المحتوى الرئيسى

كم تساوي ثياب داخلية ل"كورنيكوفا " ؟ بقلم:حمدان العربي

04/30 20:36

"مجموعة أهم الأحداث" : الإنسان ، وهو يطالع خبرا تناقلته وسائل إعلام موثوق منها و من أخبارها . الخبر يقول أن "ثريا عربيا"، معروف بالاسم و الصورة و العنوان ، اشترى قطعة من ملابس الداخلية للاعبة تنس روسية تدعى " كورنيكوفا " بثلاثين الف دولار . ثمنها في السوق الجديدة لا تتعدى 13 دولار ، أما عند الملابس القديمة و المستعملة يمكن أن تكون مجانا ، إذا كانت حالة الزبون تثير شفقة صاحب المحل... لا يعرف ماذا يفعله ( الإنسان) أيجهش في البكاء حتى تجف منابع دموعه وتفيض منها الوديان والبحار وترفع مستوى ارتفاعاتها لتغرق المدن و البلدات واقعة على أو تحت مستويات تلك الوديان أو البحار وتشرد بذالك الالالف من ساكنين تلك الأحياء القصديرية الواقعة في محيطها أو على أطرافها والتي لا تتحمل صدمة و ضغط المياه ... وبذالك تسبب تلك الدموع في كارثة إنسانية تعمق آلام و جروح هؤلاء الذين لا يجدون ربما حتى "الملابس الخارجية" البالية لستر عورتهم وخبزا حافيا من فضلات المزابل لستر بها صرخات بطون أهلكها الجوع فلم تعد تفكر و لا تعرف أصلا ما هي الملابس الداخلية.... أو "يجهش" ضحكا حتى يستهلك مخزونه واحتياطاته من الضحك يخشى من خلالها أن تسبب له مستقبلا أزمة عندما يريد التعبير عن فرحه و سعادته في الأفراح و الأيام والمناسبات السعيدة... ويخاف أيضا أن يتهم أنه متواطئ مع منظمة الصحة العالمية وأصحاب المختبرات بنشر وباء "أنفلونزا الضحك" والتي تحتاج إلى لقاحات مضادة لها يستفيد منها أصحاب هؤلاء المختبرات على حساب من لا يجدون حتى الملابس الداخلية البالية لاستعمالها ، فما بالك بملابس"كورنيكوفا" ... هذه القصة تذكرني بقصة ثري في زمان ومكان ما ، جمع ثروته بالغش وهو يتاجر في الحليب نصفه ماء . وعندما جمع ثروة طائلة فكر في أداء فريضة الحج على قاعدة "غسل العظام" . وعندما ركب البحر قاصدا وجهته ضاعت في مياه حقيبته فيها كل أغراضه من بينها كل ما يملك من مال.. ولم يجد أمامه من خيار إلا العودة لبيته بحسرة و خيبة أمل ، مستفسرا الحدث عند أحد الحكماء و أهل الرأي ... فسأله ذالك الحكيم : من أين لك تلك الأموال التي أرادت الحج بها ، فأجابه بالحقيقة و ليس أمامه إلا الحقيقة بأن تلك الأموال جمعها من تجارة في الحليب المغشوش، أكثر من نصفه ماء ، فرد عليه ذالك الحكيم ، لا تحزن يا رجل: "دراهم الماء أكلهم الماء" ... أما ثري الآخر ، الذي لا يعرف (بضم الياء) مصدر ثروته لكنها بالتأكيد ليست من تجارة "بيع حليب صافي" ، فراحت في الملابس الداخلية ل "كورنيكوفا ". حمدان العربي الإدريسي (نبش في ذاكرة) 30.04.2011

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل