المحتوى الرئيسى

اشتراكية الناصري

05/01 00:20

وعادت الاشتراكية مرة أخري تدق الأبواب بقوة وتنطلق مع الأبواق بحماس وكأنها تعلن فرحتها بانتصارها المعلن والذي بات واضحا للعيان في كل موقع علي أرض مصر والشاهد لهذا الانتصار يري صورة جديدة من مشهد قديم يعود في تاريخه إلي الخمسينيات‏.‏ وتتعدد الأسباب لظهور أو علي الأصح عودة الاشتراكية إلي الساحة السياسية مرة أخري ومن أهم هذه الأسباب انطلاق ثورة خمسة وعشرين يناير التي استهدفت إلي جانب القضاء علي الفساد تحقيق معني جديد وواقعي من معاني العدالة الاجتماعية وهي العدالة التي تعززت في فكر عامة الشعب ودفعت بهم إلي المطالبة بحقوق طال انتظارها وغفل عنها الحاكم إستكان لغفلته المحكوم ومع هذه الظروف الجديدة التي يعيشها الشعب المصري بدأت حقائق تستعيد وجودها وتأخذ موقعها في ثوب جديد في الحياة الحزبية ومنها التغيير الذي شهده الحزب الناصري أخيرا بتولي سامح عاشور رئاسته عقب وفاة مؤسسه التاريخي ضياء الدين داود وفي أول تصريحات لعاشور ظهرت بوضوح وبقوة كلمة الاشتراكية ومعناها الجديد لتغزو الحياة الحزبية في علانية وثقة وثبات ودون تردد وهي الاشتراكية التي تحدث عنها عاشور باعتبارها تقترب من الرأسمالية بشكل ما في عام2011 وإنني هنا أختلف معه في هذه النقطة لأن الاشتراكية لا تقترب أبدا من الرأسمالية بل وتبعد عنها كل البعد ولكنني أعتقد أن ما دفعه إلي هذا القول هي السرعة التي تقود بها قاطرة العدالة الاجتماعية المجتمع في هذه المرحلة المهمة من تاريخ مصر. وقد وصف عاشور الاشتراكية الجديدة بأنها تدور حول إقامة المصانع وتشغيل العمال والتوجه إلي المزيد من دفع عجلة الإنتاج وهو أمر اتسمت به حقبة الخمسينيات مع استبعاده لفكرة التأميم التي اختصت بها الحقبة السابقة ومع هذا التوصيف الجديد للاشتراكية فإنني أري أن هذا الوصف ينطبق فقط علي اشتراكية الحزب الناصري لأنني أفضل أن أصف المرحلة الحالية بمرحلة تعميق العدالة الاجتماعية وتطبيقها بصورة واقعية وبشفافية ألح عليها جموع المواطنين الذين طالما تحدثوا عنها وكانت بمثابة الحلم الذي استيقظوا منه ليجدوه قد تحقق بصورة مفاجئة ومازالوا غير مصدقين لهذه الحقيقة وتبقي علي الدولة مسئولية كبيرة في تحقيق الأمل ولا أقول الحلم للملايين من الشعب المصري مع ضرورة ترشيد المسيرة وتصحيحها وحمايتها دون اللجوء إلي كلمة الاشتراكية الجديدة ولكن مع فرض عبارة العدالة الإجتماعية بكل قوتها وإشراقها وواقعيتها التي تذوب أمامها الأحلام وأيضا الأهواء وتبقي الحقيقة دون تجميل ولكن هي الحقيقة فقط. المزيد من أعمدة نهال شكري

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل