المحتوى الرئيسى

صلاح جاهين.. «شاب عمره ألف عام»

04/29 13:40

ست وعشرون دقيقة هي مدة الفيلم الذي استطاع من خلاله المخرج الشاب أحمد عبد العليم أن يقدم شاعر العامية المصرية الشهير صلاح جاهين، من خلال رؤية جديدة تناولت علاقة شباب المبدعين الذين ولدوا بعد وفاة الشاعر عام 1986 بكتاباته وأغانيه وأعماله الكاريكاتيرية المتنوعة. عرض الفيلم خلال الندوة التي أقيمت في قصر السينما بالقاهرة بعنوان «شاب عمره ألف عام»، احتفالا بمرور ربع قرن على وفاة الشاعر الذي أثرى الشعر العربي بأعمال مهمة، لا تخلو منها مكتبة خاصة أو عامة في مصر والعالم العربي. يقول المخرج عبد العليم لـ«الشرق الأوسط» إن «ما جعلني أتناول سيرة جاهين من هذه الزاوية هو وجود نحو مائة صفحة خصصها الشباب لأشعاره وأعماله على صفحات المواقع الاجتماعية الشهيرة مثل (فيس بوك) و(تويتر)، واللافت للنظر أن من أنشأ هذه الصفحات هم شباب دون الثلاثين، والسبب وراء هذا في رأيي هو تميز صلاح جاهين الشديد». الفيلم الذي أنتجته قناة «النيل الدولية»، جاء ضمن احتفالات مصرية متعددة بالذكرى الخامسة والعشرين لرحيل جاهين، من خلال تقديم علاقة الجيل الجديد بأشعاره وأغانيه، التي ألهبت حماس ثوار الخامس والعشرين من يناير (كانون الثاني). ورغم الكثير من الأفلام التسجيلية التي أنتجت حول صلاح جاهين طوال السنين الماضية، فإن هذا الفيلم يعد مختلفا من زوايا كثيرة، منها مواكبته للعصر، حيث ربط المخرج بين جيل الـ«فيس بوك» الحديث في السن، والشاعر الذي كان صوت ثورة 23 يوليو (تموز) 1952، من خلال تقديم عمل يتأرجح بين التسجيلية والدرامية، أو كما يسميه المتخصصون في الأفلام التسجيلية «ديكودراما»، حيث بدأ بشاب يجلس إلى الإنترنت ليكتشف وجود هذا العدد الهائل من الصفحات حول الشاعر الكبير، مما يدعوه للبحث عنه ومعرفته بشكل أكثر عمقا، وفي النهاية ينضم إلى الطابور الطويل من المحبين لأعمال هذا الشاعر، على اعتباره رمزا ثوريا إبداعيا. الأمر لم يقتصر على الصفحات الكثيرة حول الشاعر على الـ«فيس بوك»، لكن هناك أيضا إذاعة على الإنترنت أنشأتها مجموعة من الشباب باسم «راديو صلاح جاهين»، انطلاقا من شعبية ومكانة الشاعر الكبير في العامية المصرية، وهي عبارة عن مدونة منوعة تقدم الأخبار السياسية والاقتصادية والرياضية والمنوعة، إلى جانب الإذاعة، مع وجود ركن مخصص لأعمال جاهين الإبداعية، خاصة الرباعيات الشهيرة. أما المطرب والملحن الشاب بلال الشيخ، الذي غنى خلال الندوة مختارات من رباعيات جاهين، فقد أكد على أن أكثر ما يطلب منه غناؤه هو الليلة الكبيرة، ذلك العمل الملحمي الوحيد في الشعر العامي المصري الذي تطرق إلى موضوع السوق الشعبية، وما تحتويه من مشاهد إنسانية مصرية صميمة. ويؤكد الشيخ على أنه وجيله يرون في صلاح جاهين رمزا وطنيا شعريا جعلهم يرددون أغانيه الثورية والوطنية خلال أيام الثورة الثمانية عشر أثناء وجودهم في ميدان التحرير، فلم يكن يمر يوم إلا وتتردد أشعار أغنيات جاهين التي كانت ولا تزال تلهب حماس الثوار منذ الخمسينات وحتى اليوم. وتناولت الندوة جاهين، رسام الكاريكاتير المشهور أيضا، حيث دعا فنان الكاريكاتير الشاب عبد العزيز السماحي إلى التأكيد - خلال الندوة - على أهمية رسومات جاهين الكاريكاتيرية التي كانت وما زالت تعبر عن الأوضاع الاجتماعية والسياسية المصرية على مدار نصف قرن من الزمان. وقال السماحي إن رسومات جاهين الساخرة لا تقل أهمية عن أشعاره وأزجاله وأغانيه الوطنية والسياسية، داعيا إلى تسليط الضوء أكثر على عبقرية هذا الفنان الذي كان ينشر عملا كاريكاتيريا كل يوم في صحيفة «الأهرام» لسنين طوال، يثير الكثير من الأفكار والأسئلة في أذهان الناس. يذكر أن صلاح الدين جاهين ولد في 25 ديسمبر (كانون الأول) 1930 في حي شبرا بالقاهرة، وتوفي في 21 أبريل (نيسان) 1986، وهو ابن المستشار بهجت حلمي الذي تدرج في السلك القضائي إلى أن أصبح رئيس محكمة استئناف. درس جاهين الفنون الجميلة، لكنه لم يكمل دراسته بها حيث اتجه إلى دراسة الحقوق. وأشهر أعماله الرباعيات التي كان يحفظها معظم معاصريه عن ظهر قلب، والتي تجاوزت مبيعات إحدى طباعات الهيئة المصرية العامة للكتاب لها أكثر من 125 ألف نسخة في غضون بضعة أيام. هذه الرباعيات لحن الكثير منها الملحن الراحل سيد مكاوي وغناها الفنان علي الحجار. ومن قصائده المميزة أيضا القصيدة الملحمية «على اسم مصر»، وأوبريت «الليلة الكبيرة» أشهر عرض للعرائس في مصر.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل