المحتوى الرئيسى

الوحدة الفلسطينية في المنظور الاستراتيجي بقلم: ناصر ستة

04/30 19:22

بقلم: ناصر ستة وفي الوحدة متكئ لعدالة قضية، وسقوط لعربدة محتل، لقد صدقت المقولات، بأن المستفيد الأول من الانقسام الفلسطيني الفلسطيني، هو الكيان الاسرائيلي، بعد إماطة اللثام عن حقيقة مواقفه أزاء التفاهمات التي وقعت بأحرفها الأولى يوم الاربعاء في مصر بين جناحي الوطن فتح وحماس. رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وكرد فعل على توقيع التفاهمات سارع الى اطلاق اولى تهديداته "على السلطة الفلسطينية أن تختار بين المصالحة مع حماس أو السلام مع إسرائيل" ليكون أكثر تناغما بالتهديد مع موقف صدر عن وزير خارجيته أفيغيدور ليبرمان توعد فيه الفلسطينيين بحزمة من العقوبات، كثمن للمصالحة الفلسطينية. وكان للقصة بقية مع دعوة وزير الاعلام الصهيوني يولي ادلشتاين الى" فرض السيادة الاسرائيلية على مناطق الضفة الغربية، والتخلي عن فكرة اقامة دولة فلسطينية" في اشارة الى اعادة احتلالها. لتتوج هذه التهديدات بموقف الولايات المتحدة، حيث طالب أعضاء من الكونغرس الاميركي بفرض عقوبات على الفلسطينيين، لماذا؟ لان يبدو في الوحدة الفلسطينية وأن كانت بأولى أبجديتها تفاهمات، لاستطلاع قوة ممنوعة من الصرف في البنك السياسي الاميركي والاوروبي، الذي يبيع بالمواقف حسب البورصة التي تحددها مصالحهما الاحتكارية في المنطقة، فالسلام والحرب ليس بنظرهم سوى سلعة لتحقيق أسهم في الميزان التجاري لبناء امبراطورية تفرض نظرية السيطرة والتحكم بخيارات شعوب المنطقة. إذا المصالحة بالمنظور الاميركي يجب أن تكون ضمن هذا المعيار، وخلاف ذلك نحاسب عليها لانها تترجم في قواميسهم "ارهاب" بامتياز، ولاتستغرب أخي القارئ أن يخصص لهذه الغاية محكمة شبيهة بمحكمة "لاهاي" يرأسها قاضي أميركي، مدعوم بمستشاريين من منافقي الرباعية الدولية ويأتى بنا كمجرمين نحاكم، بجرم اسمه "المصالحة الفلسطينية"، فأهلاًَ بحبال المشانق إن كانت تعيد صياغة التاريخ الفلسطيني بما يبلسم جرح ابنائه ويوائم بين ضفتي الوطن المهدد بالتفتيت. هذه المواقف تضع الاستراتيجية الاسرائيلية في دائرة الضوء، كاستراتيجية متوارثة عن الاستعمار القديم بمفهوم "فرق تسود" بمعنى تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ، بهدف استكمال الكيان لمشاريعه التوسعية الاستيطانية، وذلك لسلب ماتبقى من أجزاء وطن من خلال المضي بالاستيطان الذي استشرى كالنار في الهشيم، وإسقاط حق عودة اللاجئين الفلسطينيين لما يمثله من حق تاريخي وقانوني ووطني، فضلا عن سعي الاحتلال الى ضم القدس، مهد الديانات السماوية، وذات معني روحي ووطني بالنسبة للفلسطينيين، ومن قال بأن فلسطين من جنوبها الى شمالها ليست بقدس، واعلانها عاصمة مايسمى "الدولة اليهودية" بحسب التوجه العام لقادة الكيان الصهيوني. فمن انقسامنا ولدت نجاحات الاستراتيجية الاسرائيلية، التي تلخصت بتعنت نتنياهو في الاستمرار بالاستيطان، وتأكيده غير مرة على يهودية الدولة كشرط لتحقيق تسوية، يتمخض عنها دولة فلسطينية منزوعة السلاح مقسمة ببلوكات استيطانية، تفصل غزة عن الضفة، ويشّرع بموجبها الاستيطان على أكثر من ستين في المئة من اراضي الضفة الغربية المحتلة، ليتوائم فيه مع موقف ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي عاد لينتظم وفق موقف اليمين الاسرائيلي رغم اعلانه بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الاميركية غير مرة ، بأن عهده سيشهد ولادة الدولة الفلسطينية، ليتكشف بعد ذلك خداع هذا الموقف الذي اصبح يفسر على انه جزء من تكتيك يخدم مصلحة كيان الاحتلال وذلك لمواجهة استحقاقات اقليمية، عبرت عنها تصريحات شيمون بيريز منذ أشهر " آن الأوان لتشكيل اختراق على المستوى التفاوضي مع الفلسطينيين وذلك لخلق اصطفاف في المنطقة لمواجهة ايران " بحسب بيريز. أمام هذا الواقع بات السؤال المشروع كيف نواجه هذه الاستراتيجية عربيا ودوليا؟؟؟؟؟ أولا- لابد من وضع استراتيجية فلسطينية تشكل المرجعية السياسية للعمل الفلسطيني، بجدول أعمال يتضمن القضايا الجوهرية، التي تشمل الاستقلال وحق العودة والقدس ووقف الاستيطان، وتكون هذه القضايا ذات حضور دائم في المحافل الدولية والاقليمية، دون القبول بالتنازل عنها. ثانياً- اعادة صياغة منظمة التحرير الفلسطينية، كممثل شرعي ووحيد، بما يتيح مشاركة جميع الفصائل ضمن برنامج سياسي يجيب على ضرورات ومتطلبات المرحلة، وبرنامج تنظيمي يتضمن اعادة انتخاب لجنة تنفيذية ومجلس وطني يمثل فلسطيني الشتات والداخل. ثالثا َـ الوقوف وقفة نقدية أمام المسارات السياسية، التي باءت بالفشل والتحلل من جميع الاتفاقيات الامنية والسياسية مع الاحتلال لصون الوحدة الوطنية، و البحث عن خيارات اخرى ثؤثر في مسار الصراع التاريخي. رابعاً- الاستفادة من التحولات في المنطقة ولاسيما الثورة المصرية، كذخر لفلسطين، اضافة الى تأطير وعي وتحشيد الشارع العربي، بتحديد البوصلة باتجاه القضية المركزية للامة العربية، ولو استلزم ذلك انتفاضة فلسطينية ثالثة تكون المحرك للتحرر الوطني.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل