المحتوى الرئيسى

محلات لبيع اللوحات التشكيلية في الرباط.. كانت مخصصة لبيع الورود

05/01 09:08

على جانب شارع «المنصور الذهبي» في الرباط فضاء يسمى «مولاي محمد بن علي الرباطي» نسبة إلى رسام مغربي رحل في أربعينات القرن الماضي، في هذا الفضاء اصطف 14 محلا لبيع اللوحات التشكيلية، كانت قبل سنة تقريبا مكانا مخصصا لبيع الورود. ينهمك الرسام أحمد العباقي (43 سنة) في مكانه بفضاء «مولاي محمد بن علي الرباطي» الذي يقع خلف مقر وزارة الثقافة، في رسم منظر طبيعي استوحاه من أحد فضاءات الرباط موضوعا للوحته الزيتية. يقول العباقي «لا يمكنني عرض لوحات تبرز أفكارا أو تيمات خاصة لتقديمها في محل لتجارة اللوحات، إذ أخشى أن تسرق هذه الأفكار وتستغل من طرف آخرين، لذا أحبذ أن تكون المواضيع التي أقدمها هنا مواضيع عامة تهم مدينة الرباط في جانبها المعماري والتاريخي لا أكثر». ومن المواضيع التي يعمل عليها العباقي في لوحاته، الأماكن التاريخية بالعاصمة الرباط فضلا عن الحدائق والأحياء العتيقة بالمدينة. تصطف محلات بيع اللوحات التشكيلية بشارع المنصور الذهبي كمعرض مفتوح للجمهور، حتى وإن اقتصر الأمر في بعض الأحيان على بعض الزبناء يأتون لمجرد الاستمتاع بتأمل اللوحات دون القدرة على اقتنائها. وباعة هذه اللوحات لا يبخلون بعرض منتوجهم الفني وتقديم متعة بصرية الناس. تعرض اللوحات التشكيلية، التي عكف أصحابها على رسمها وتزيينها بعناية، للبيع بأسعار تتراوح بين 200 درهم (25 دولارا) إلى 80 ألف درهم (عشرة آلاف دولار) حسب الحجم والشكل والقيمة الجمالية للوحة. يقول العباقي «ليس هناك مقياس حقيقي للوحة ولا لقواعد الفن، كما أن كلمة (الفن المعاصر) فتحت المجال أمام أي شخص ليصبح رساما تشكيليا». حول تكوينه في الفن التشكيلي قال العباقي «ساندني والدي في صقل موهبة الرسم منذ كان عمري 19 سنة واستفدت من مدرسة الحياة، كما ساعدني تكويني الدراسي في جعل عملي على اللوحة يعكس مستواي الثقافي». يمكن أن نصنف لوحات العباقي على غرار زملائه في هذا المكان في إطار المدرسة الواقعية، يقول العباقي «أحب أن أرى في اللوحة الهدوء والنقاء وأشعر الناظر بنفس الذوق». معظم زبناء العباقي وزملائه في محلات بيع اللوحات التشكيلية تجار في هذا الصنف من الفن، يشترون عددا وافرا من اللوحات بأسعار رخيصة لإعادة بيعها، وتنشط الحركة التجارية عند هؤلاء الرسامين خلال مايو (أيار) ويونيو (حزيران) حيث يصبح الإقبال كبيرا من طرف السياح. فضلا عن فضاءات الرباط التاريخية والطبيعية التي ينقلها العباقي بريشته، يعمل أيضا على رسم بورتريهات لأشخاص يحبون صورهم بالريشة بدلا من آلة التصوير، ويلقى هذا النوع من الفن إقبالا هائلا من قبل الزبناء خاصة فئة الشباب. وفي هذا السياق يقول العباقي «رسم الوجوه يجعل الناس يعتقدون أنه هو الرسم الحقيقي وهو المعيار الأساسي للفن بالنسبة لهم. إلا أن مهمة الفنان ليست فقط هي رسم الوجوه لأن هذا الفن يبقى محصورا في نطاق ضيق، وأعتقد أن المفضل الحبيب الفنان التشكيلي المغربي هو الوحيد البارع في رسم البورتريهات». ويضيف العباقي أن هناك اتجاها آخرا في الرسم التشكيلي يسمى «الواقعية القصوى» يعتمد فيه على الصورة الفوتوغرافية الراقية، حيث تصبح الصورة المرسومة وبشدة دقة تفاصيلها أقرب بل هي نفس الصورة الفوتوغرافية، وهو اتجاه راق في الفن التشكيلي ورواده قليلون وأبرزهم «محمد الفنان» وهو تشكيلي مغربي. ويعتمد الرسام التشكيلي في العمل على لوحته وأدوات أساسية للوحة كالريشة والصباغات؛ زيتية كانت أم مائية، وبعض المساحيق الملونة، وطبقا للصورة المراد رسمها وحجمها تختلف الكمية التي تستعمل بها هذه الأدوات، يقول العباقي «ثمن الصباغة الزيتية 45 درهما (نحو خمسة دولارات تقريبا) وثمن الصباغة المائية 60 درهما (سبعة دولارات)، ونحن نستعمل كلتا الصباغتين مع مواد أخرى، لتصبح بعض اللوحات في أبسط ألوانها تقدر تكلفتها بنحو 600 درهم (77 دولارا) ونعرضها للبيع بنحو 2000 درهم (256 دولارا) لكنها لا تلقى إقبالا مع ذلك». أضحى فضاء «مولاي محمد بن علي الرباطي» من الأمكنة التي يزورها سكان الرباط وزوارها، هناك من يستمتع بزيارة هذه المحلات ومشاهدة اللوحات وما تزخر به من مناظر، ومنهم من يأتي لكي يرسم له أحد الرسامين بورتريها زيتيا، وهناك أيضا من يقتني لوحة تشكيلية لدوافع وأسباب مختلفة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل