع بعبارة بلغة إنكليزية "مسرح الجريمة لا يجب الاقتراب"، ومن خلفه مشهد الفوضى العارمة للكراسي والطاولات التي فقدت ترتيبها الاعتيادي بفعل قوة التفجير الذي كان في الطابق الثاني للمقهى، وتقود السلالم إلى الطابق العلوي للوقوف على هول الدمار الذي خلفته العبوة الناسفة التقليدية الصنع والتي تم تفجيرها عن بعد من خلال تقنية الهاتف المحمول، وفتحت حفرة معبراً بصرياً ما بين طابقين عبر الإسمنت المسلح. وقد انهارت السقيفة التي كانت متواجدة على الطابق الثاني من مقهى أركانة بالكامل، وتجمدت بقع دماء الضحايا الذين الذين لقوا مصرعهم أو جرحوا، وأيضاً لايزال المكان المخصص لتحضير المشروبات في فوضى عارمة منذ لحظة التفجير، والغبار يملأ كل ركن في المكان، فيما تواصل عناصر الفرقة الوطنية للشرطة العلمية والتقنية البحث في أحد الأركان عن عناصر لإكمال صورة الجهة الواقفة وراء تركيب رقم الهاتف المحمول الذي أشعل فتيل التفجير الإرهابي. آثار دم في الطابق العلوي من مقهى أركانة ورافقت "العربية.نت" عناصر من المحققين خلال تجولها في أرجاء الطابق الثاني من مقهى أركانة في ساحة جامع الفنا، حيث تبين أن الدمار الهائل أحدثته قنبلة تقليدية الصنع تم تفجيرها عن بعد، واحتوت المادة المتفجرة على مسامير لزيادة عدد الضحايا. ووضعت القنبلة على الأرض وليس على كرسي ما جعل كامل قوتها تؤثر على السقف وتصنع حفرة. وجاء دخولنا إلى المقهى بعد ساعة من زيارة العاهل المغربي للمكان، أمس السبت، ووقوفه على ما بقي من أحد أكثر المقاهي رواجاً في استقطاب زوار الساحة للجلوس والاستمتاع بسقيفتها المطلة بشكل مباشر على ساحة جامع الفنا، وبمطعمها المغربي في الطابق الثالث والذي يقبل فيه الأجانب على لذيذ المطبخ المراكشي، ولاتزال الإجراءات الأمنية مشددة على المكان ولا يسمح بدخول أحد إلا عناصر فريق التحقيق من الشرطة العلمية والتقنية الذين يرتدون بذلات خاصة ويواصلون التقاط الأدلة التي يرون أنها من الممكن أن تساعدهم في فك لغز التفجير غير المسبوق في تاريخ مدينة مراكش. جانب من الأدلة التي جمعتها عناصر من الشرطة وشاهدت "العربية.نت" مشهداً مثيراً في الطابق الأرضي من المقهى تمثل في ورقة حساب لزبون لاتزال ملتصقة بالطاولة، فيما مشهد آخر من الطابق العلوي يشد البصر وهو عبارة عن ثلاجة عرض تكسرت رفوفها الزجاجية لتتهاوى أطباق الحلوى المغربية وتختلط بالتراب الذي سقط من السقف، وذلك بالقرب من قراطيس ورقية مغلقة بلصاق ورقي أحمر اللون لأدلة تم تجميعها، وغير بعيد علب بلاستيكية تتضمن قطعاً معدنية وأجزاءً من هاتف محمول زيادة على لوحة الأزرار، وكل شيء مرتب بعناية المحققين الذين لا تضيع في مهنتهم التفاصيل، حيث تكمن الحقائق الكبيرة، وفق تعليق أحدهم. ومن على سقيفة مقهى أركانة التي أصبحت أطلالاً تظهر ساحة جامع الفنا بحركيتها المتواصلة من التجار وأصحاب الفنون الشعبية، وعلى جانبي المقهى محال عادت لتفتح أبوابها من جديد. ويقول التجار في ساحة جامع الفنا إن صاحب المقهى رجل طيب السمعة قام بترميم مسجد ملاصق للمقهى.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل