المحتوى الرئيسى

فادي غازي: أردت في عمل «شاميات» أن أقول للقائمين على الدراما كفانا أعمالا مكررة

04/29 13:40

فادي غازي اسم فني شاب برز قبل سنوات قليلة في خارطة الدراما السورية ممثلا كوميديا ومخرجا لأعماله الكوميدية وصاحب مشروع فني نافس من خلاله أصحاب مشاريع كوميدية مثل «مرايا» و«بقعة ضوء» وغيرهما أعرق وأسبق من مشروعه الذي حمل في بدايته اسم «كل شي ماشي» ومن ثم تغير في أعوام تالية ليحمل اسم «فذلكة عربية» ومن ثم «شاميات» حيث أثبت فادي أنه قادر على تقديم الجديد غير المكرر في كل موسم درامي، مستفيدا من المظاهر الدرامية والاجتماعية، كانتشار أعمال البيئة الشامية أو الأعمال التركية المدبلجة، مع إعطائه خصوصية لمشروعه يختلف عن الآخرين من خلال تقديم النكتة والفقرة الكوميدية البسيطة والقصيرة زمنيا ولكنها المعبرة بشكل كبير وبتركيز واختصار شديدين لما يريد قوله في حيثيات مشروعه وأعماله الكوميدية، فحقق مع فريق عمله من نجوم الكوميديا السوريين نجاحا لافتا، وفي فترة زمنية قصيرة نسبيا، كما حقق حضورا جماهيريا ومتابعة لا بأس بها من قبل الجمهور المتعطش لمشاهدة الأعمال الكوميدية المريحة للنفس والخفيفة الظل؟!.. «الشرق الأوسط» حاورت الفنان فادي غازي في دمشق، حيث تحدث عن مشروعه الكوميدي الجديد للموسم الحالي، وعن قضايا فنية متنوعة. * لنتحدث بداية عن أعمالك الجديدة للموسم الحالي؟ - بعد العملين الكوميديين للعام الماضي «شاميات» الذي حمل نقدا لأعمال البيئة الشامية التي عرضت في سنوات سابقة وكثرتها وتكرار مواضيعها، وهناك عمل «فذلكة عربية»، والعملان ما زالا يعرضان حاليا على بعض الفضائيات العربية، وحاليا نحضر الجزء الثاني من عمل «شاميات» وسيأتي بأسلوب مختلف عن الجزء الأول وسيكون عملا متصلا متكاملا يحمل قصة مشوقة بثلاثين حلقة يتضمن الكوميديا، حيث اعتبرنا أن الجزء الأول التأسيس للجزء الثاني القادم، وستكون شخصيات وأبطال العمل الجديد مجتمعين في قصة واحدة وفي مسلسل واحد من البداية والنهاية. * من خلال مشروعك الذي انطلق قبل سنوات قليلة اعتمدت على اللقطة الكاريكاتيرية السريعة بينما في عملك الجديد هناك قصة متصلة ألا تخاف أن لا ينجح جماهيريا حيث تعود الجمهور على أسلوب الطرفة السريعة؟ - برأيي أن أساس أي نجاح هو الدراسة المسبقة، ونحن لم نحاول أن نقوم بقفزة من البداية باتجاه الدراما بل قمنا بتسلسل خطواتنا بقفزات قصيرة حتى يتقبلها الجمهور، فإذا كان العمل السابق يحمل الكوميديا من خلال اسكتشات صغيرة، فنحن في العمل الجديد نقدم كوميديا ولكن من خلال حكاية وقصة ولم نخرج فيه عن النمط السابق بل القفزة هنا كانت من خلال جعل «القفشات» مسلسلا متواصلا كما حافظنا على الكركترات التي زرعناها في العام الماضي، ولذلك لن يشعر المشاهد باستغراب، حيث سيرى جميع الشخصيات مثل أبوعبدو وأبو أصطيف وأبو حدو وديبو الحلاق سيراهم جميعا ولكن من خلال قصة، وإن شاء الله يحقق العمل الجديد النجاح، وأتوقع أن ينجح بنسبة أكبر من الجزء الأول. * وعلى ماذا بنيت توقعاتك؟ - من خلال دراسة الشارع وما يحتاجه، حيث يريد الكوميديا، وبالتالي هنا الكوميديا مستمرة، وعلينا تطوير الكوميديا التي قدمناها في العام الماضي، وهذا ما سيحصل هذا العام، كذلك كان هناك نقد موجه لنا أنه هل نستطيع تقديم فكرة متواصلة، وهذا ما فعلناه في العمل الجديد القادم، ولذلك بناء على ما سمعناه وقرأناه من تقييم ونقد حاولنا استدراك أخطائنا في المرات الماضية، وأن نقدم شيئا أهم وأفضل، ولذلك من خلال هذه الدراسة فمن المفروض وبإذن الله تعالى أن ينجح عملنا الجديد. * من المعروف أن أعمال البيئة الشامية تتعرض حاليا لانتقاد واسع وتعتبر من الفانتازيا كيف تقاطع عملك الكوميدي «شاميات» بجزأيه مع البيئة الشامية؟ - إذا أردت مثلا أن تشتري شوكولاته وذهبت إلى السوق بقصد ذلك فسترى أنواعا مختلفة من الشوكولاته ولكنك ستتوقف عند محل يبيع شوكولاته مصنعة بأشكال مختلفة مثل دب أو بطة أو زرافة، وهي شوكولاته بكل الأحوال ولكنه صنعها بأشكال مختلفة، وما أريد قوله هنا إننا نقدم أعمالا مميزة في الدراما الشامية، وقد تؤرخ لمرحلة من تاريخ الشام، ونحن قدمنا هذه الدراما بطريقة كوميدية ولا نحملها تاريخا فقد أستخدم كابلا كهربائيا في عمل بيئي بقصد الموقف الكوميدي وليس بقصد أن أقول إنه لم يكن هناك كهرباء، وقد أستخدم في لحظة من اللحظات الجوال وهو لم يكن موجودا في البيئة الشامية، إذن هناك لقطات مميزة، ومع احترامي للأعمال البيئية التي تقدم ويصرف عليها مال كثير، فأنا أقول لهم: قفوا وكفانا أعمالا مكررة نقولها بطريقتنا؟!.. ولذلك أكرر وأقول لك إننا لا نقدم دراما بيئة شامية بل كوميديا من هذه البيئة، ولم يعمل على ذلك أحد من قبل، باستثناء الفنان دريد لحام الذي قدم كوميديا الحارة الشامية، ونحن أعدناها بطريقتنا وبأسلوبنا ومن خلال أسرتنا الفنية. * هل يعني أنكم تأثرتم بأعمال دريد لحام التي قدمها في ستينيات وسبعينات القرن الماضي؟ - هناك مقولة معروفة وهي: لكل زمان رجاله وأمواله، وأنا أعتبر دريد لحام أستاذا في خارطة الفن السوري ولا يوجد أحد لم يتأثر بهذا الفنان الكبير، ولكن لا يوجد تأثر بأعماله لأن ما قدمناه وسنقدمه في «شاميات» خرج من وحي آلية النقد والنقد الذاتي التي تميز الدراما السورية، وبرأيي هنا أن كل من يعمل في الكوميديا السورية فنانون متميزون، واللعبة جماعية هنا، وكل منا يبني لبنة في جدار الدراما السورية حتى يعلو أكثر فأكثر. * من المعروف أن الكوميديا فن صعب كيف تمكنت من الاستمرار في مشروعك الفني الكوميدي؟ - للنجاح أسس ومبادئ، وكذلك الاستمرارية لها مبادئ، واستمراريتنا في مشروعنا لها أسباب كثيرة منها: الالتزام والجدية في العمل والمحبة الموجودة في أسرة العمل وتظهر على الشاشة بالإضافة إلى اعتمادنا مقولة «من جد وجد» حيث كان لدينا الجد والاجتهاد على موضوع معين، ومن المعروف أننا كنا أول من بدأ بموضوع تصوير الطرفة حتى عندما بدأنا لم يكن هناك محطات تعرض برامج طرفة إلا قبل عام حيث صاروا يقلدوننا إما بشكل مباشر بتقديم الطرفة، وبغض النظر إن كانت طرفة بذيئة أو عادية، ولكن نحن قدمنا الشيء الأصعب، حيث جسدنا النكتة دراميا. * هل تقصد بكلامك أن برامج النكت في القنوات اللبنانية تأثرت بمشروعك رغم أن هناك من يقول إنك في «كل شي وماشي» و«فذلكة» تأثرت ببرامج النقد اللبنانية الخفيفة الأسبوعية التي تقدمها بعض الفضائيات؟ - بداية أقول لك إن موضوع اللوحة القصيرة موجود على مر العصور ويطلق عليه اسكتش حتى من أيام الإغريق كانت تقدم على مسارحهم، فالاسكتش موجود ولكن تجسيد الطرفة التي يتداولها الناس في الشارع بشكل درامي أو حتى إيجاد طرفة نحن نبتكرها ونجسدها دراميا هذا ما تميزنا به وليس اللبنانيون، والسبب أن اللبنانيين لم يقدموا مثلنا بل قدموا برامج نقد لمسؤوليهم ولم تكن طرفة نسمعها، وبرأيي أن الطرفة التي نسمعها تتضمن 6 في المائة منها خيالا، فهي تخيل من خلال تبادل الأحاديث بين الناس، إذ يتخيلها المستمع، فقمنا نحن بمشروعنا الكوميدي بجعل المتخيل مشاهدا من قبل الناس. ولذلك عندما أراد اللبنانيون تقديم النكتة للناس قدموها بالفعل، ولكن دون تجسيدها دراميا حيث يلفظونها لفظا فقط، وبالتالي وقعوا في مطبات، حيث بعض القنوات تلفظها بطريقة بذيئة أو تستخدم النكت التي تحتها خط أحمر بالنسبة لأي أسرة جالسة أمام التلفزيون، بينما نحن قدمنا طرفة مهذبة أو هذبناها حتى إذا كان فيها شيء سيئ عملنا على تنقيحه، وأن نقدمها فيما بعد بطريقة درامية بسيطة تدخل لقلب أي مشاهد ولأي منزل دون أن يشعر بحرج. وتأكيدا لكلامي بتأثر برامج النكت اللبنانية بعملنا الكوميدي سأروي لك الحادثة التالية: طلب مني في إحدى المحطات اللبنانية وقبل أن يبدأ أحد البرامج التي تعتمد على الطرفة، أن أزودهم بالطرف والنكت، ولدي ما يثبت ذلك من خلال الإيميلات والاتصالات، وأرسلت لهم الكثير من النكت بطريقة مهذبة. * من أين تجمع طرفك ونكتك وهل استفدت من النكتة الحمصية حيث تعتبر حمص عاصمة النكتة العالمية؟ - حمص من المدن السورية التي أحبها وأحترم شعبها، والطرفة موجودة في أي مكان بغض النظر عن كونها طرفة على الحمصي أو الديري أو غير ذلك، وبالنسبة لي جمعت النكت وهذبتها وقدمتها بشكل لطيف، لأن هناك شعرة فقط ما بين أن تقدمها بغلظة أو بشكل مهضوم، وهذه كانت من التحديات التي واجهتنا في مشروعنا الكوميدي، وبرأيي أنه مثل أي طبيب حتى يمارس مهنته عليه أن يدرس ست سنوات في الجامعة ومن ثم يتخرج ويمارس مهنة الطب، ولكن عليه أن يوجد علاجا للأمراض الجديدة، وما قصدت قوله هنا أننا نحن ومن خلال ممارستنا لفن النكتة على مدى السنوات الست الماضية وصلنا لمرحلة أصبحنا فيها قادرين نحن على خلق طرفة، وأن نعمل موقفا يؤدي لطرفة، وبالتالي ففي آخر عمل قدمناه وهو «فذلكة عربية» كان يضم 6 في المائة من لوحاته طرفا من ابتكارنا وغير متداولة في المجتمع. * ما رأيك في الأعمال المدبلجة وهل سنشاهد لك مثلا عملا كوميديا بأسلوبك المعروف ينتقد هذه الأعمال؟ - برأيي أن الأعمال التركية موضة ستأخذ وقتها وتنتهي وهي في فترة من الفترات حققت تلوينا في الدراما مثل أي مزهرية من الجميل أن ترى فيها أزهارا من كل الألوان وهذا ما تحقق في الدراما أيضا حيث صار هناك تنويع من الدراما المصرية والسورية وحتى المدبلجة، ولكن كثرة الأعمال التركية المدبلجة سببت الملل للمشاهد وأدت لتراجعها. * هل عرض عليك العمل مع الدراما المصرية؟ - كان هناك عرض لي للعمل في مسلسل كوميدي مصري، ولكنني اعتذرت لأنني كنت مشغولا بتصوير مسلسل «شاميات»، وكذلك وجدت أن النص ضعيف. * لماذا لا نشاهدك في فيلم سينمائي سوري كوميدي؟ - برأيي هنا أن السينما السورية ما زالت في مرحلة التطور قياسا بالدراما التلفزيونية ولم أشاهد حتى الآن كما في السينما السورية رغم وجود النوع فيها، ولذلك لم ألق تشجيعا لأقدم فيلما سينمائيا، لاحظ مثلا في مصر أي فنان يقدم دورا بسيطا يركضون خلفه ويعرضون عليه أدورا أكبر، بينما هنا في سورية لا أرى مثل هذا الشيء لا في القطاع السينمائي العام ولا الخاص. * ما هي هواياتك الشخصية؟ - لدي هواية ممارسة لعبة كرة القدم وأهوى سماع الموسيقى العالمية وكتابة الشعر الحديث. * هل تعرضت لموقف محرج في مكان ما ومن قبل أناس طلبوا منك أن تحكي لهم نكتا؟ - أتعرض دائما لمثل هذه المواقف حيث يعمد البعض للمزاح معي في وقت يكون فيه مزاجي سيئا وبعضهم يطلبون مني وأنا أسير في الشارع أن أقول لهم آخر طرفة ابتكرتها، وأنا أستوعب جميع الناس خاصة أولئك الذين يطلبون ذلك بمحبة وإذا كان مزاجي رائقا فألبي طلبهم فأنا في المحصلة إنسان لي مزاجي الخاص وظروفي وقد ألتزم الصمت في بعض المواقف والأحيان. * طيب ما هي آخر نكتة سمعتها أو ابتكرتها ترويها لقراء «الشرق الأوسط»؟ - سأرويها لك لأني مزاجي حاليا «رايق»!.. أحد الأجانب جاء إلى سورية وفي مطار دمشق استقبله سائق تكسي عمومي وسار السائق به بسرعة وصار يحاول تخطي السيارات الأخرى و«يطحش» عليها ويشحط فرامل فلم يكن من الأجنبي إلا أن كرر قوله للسائق بكلمة «سلولي سلولي أي مهلا مهلا» فيرد عليه السائق يا أخي إنت بتعرف مبدأ «بوذا» فأجابه الأجنبي لا أكمل السير فيعود السائق لنفس التطحيش وفي النهاية طلب الأجنبي النزول من سيارة السائق فأنزله ليأخذ تكسي آخر حيث فعل السائق الآخر نفس ما فعل السائق الأول، وسأل الأجنبي أنت تعرف مبدأ بوذا فأجابه لا ونزل من السيارة من خوفه على نفسه، وأخذ سيارة ثالثة ليحصل معه نفس الشيء، فاضطر الأجنبي ليسأله ماذا تقصد بمبدأ بوذا، فأجابه السائق: «سيدو نحن منعتبر أنه متى نفد بوز السيارة معنى ذلك بتخلّص وتسبق السيارات الأخرى هذا هو مبدأ بوذا عندنا».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل