المحتوى الرئيسى

سمير البحيري يكتب: من النهاردة مفيش باشا..الباشا مات.!

04/29 15:48

أتمنى أن يكون الشعب المصري، رمي وراء ظهره الخوف الذي زرعه النظام السابق في قلبه،  ففى السابق كنا نري الآلاف من المارة يمشون فى طريقهم، وأمامهم الكثير من السلبيات فقد نري بلطجياً يقتل امامهم احد الغلابة او مخبراً سرياً بيموت في احد الشباب، والجميع سائرون وكأن شيئا لم يكن..! وبراءة الأطفال في عيونهم . وإذا سألت أحدهم إيه اللى بيحصل يقول لك "وانا مالى" ده أنا بأجري على زوربة عيال وأمهم وماليش دعوة من اللي بيحصل، ومش عارف ليه كنت اما اشوف الشعب ماشي فى حاله فى الشارع وفي الاماكن العامة تنتابني حالة فقدان ثقة فى نفسى مباشرة لماأقرأه فى وجوه الناس والغلبنة اللي باينه عليهم واقول فى نفسي كل هذا الخوف والجبن من النظام، وأخاف انا كمان مع اني لااقضي كل شهور السنة فى مصر يدوب شهر أو شهرين فى السنة، وكنت اتذكر عادل امام وهو بيتغلبن فى مسرحيته الشهيرة بقوله"داأنا غلبان" واقول هما المصريين ترسخت مقولة هذا الممثل الكوميدي فى عقولهم وللا ايه بالظبط.! وصدقوا انهم غلابة فعلاً ولن يثوروا في وجه هذا النظام الفاشل والفاسد والظالم ، وأصبحوا لا يجدون أي غضاضة في أن يعيشوا غلابة وينضربوا على قفاهم ، وربما أصبحوا يتلذذون بذلك.وكنت اشعر بالحزن والاسى عندما اقارن مابين شعب مصر وأحد الشعوب الاخرى التى تنعم بالديمقراطية وانا ارى شعبها ينادي اصحاب المناصب بأسمائهم المجردة دون القاب، وارى التلاميذ ينادون معلميهم بأسمائهم ايضاً وبأدب جم.! لكنه الوضع الطبيعي احترام متبادل دون ألقاب، وعلى قدر الحزن الذي كان يتسرب الى قلبي على قدر الغيظ فى الوقت نفسه، من كل من هو يتبوأ منصباً فى مصر ويجعل من هذا المنصب سيفاً مسلطاً على رقاب العباد من ابناء الشعب، وأرى المصريين يخاطبون بعض المصريين أقول"بعض المصريين" قائلين "ياباشا و"سعادتك" و"سيادتك" و"حضرتك" و"يافندم"وأقول هل ذلك أدب الحديث أم احترام مزيف باطنه ضعف وخنوع؟   لا أدرى لماذا كنا نخشى السلطة وكل ما يتصل بها ومن حولها حتى كلابها بينما فى داخلنا ازدراء شديد لها؟. لماذا لم يقل كل منا ما فى قرارة نفسه  نحن نريد تغيير النظام الفاسد وهذا حقنا؟، لكن كيف يغير الفاسدون فاسدين آخرين؟ الى ان جاءت اللحظة التاريخية وانتفض المصريون الحقيقيون فى وجه الفاسدين فى 25 يناير 2011 ليستعيد المصري شخصيته، ولا شك بعد نجاح الثورة فالشخصية المصرية فى حاجة إلى إصلاح شامل يعيد للإنسان المصرى كرامته وهيبته وجديته وشجاعته وإنسانيته وانتماءه لمجتمعه وبلده ليكون التغيير كاملاً متكاملاً.   فبسقوط حكم الفرد والزعيم الدكتاتور وبانتهاء زمن العبودية. واصبحت مصر حرة أبية لاتحتاج إلى رئيس يأمر فيطاع أو طرطور يتحكم في ابنائها، وفى مقدرات البلد بطانة من اللصوص المرتزقة، ولابد ان يعي الشعب، فزمن الزعيم الواحد والموجه الأوحد والأب الملهم والقائد الهمام ،إلى آخر تلك العبارات البالية قد انتهى ومعه بطانته وماعادت المصطلحات التى ابتلينا بها سابقاً وغرزها النظام البائد فى نفوس المصريين،ماعادت تصلح لعصر يتطلع فيه الشعب الى دولة مدنية عصرية ينعم فيها الجميع بالحرية.ولاتوجد دولة على وجه الارض وصلت الى درجة الكمال والاكتمال فالكمال لله وحده عز وجل، لكننا كشعب وان اختلفت الثقافات بين افراده فى حاجة الى مراجعة كاملة مع النفس لنكون فاعلين بكامل طاقتنا فى بناء دولتنا العصرية فالفرصة مازالت قائمة امامنا طالما قلب مصر ينبض بحيوية ابنائها المخلصين، ولتكون الثورة طريقنا للعمل والتخلص من الاتكالية والعادات التى ابتلينا بها من نظام الفرد على مدار العقود الثلاثة الاخيرة وهي مدة حكم مبارك.وعلى الشعب ان يعي انه لاخوف بعد اليوم.. ولا.. للباشا والبيه وسيادتك وسعادتك ويافندم،ومن النهاردة مفيش باشا الباشا مات.! بل نعم للاحترام المتبادل من الرئيس الى الخفير فكلنا مصريون وطبيعي ان يكفل لنا الدين والعقيدة والقانون كامل حريتنا دون المساس بحقوق الغير، وانكار الذات وولقاء الأنا فى أقرب مقلب زبالة ونبدأ من جديد،اذا كنا فعلا نريد بناء دولتنا واعلاء شأنها للاجيال القادمة من ابنائنا.فبلدنا التى ثورنا من اجلها فى حاجة لنا الآن شرط ان ننحي كل خلافاتنا جانبا ونتفق على الجوهر، ولانختلف فى القشور كمانرى الآن فكلنا فى النهاية نسيج مصري خالص وواحد، لافرق بين مسلم ومسيحي فهيا بنا نعمل اذا أردتم لمصر ان تتقدم. 

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل