المحتوى الرئيسى

الدفاع الجوي الملكي السعودي يكسر حاجز «الصمت» بمؤثراته الصوتية

05/01 09:08

من بين نحو 20 شركة عالمية متخصصة في صناعة الأسلحة، كسر جناح الدفاع الجوي الملكي السعودي حاجز الصمت في المعرض المصاحب للندوة العالمية للدفاع الجوي 2020 على مدى أربعة أيام متتالية من خلال مؤثرات صوتية لعروض الرماية التي ملأت أرجاء موقع المعرض بالكثير من الحماس لتنفي عنه صفة «الهدوء» المعتاد عليها في معظم المعارض. وتضمنت المؤثرات الصوتية التي شكلت عامل جذب كبيرا لزوار المعرض، أصواتا للأسلحة القديمة والحديثة، إلى جانب مقاطع فيديو لأجزاء متفرقة من خطابات الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام في بعض مناسبات الدفاع الجوي الملكي السعودي. وأكد النقيب وليد الحمدان المشرف العام على جناح قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي، على أن اختيار المؤثرات الصوتية كوسيلة للفت انتباه الزوار كانت محل اختلاف من قبل القائمين على الإعداد للمعرض، في ظل عدم معرفة مدى تقبلهم لها في بادئ الأمر. وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «عمدنا إلى إبراز أصوات للكثير من عروض الرماية التي قام بها الدفاع الجوي الملكي السعودي على مر السنين، ودمجها مع خطابات الأمير سلطان بن عبد العزيز من أجل جذب الزوار وتحقيق تفاعل كبير مع المعرض». ولمن لا يرغب في العيش بأجواء حماسية مع تلك المؤثرات الصوتية، احتوى الجناح على شاشتي عرض صامت تعملان باللمس، إحداهما باللغة العربية والأخرى بالإنجليزية، يستطيع الزائر من خلالهما تصفح كافة المرافق التابعة للدفاع الجوي الملكي السعودي وتاريخه وكل ما يتعلق به من معلومات، وذلك عن طريق وضع سماعات لحجب الأصوات عنه والتصفح بصمت. جناح الدفاع الجوي الملكي السعودي الذي تم الإعداد له في غضون 10 أيام من قبل نحو 6 ضباط، زينت جدرانه مجموعة من اللوحات المصممة بطريقة احترافية، التي جسدت تاريخ الدفاع الجوي السعودي منذ نشأته ونواته الأساسية، مرورا بمراحل تطوره وحتى أحدث المباني التي وصل إليها الآن. وهنا، أفاد المشرف العام على جناح قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي في المعرض، بأن ساعات العمل على التحضير للمعرض كانت تمتد إلى نحو 16 ساعة يوميا، وذلك بعد أن تم تقسيم المهام بين مصممين للصور ومخرجين ومنتجين للعروض التلفزيونية التي يحتويها الجناح ودمج الأصوات، إلى جانب الترجمة للغة الإنجليزية. وأضاف: «اعتمدنا في جمع الصور على الأرشيف الموجود منذ نشأة الدفاع الجوي، والتأكد من صحة المعلومات الواردة في الجناح والتواريخ الأساسية لمراحل تطويره، وذلك بهدف إيصال رسالة واضحة وصريحة تحمل عنوان (تاريخ الدفاع الجوي بين الماضي والحاضر)»، مشيرا إلى أنه تم التركيز على إبراز القطاع بمنظومتيه القتالية والبشرية. ويحوي الجناح لوحة توضح موقعه الأساسي عام 1386 هـ، الذي كان عبارة عن منشآت بسيطة في جدة تم تطويرها بدعم من الدولة لتصل إلى أحدث تصميمات هندسية استخدمت في إنشاء المباني الحالية، وهي محاولة لإظهار تاريخ الدفاع الجوي كاملا بالصور لأنها تحكي الواقع بشكل أوضح. كما تم اقتباس عبارات من كتاب الأمير خالد بن سلطان