المحتوى الرئيسى

هل الشعب لا يريد فتح أو حماس!! بقلم:د . معن سعيد

04/29 20:08

استغربت معظم الأوساط الاتفاق الذي أعلنت عنه حركتا حماس وفتح لإنهاء الانقسام والذي تم التوقيع عليه في القاهرة ..فقد جاء الاتفاق بدون مقدمات وكأن الأطراف كانت تعقد محادثات سرية تحت الإدارة المصرية والتي أسفرت عن هذا الاتفاق.. ومن يدرس جيداً الاتفاق وحيثياته يعلم أن هذا الاتفاق جاء فقط من أجل مصالح شخصية لكلتا الحركتين، ولا علاقة له من قريب أو بعيد بمصالح الشعب الفلسطيني. فالحركتان لا يهمها حالياً سوى الاستفراد بحكم المناطق التي يحكمونها وسرقة ما استطاعوا من أموال الشعب عن طريق سيطرتهم عليها. وهذا بالطبع يجري على الأرض منذ سنوات، وهم يحاولون عن طريق هذا الاتفاق إعطاء شرعية لحكمهما لهذه المناطق والذي هو بدون أدنى شرعية. فكلاهما فقد شرعيته أو في طريقه إلى ذلك، وهم يحاولون البقاء في الحكم أطول مدة ممكنة. حماس تحدثت كثيراً في السابق عن حكم داونتون وأن السلطة تدار من المخابرات الأمريكية والإسرائيلية. فهل تغيرت السلطة فجأة وأصبحت تدار بكوادر وطنية حتى تغير حماس رأيها فيها؟!! كما أن السلطة تحدثت كثيراً عن انقلاب حماس على الشرعية ، والسلطة تعلم أن حماس لا توافق على برنامج محادثات السلطة مع إسرائيل. فكيف تدخل معها في حكومة وحدة وطنية تتوقف بسببها كل المساعدات الغربية إلى السلطة ؟!!! من الواضح أن شيئاً لم يتغير على أرض الواقع ومع هذا تم الإعلان عن اتفاق تم توقيعه بالأحرف الأولى. إن فساد السلطة في رام الله وارتماءها في أحضان إسرائيل وأمريكا من أجل أن تبقى في الحكم، هو الخط الذي اتبعته السلطة منذ 1993 ولم يتغير حتى الآن. وكانت نتائجه الوضع المزري الذي تعيشه الضفة الغربية ، وزيادة الاستيطان اليهودي بأضعاف مضاعفه عن ما قبل اتفاق أوسلو، وطمس معالم أي مقاومة شعبية في فلسطين.. هذا بالطبع ناتج عن الفساد المستشري بين أعضاء حركة فتح بشكل خاص والذي طالب المجلس التشريعي السابق من الرئيس أبو عمار أن يعمل على إقالة نصف مجلس وزراءه الفاسدين ، ورفض أبو عمار ذلك. فكيف ننتظر من هذه الحركة بوضعها الحالي أن تقود الشعب الفلسطيني إلى مستقبله؟؟!!.. والوضع الحالي للسلطة هو وضع جيد بالنسبة لها، فهي تحكم فيه المناطق التي تسيطر عليها من جهة وتحمي حدود الكيان الصهيوني من جهة أخرى وكما تطلب منها إسرائيل.. وهي تحارب إسرائيل عن طريق تاريخها وماضيها والذي لا يستطيع أن يزايد عليه أحد (كما تدعي). وفي غزة لم تكن فلسطين هي الشاغل الأول لقادتها. فقد كان إنشاء إمارة إسلامية هو هدفهم الأول. ونجحت حماس فعلاً في إقامة هذه الأمارة وبنجاح أكثر من رام الله. فالفساد لم ينخر أجزاء حماس كما فعل في فتح حتى الآن، ومساعداتها الاجتماعية لأهل القطاع ما زال لها التأثير الواضح. ولم تتفشَ السرقات في جهازها كما يحدث في الضفة ، ولكن حكمها لغزة وعدم قبولها بمشاركة أي طرف آخر في الحكم ، وأخذ توجيهات حكمها من قادتها في سوريا هو أمر واضح ، ولأنهم سيتعرضون الآن لعدم الشرعية كما كانوا يتهمون الرئيس عباس فإنهم يريدون كسب الوقت عن طريق الإعلان عن انتخابات هم يعلمون أنها لن تجري أبداً.. والوضع الحالي لحماس هو وضع جيد بالنسبة لها ، فهي تحكم فيه المناطق التي تسيطر عليها من جهة ، وتحمي حدود إسرائيل كما يفعل الجميع، فترضى عنها إسرائيل ، وتحارب إسرائيل عن طريق التصريحات كما تفعل جميع الأنظمة العربية (المتشددة). إن مصر في الفترة الحالية لديها ما يكفي ويزيد من مشاكلها الداخلية حتى تدخل في محادثات سرية مع أطراف المشكلة الفلسطينية. ويجب أن نعلم انه لم تجر أي محادثات سرية تحت وساطة مصرية منذ ما يزيد على أربعة شهور. ولكنها حاجة الطرفين لإضفاء شرعية على وجودهما بينما لا شرعية لأي منهما. وكلاهما يُعتبر في حكم المحتل للسلطة كبقية الزعماء العرب، وكلاهما يجب أن يعلن عن انسحابه من الحكم مباشرة وهو ما لن يفعلوه بطبيعة الحال. إن الشعب الفلسطيني بحاجة إلى قيادات شابة جديدة ليس فيها مطلقاً اسم حماس أو فتح. وهذه القيادات يجب أن تجد صوراً وأشكالاً جديدة للمقاومة داخل فلسطين. وهم أدرى بهذه التصورات لأنهم يعرفون هذا العدو الصهيوني أكثر منا. ولكن ما يجب أن يبقى في تفكير أي فلسطيني أن فلسطين هي وقف إسلامي ولا يستطيع أي كان أن يتنازل عن شبر فيها حتى لو بقيت تحت الاحتلال إلى يوم القيامة. د . معن سعيد

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل