دبلوماسيون يتوقعون ادانة الامم المتحدة للعنف في سوريا

جنيف (رويترز) - قال دبلوماسيون غربيون ان من المنتظر ان تدين الامم المتحدة يوم الجمعة سوريا على عمليات القتل والاعتقال الجماعي لمتظاهرين في اطار مبادرة امريكية القصد منها توجيه رسالة شديدة اللهجة لدمشق.وذكروا ان من المتوقع ان يطالب مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة بتشكيل لجنة تقصي حقائق للنظر في الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الامن السورية كما سيقترح ان سوريا ليس من شأنها السعي للحصول على عضوية المجلس الشهر المقبل.ومع بدء الجلسة الخاصة التي طلبت الولايات المتحدة انعقادها واصل مبعوثون أمريكيون أوروبيون محاولاتهم لاقناع دول تمسك بميزان التصويت في امريكا اللاتينية وأفريقيا بتأييد القرار.وقال دبلوماسي غربي لرويترز "المجلس سيكون منقسما لكن يتعين علينا ان نحصل على تصويت مؤيد لنص (القرار). لكن المهم الوصول الى نتيجة."وواجه الرئيس السوري بشار الاسد انشقاقا نادرا داخل حزب البعث الذي يتزعمه وبوادر استياء في الجيش هذا الاسبوع بسبب استخدام العنف في قمع الاحتجاجات التي قالت جماعة مدافعة عن حقوق الانسان انه ادى الى مقتل 500 خلال ستة اسابيع.وأرسل الاسد الدبابات لقمع الاحتجاجات في مدينة درعا الجنوبية التي انطلقت منها مظاهرات مناهضة لحكمه الشمولي في منتصف مارس اذار.وفي خطابها الافتتاحي قالت كيونج وا كانج نائبة مفوضة الامم المتحدة لحقوق الانسان ان الدبابات السورية تقصف بشدة مناطق مأهولة بالسكان وان هناك بلدات محاصرة بالكامل.وأضافت "وردت تقارير عن وجود قناصة يطلقون النار على من يحاولون مساعدة المصابين او نقل جثث القتلى من الاماكن العامة."وقالت باسم مكتب حقوق الانسان في الامم المتحدة ان هناك " استهانة كبيرة واسعة النطاق ومتواصلة بحقوق الانسان الرئيسية من جانب الجيش السوري وقوات الامن."وقالت جولي دي ريفيرو من منظمة هيومان رايتس ووتش "الاسد بحاجة لان يسمع رسالة لا لبس فيها من مجلس حقوق الانسان مفادها ان استخدام العنف في قمع الاحتجاجات السلمية غير مقبول وسيكون له عواقب."وقالت في بيان "اجراء تحقيق دولي في الحملة السورية يساعد على ردع المزيد من العنف."وتخوض سوريا حملة مثيرة للجدل للحصول على مقعد في مجلس حقوق الانسان. وسيجري التصويت على الطلب في الجمعية العامة يوم 20 مايو ايار.وقالت دي ريفيرو "الحكومات يجب ان تقول لسوريا بشكل قاطع ان الانتهاكات المتفشية لا تؤهلها للعضوية."وقال دبلوماسيون غربيون وعرب ان الصين وروسيا وكوبا وباكستان والعديد من الدول العربية بقيادة مصر ستصوت ضد قرار مجلس حقوق الانسان لانها تعتبره تدخلا في شؤون سوريا.ومن المتوقع ان تمتنع عن التصويت دول كثيرة منها الاردن وقطر. وقال دبلوماسي غربي "من الصعب ان نطلب منهم أكثر من ذلك. الامتناع (عن التصويت) في حد ذاته جيد."وذكر دبلوماسي عربي ان قطر لن تكون وحدها التي ستمتنع بل ايضا السعودية لكن موقف الاردن غير واضح. وحاولت الوفود العربية طوال أسبوع التوصل الى موقف مشترك بشأن سوريا. وحين ناقش مجلس حقوق الانسان الوضع في ليبيا قبل شهرين انضم الزعماء العرب الى توافق دولي لادانة الانتهاكات التي ترتكبها قوات الزعيم الليبي معمر القذافي.وقال دبلوماسي عربي يتخذ من جنيف مقرا له لرويترز "سيصدر بيان من جامعة الدول العربية. لكن سنكذب اذا قلنا ان هناك توافقا في المواقف. ولتفادي الحديث لصالح سوريا غالبية الوفود ( العربية) لن تطلب الكلمة."المجموعة العربية تشعر بنوع من الحرج. خلال الشأن الليبي كنا كلنا متحدين ومشاركين في توافق المجتمع الدولي."وذكر ان توجيه اللوم لسوريا سيحدث سلسلة من ردود الافعال. وقال "لو فعلت ستنفتح عليك أبواب الشر. البحرين عضو أيضا ودول الخليج تقف وراءها بشكل كامل."وتعرضت الاسرة السنية الحاكمة في البحرين للانتقاد في الخارج لقمعها مظاهرات مطالبة بالديمقراطية الشهر الماضي بمساعدة عسكرية من جيران لها في دول الخليج العربية ذات الاغلبية السنية.وذكرت وسائل اعلام ان محكمة عسكرية بحرينية أصدرت يوم الخميس حكما بالاعدام على أربعة مواطنين لقتلهم اثنين من رجال الشرطة خلال الاحتجاجات. ومن شأن الحكم ان يزيد الصراع الطائفي في المملكة التي تعيش فيها اغلبية شيعية وهي حليف مقرب من الولايات المتحدة.من ستيفاني نيبيهاي