مساعد وزير الدفاع والطيران للشؤون العسكرية الذي يحمل اسم «مقاتل من الصحراء»، وتصميمها في لوحة طولية زينت الزوايا لتكون بمثابة فواصل بين أركان جناح الدفاع الجوي الملكي السعودي، إضافة إلى شاشة لعرض فيلم وثائقي عن النشأة الأساسية للدفاع الجوي حتى الوقت الحالي كمنظومة قتالية وبشرية. وفي الجهة الأمامية المقابلة لمدخل الجناح الذي تبلغ مساحته نحو 27 مترا مربعا، تم رسم لوحة تحوي كلمة مكتوبة لولي العهد السعودي عند الإعلان عن تكوين قوات الدفاع الجوي كقوة رابعة للقوات المسلحة في السعودية، فضلا عن لوحة جمعت مجموعة من الصور حول بداية منظومتي الدفاع الجوي القتالية والبشرية منذ بدايتهما، مرورا بتدرج تطورها من ناحية الأنظمة القتالية حتى الوقت الراهن، إضافة إلى عدة صور للضباط والأفراد بهدف إبراز الطاقة البشرية في العروض العسكرية. وتتدرج لوحات جناح الدفاع الجوي الملكي السعودي لتجسد أنواع المعدات البسيطة التي تم استخدامها سابقا في التدريب ومراحل تطورها، إضافة إلى قسم مخصص للزيارات التاريخية والوفود التي استقبلها منسوبو الدفاع الجوي من داخل السعودية وخارجها والمتمثلة في رؤساء دول ووزراء دفاع على مستوى الدول العربية والعالمية، وذلك في محاولة لمزج الحاضر والماضي. ولا تقتصر لوحات جناح الدفاع الجوي الملكي السعودي على تاريخ تطوير نشأته العمرانية والقتالية فحسب، بل شملت حتى تطور مجال التعليم والتدريب والأنشطة المصاحبة لها، وذلك بهدف تقديم رسالة للزوار، مفادها أن تلك الكوادر بدأت بأمور بسيطة لتصل إلى أحدث التقنيات. وبالعودة إلى النقيب وليد الحمدان، استطرد قائلا: «حاولنا إبراز ما تقدمه المرافق التعليمية التابعة للدفاع الجوي الملكي السعودي من تدريب متميز يتضمن معامل وأجهزة كانت لا تتجاوز المستوى (البسيط) لعدد محدود من الأفراد، إلا أنها مع دخول التقنية وصلت إلى الابتعاث والتعليم الإلكتروني ضمن برامج متطورة»، لافتا إلى وجود فيلم وثائقي مصور يحكي واقع تطور التعليم منذ البداية وحتى التعليم الإلكتروني. وفي آخر أركانه، أبرز الجناح لوحات عن مخرجات التعليم عبر مشاهد موثقة من حفلات تخرج دفعات الضباط وكيفية تطورها على مدى تاريخ الدفاع الجوي الملكي السعودي بالكامل، وذلك من خلال التشكيلات والعروض التي تشهدها تلك الاحتفالات من قبل منسوبي الدفاع الجوي والصفوف المميزة به. ومن أجل ترك انطباع جيد عن السعودية بشكل عام والدفاع الجوي الملكي السعودي على وجه الخصوص، استطاع زوار المعرض الحصول على هدايا تتمثل في مجسمات لأبرز معالم المملكة التي من بينها بوابة جدة وقصر المصمك ومدائن صالح وغيرها، وضعت في علب تحمل شعار الدفاع الجوي، وهو ما وصفه المشرف العام على الجناح بمثابة رسالة عن الندوة الدولية للدفاع الجوي 2020 وواقع الدولة السعودية. يشار إلى أن الندوة الدولية للدفاع الجوي 2020 كانت قد انطلقت في جدة منذ نحو أسبوعين برعاية الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، وحضور الأمير خالد بن سلطان مساعد وزير الدفاع والطيران للشؤون العسكرية ونخبة من قـــادة الدفاع الجوي على مستوى العالم، التي استمرت أربعة أيام متتالية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل