المحتوى الرئيسى

تحقيق حلم المصالحة بعد تأكد "فتح" من زيف الوعود الإسرائيلية

05/01 15:41

جاءت خطوة مد الأيدى بين فتح وحماس فى مرحلة تاريخية هامة، وكأن الوقت قد حان لكى تذوب الخلافات بين الأشقاء، ويحطم سور برلين، ويسقط الجدار العازل، ويهدأ لهيب النيران، التى تؤججها إسرائيل ما بين الحين والآخر، ويذوب جبل الثلج، ليروى عطش الشعب الفلسطينى، ويعيد الإخوة إلى الصف والهدف الواحد. ولكن هل الثورات العربية، وهبة شعوبها على الأنظمة السلطوية، وما تبعه من سقوط مدوى، لتحالف تلك الأنظمة مع إسرائيل ،على حساب القضية الأم، كان هو السبب فى نسيان فتح وحماس لكل مهاترتهما السابقة، وهل تلك الأنظمة والمتمثلة فى النظام المصرى السابق، "على وجه الخصوص" كانت تلعب بورقة المصالحة، لحساب الحليف ضد مصالح الإخوة المختلفين، وما كان يقوم به النظام السابق من جولات مكوكية، بين رام الله وغزة، هو مجرد ألاعيب سياسية، لإخفاء ما يدور خلف الكواليس، وأن ورقة المصالحة مجرد كارت، لتنويم الشعب الفلسطينى، وتمييع القضية وحصرها فى خلافات جانبية، والدليل أنه لم تكد تبدأ جولة مصالحة، حتى تنتهى بحزمة من الخلافات، دون أن تصل إلى أى حل إيجابى، وما كان يظهر فى الأفق دائما أنه لا أمل حتى تتحمل حماس وحدها عبء الصلف الإسرائيلى ويتم تجويع أهل غزة ومعاقبتهم على اختيارهم حماس. واليوم وفى جلسة واحدة، نجحت الإدارة المصرية فى لم الشمل، ورأب الصدع، وإنهاء حالة الفرقة، وكأن فتح وحماس كانتا تنتظران نهاية النظام المصرى، حتى تتلاقى أيديهما سويا، وكأن النظام المصرى السابق كان هو الحائل بينهما، وكأنه كان يلعب لصالح من تهمه الفرقة، ومن يصب لصالحه التشرذم والتمزق، وكأنه كان من مصلحة النظام المصرى السابق، كى يتخلص من فزاعة حماس ألا تتم المصالحة، وهو ما يتلاقى تماما مع المنطق والهدف الإسرائيلى. ولا يصدق أحداً أن القاهرة تتزين بالورود، لاستقبال أبو مازن وخالد مشعل، ولكن هذه المرة دون، أو الرئيس السابق مبارك. والسؤال هو أين اختفت خلافات الإخوة؟ هل أفاقت فتح من موجة الوعود الإسرائيلية التى لا تتحقق، وأكذوبة السلام الذى لا تنويه وليس على خريطتها السياسية، وتأكدت أن لم الشمل هو الحل، أم هل تنازلت حماس عن بعض أحلامها، مع تهاوى الدعم السورى لها، بعدما تزلزلت أركان ذلك النظام السلطوى، الذى لم تؤثر فيه الضغوط الأمريكية، والألاعيب الإسرائيلية، ولا المحكمة الخاصة بمقتل رئيس الوزراء اللبنانى الراحل رفيق الحريرى، ولكن شباب درعا هو من هز ذلك الجبل، وستخرج جرزانه تبحث عن مأوى عما قريب، ويبدو أن خالد مشعل وحماس قد تنازلا قليلا، بعد سقوطهم من أولويات أهم الحلفاء، ووجدا الفرصة سانحة لترتيب الأوراق من جديد. وبعدما تم الإعلان عن تلك المصالحة، وذلك الإنجاز المصرى الكبير، هاجت وماجت إسرائيل، ونظرت إلى جوارها، وجدت نفسها وحيدة، دون حلفاء الأمس، وأصابها التوتر والقلق، وارتبك نتنياهو، واستجار بحليف كل الأزمات، وتوعد ليبرمان السلطة الفلسطينية، بالتضييق واجتياح الضفة، وهدد بمنع الوقود وغلق المعابر، وكأن إسرائيل لم تكن تجتاح الضفة، من أجل عيون عباس حتى لا يمضى فى المصالحة مع حماس. أما الولايات المتحدة فقد سقطت عنها أقنعتها السياسية المزيفة، والتى تلونت بلون حزبيها، ولكنها لم تتقدم قيد أنملة نحو السلام المزعوم، فها هى تتوجس من ذلك الإتفاق، وتشكك فى نوايا حماس ،وتمارس ضغوطها على الضفة وعباس، وتلوح له بقطع المعونة، وترفع له راية التجويع، والاجتياح العسكرى، كما باركت ذلك من قبل مع حماس وغزة، وتضع الزيت فوق النار، وتصف الاتفاق بأنه لن يدوم، وسيفشل عما قريب، وكأنها تملك أدوات إفشاله، وهو لم يكاد تضع نقاطه ولم يسطر فيه توقيع واحد. وعلى العكس من الموقف الأمريكى، وفى ظل حالة التقارب السياسى والود الدبلوماسى، التى تشهده العلاقات المصرية الإيرانية أعربت طهران عن سعادتها بما توصلت إليه مصر مع الفرقاء الفلسطينيين وهو ما يؤكد على بداية جديدة للعلاقات بين القاهرة وطهران، تمثل فى حالة التوافق التى نتمنى أن يصل إليها الأشقاء فى فلسطين، ولكن هل تمضى سفينة الأمل فى طريقها، وتجمع بين الضفة وغزة من جديد، أم أن العواصف والرياح لن تسمح لها بالمرور وإكمال المسيرة. ذلك ما ستسفر عنه الأيام القادمة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل