المحتوى الرئيسى

"دمشق مع حبي".. تطبيع أم تعايش؟

05/01 16:12

توفيق عابد-عمانيقتحم الفيلم الروائي السوري "دمشق مع حبي" التركيبة الاجتماعية بجرأة وشجاعة ويغوص في أعماقها في محاولة لإظهار التعايش والسلم الاجتماعي والحريات بمنأى عن أية حساسية طائفية. لكن بعض النقاد اعتبروا الفيلم "تطبيعا ناعما" من خلال تناول قصة امرأة يهودية.ووفق ما أعلنته المخرجة الأردنية سوسن دروزه، لم يستطع مخرجه محمد عبد العزيز وعدد من أبطاله الحضور لعمان بسبب الأوضاع الحالية في سوريا لكنها تلت نصا من المخرج قال فيه إنه يهدي فيلمه للشباب السوريين الذين استشهدوا، وكذلك روح مخرج الأفلام الوثائقية الراحل عمر أميرالاي (1944- 2011).والفيلم الذي استخدمت فيه اللهجة السورية واللغتان العبرية والإيطالية ومدته 90 دقيقة عرض مساء السبت بالمركز الثقافي الملكي بالشراكة مع معمل 612 بعمان، وهو يحكي قصة فتاة يهودية رفضت الهجرة لإيطاليا وتقع في حب شاب مسيحي استدعي للخدمة العسكرية واختفت آثاره في حرب لبنان، لتبدأ رحلة البحث عن حبيبها بمساعدة مسلمين عبر التنقل في ربوع الأرض السورية. كما يبرز الفيلم الذي عرض في مهرجان المهر العربي بدبي أواخر ديسمبر/ كانون الأول الماضي مقولة من يهجر الشام "دمشق" أيا كان لا بد وأن يعود إليها، وهي مقولة يكررها المصريون أيضا "من يشرب من ماء النيل لا بد وأن يعود". طرح رومانسيوقال الناقد السينمائي ناجح حسن إن "دمشق مع حبي" مغاير عن اتجاهات السينما السورية المعروفة التي ينتجها القطاع العام، فهو من إنتاج القطاع الخاص الذي يعتبر إقدامه على الإنتاج مغامرة وجرأة.وقال للجزيرة نت إن المخرج عبد العزيز من الأسماء السينمائية الجديدة وموضوعه يقتحم للمرة الأولى قضية تتعلق بتركيبة المجتمع السوري وخصوصا مناقشته للطائفة اليهودية حيث إن الشخصية الرئيسة (قامت بدورها مرح جبر) يهودية من عائلة مزراحي تحب شابا مسيحيا، لكن الفيلم يبرز هذه الحالة ضمن النسيج الاجتماعي السوري بعيدا عن أي نقاش سياسي بقدر ما هو طرح رومانسي لعاطفة تجمعها مع شاب مسيحي. وقال حسن "عقب مشاهدتي الفيلم غير ذات مرة اكتشفت نوعا من المبالغة في طرح أفكار بعينها كانت شبه مقحمة مما يوحي أن كثيرا من الأمور كانت تفلت من عيون المخرج الشاب".تجميل صورةمن جهتها رأت المخرجة نجوى نجار أنها استمتعت بلحظات وشخصيات الفيلم حيث رأت الشام بجمالياتها وحاراتها وأزقتها وبيوتها القديمة، معربة عن ألمها للأوضاع الحالية، في إشارة إلى ما يجري بين الحكومة والمتظاهرين.وقالت للجزيرة نت إن الفيلم يحاول إبراز وضع اليهود والمسيحيين بسوريا حيث كانوا يعيشون في انسجام مع المسلمين على اختلاف شرائحهم. وأضافت "هناك تشويه لصورة سوريا في الغرب وإسرائيل، ومن هنا يحاول المخرج الشاب أن يصحح هذه الصورة حتى يلمس اليهود والمسيحيون في الخارج التعايش مع العلويين وغيرهم".تطبيع ناعمأما الفنان الأردني شايش النعيمي فرأى أن الفيلم "نوع من التطبيع الناعم يحاول إقناعي بأن أتقبل اليهودي دون النظر لقضية فلسطين وشعبها المشرد بسبب اليهود المهاجرين". وأضاف "كنت أتمنى أن يكون الجندي المصاب بالإعاقة والحبيب الذي تبحث عنه بطلة الفيلم قاتل بالجولان وأصيب حتى أرى فعلا وجهة النظر السورية المستقبلية فيما لو كان هناك سلام حقيقي وعادل يعيد الحقوق".وأشار الفنان الأردني إلى أن مخرج الفيلم "وقع في نفس الفخ الذي وقع فيه المخرج رياض سيف في مسلسل (الاجتياح) الذي جعل ثائرا فلسطينيا يقع في حب فتاة إسرائيلية".ووصف النعيمي الفيلم بأنه "ملغوم" بالإسقاطات السياسية والاجتماعية للعلاقة بين شرائح المجتمع السوري ويحمل "رسالة مدروسة من فوق" أي الدولة السورية لتمرير فكرة التعايش وقبول اليهودي كإنسان يحب ويرتبط بمكانه وزمانه، وفق تعبيره.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل