المحتوى الرئيسى

هل تواكب الفنون الجديدة ثورة الشعب المجيدة؟‏!‏

05/01 00:21

تحت ستار الكوميديا استشري التهريج بدعوي الترفيه والتسلية وشغل أوقات الفراغ‏..‏ فكانت النتيجة تسطيح الفنون وقتل الفكر واغتيال المواهب الحقيقية‏..‏ واتهم كل من ينقد هذا الاتجاه المدعوم سياسيا عن طريق العدوي, بأنه معارض وحاقد ومن حزب أعداء النجاح.. ولم يعترف أحد, ولو في القليل النادر بأن هذا النقد, إنما يقوم علي الموضوعية ويستهدف التوعية من أجل الاصلاح وتصحيح المسار ورفعة الفنون الجميلة, ولانريد أن نقول الهادفة. وأصبح المتمسك بمبادئه النقدية والفكرية القويمة كما القابض علي جمرة من النار.. بل أصبح مكروها ومنبوذا أو مستبعدا.. ولم يتوقف الأمر علي النقاد وحدهم, بل انخلع أيضا علي أصحاب الفنون الرفيعة, المعاصرين والرواد.. في المسرح والسينما والتليفزيون والموسيقي والغناء, وما إلي ذلك.. فلم تعد تنتج الفنون الرفيعة أو حتي الجادة والجيدة في مختلف فروعها.. ولم تعد تبث وتذاع الأعمال ذات القيمة حتي لكبار الفنانين. والدليل أننا قبل ثورة25 يناير الحضارية التاريخية الكبري, لم نكن نستمع ونشاهد الأناشيد والأغنيات الوطنية العظيمة لعبدالوهاب وأم كلثوم وعبدالحليم حافظ وغيرهم.. إلا أن القنوات الرسمية والفضائيات لازالت تبث الأفلام والمسلسلات والمسرحيات والكليبات التي تنتمي إلي زمن التهريج كما لو أن هذه القنوات مغيبة وغير مدركة للتغيير الذي طال كل شيء في حياتنا. والآن نحتاج إلي ثورة ثانية حضارية تاريخية كبري أيضا.. تقوم من أجل التوعية, ليس فقط في مجال الفنون التي نحن بصدد الحديث عنها, ولكن في جميع المجالات من ناحية ومن ناحية أخري والأهم في نفوسنا وضمائرنا وسلوكياتنا بشكل ذاتي وتلقائي دون رقيب أو حسيب, حتي ينهض المواطن وبالتالي تنهض الأمة بأسرها.. ولن يتأتي ذلك إلا عن طريق الفرد الذي يبدأ بنفسه ثم بمن حوله.. وهذا ما ينبغي أن نتعلمه ونعيه من شباب الثورة في تلقائيتهم الجمعية والجماعية عندما قاموا بابتداع اللجان الشعبية لحفظ الأمن وحماية الأرواح والممتلكات وتنظيم حركة المرور وتنظيف الشوارع والأرصفة والجدران, تطوعا بلا أجر ولا خجل. فهل تفعل الفنون الجديدة ذلك, بحيث يتعلم الفنانون والقائمون علي الفنون وناشروها, درس الثوار, فيتغيرون ويغيرون ويطالبون بالتغيير؟! ولنبدأ بإطلاق أغاني وقصائد ومسرحيات ورسومات ميدان التحرير ثم تتاح الفرصة لهؤلاء الشباب بالاستمرار علي هذا النحو الفريد.. ويتم انتقاء ما يذاع ويبث من الأعمال ذات القيم الفنية التي أنتجت قبل الثورة. وهكذا يمهد المناخ لإفراز وانجاز فنون جديدة تمثل حدا فاصلا بين تاريخين فارقين, تاريخ الفساد وتاريخ الصلاح والإصلاح, وبين مجتمعين مختلفين, مجتمع الفوضي ومجتمع التشييد والبناء, فهل تواكب الفنون الجديدة ثورة الشعب المجيدة؟! المزيد من مقالات فتحى العشرى

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل