المحتوى الرئيسى

برنار بيفو.. نجم الصحافة الأدبية

04/30 16:20

بوعلام رمضاني-أريسقليلة هي الحالات التي ينفرد بها كاتب بشهرة تنافس عن جدارة شهرة لاعبي كرة القدم أو نجوم الغناء والسينما. وحده الصحفي الفرنسي برنار بيفو يستطيع أن يزعم أنه النجم الحقيقي والاستثنائي الوحيد الذي استولى على إعجاب النخبة و"الشارع" على السواء مدة ربع قرن، من خلال برامجه الثقافية والأدبية الثرية التي يقدمها على الشاشات.هذا الصحفي والناقد الذي التقى بأكبر الكتاب من كل أنحاء العالم في برامجه، يعود إلى واجهة المشهد الثقافي بقوة بمناسبة نشر كتابه "كلمات حياتي"، الذي مكنه من البوح بأسرار وأسباب عشقه للكلمات باعتبارها "الزاد الضروري لروح سليمة ومتوازنة بامتياز".انتقل بيفو المولود عام 1935 في ليون إلى باريس عام 1955 لدراسة الصحافة، والتحق بصحيفة "لوفيغارو" عام 1958، وبدأت رحلته مع الإعلام عام 1970 بتقديم برنامج سياسي أثار استياء الرئيس الراحل جورج بومبيدو، واستقال لاحقا من "لوفيغارو" إثر خلاف مع مسؤول الصحيفة الروائي اليميني الكبير جان دورميسون، وأسس عام 1975 مجلة "لير" مع الإعلامي الشهير جان لوييه سيرفير شرايبر.ذاع صيته أيضا بفضل تجربة تنشيطه بطولة فرنسا والعالم للإملاء التي أطلقها عام 1985 مع اللغوية ميشلين سومون والتي استمرت حتى غاية عام 1988 قبل أن تتحول إلى مسابقة وطنية. كلمات أحبهافي كتابه الذي صدر قبل أيام عن دار ألبان ميشال تحت عنوان "كلمات حياتي"، وتصدر قائمة الكتب الأكثر مبيعا، نكتشف تجربة ناقد أدبي لم تعرفه فرنسا في تاريخها الحديث، وقارئ مذهل ومحب للدعابة ولوقع الكلمات وإيقاعاتها المتنوعة التي نظر لها ودرسها وتنفسها منزويا ومتعبدا في محراب الكتابة والكلمات.وبقي بيفو وفيا لطقسه اليومي مدة ربع قرن كامل قضاه في البحث عن الأصيل والمثير والمبدع عن الروائيين والكتاب واللغويين والفلاسفة الذين تجازوا بصيتهم حدود أوطانهم.وكتب بيفو عن تاريخ وسياق حبه للكلمات أنه أحبها قبل الكتب بفضل شغفه خلال طفولته بقاموس "لاروس الصغير" الذي طبع في الثلاثينيات، وهو القاموس الذي تركه يتعلق بعالم حكايات لافونتين قبل سقوطه ضحية عشق روائي أبدي ما زال أسيره بعد أن التحق بأكاديمية غونكور، رغم أنه لا يعد كاتبا كما تنص عليه تقاليد المؤسسة الفرنسية العريقة التي تكافئ سنويا أحسن الأدباء.وقال الصحفي الشهير "إن الأديب يكتب للتعبير عن أحاسيسه وتجاربه وأفراحه وأحزانه وليس لتغيير العالم مثل ما حدث في العلوم الإنسانية مع ماركس وفرويد، والكاتب المبدع يعرف بقدرته على تجديد اللغة والأسلوب والنحو مثل ما فعل سيلين وبروست، والشيء نفسه ينسحب على سولرس ولوكليزيو وأشنوز وموديانو".واعترف الصحفي الشهير الذي قدم برامج فكرية وأدبية على الشاشات الفرنسية بافتقاره لأسلوب وموسيقى كلمات المبدع الحقيقي قائلا "لهذا لم أصبح كاتبا كبيرا وحاولت أن أكون صحفيا وناقدا أدبيا جيدا ".وما زال بيفو يشغل دنيا الصحافة والأدب بمقاله النقدي الأسبوعي في صحيفة "لوجورنال دو ديمانش". مشاهير الأدببيفو الذي كان يقرأ لينقد ويحاور المبدعين لم يكن لديه الوقت الكافي والموهبة التي يتطلبها الإبداع الروائي، ورغم ذلك كتب رواية واحدة هي "الحب الرائج" عام 1959 ومن أعماله أيضا "إنذار خادمة لم تتجاوز سن الخمسين" عام 1998 و"مهنة القراءة" عام 1990 الذي أعاد طبعه منقحا عام 2001 –أصل الكتاب حوار أجراه معه المفكر الشهير بيار نورا– و"مائة عبارة يجب أن تنقذ" عام 2008، وغيرها. 

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل